1 ـــ عبد الكريم, كل عام وانت الشهيد الحي, لا زالت قلوب العراقيين وسيوف انتفاضتهم معك, جوع ودموع ملايين الأرامل والأيتام وحسرة المعاقين, وانتظارالنازحين والمهجرين والمهاجرين معك, وجرح العراق لا زال ينزفك, كنت اقرب الأتقياء الى قلب الله, واقرب الشهداء الى قلب الوطن, سقطت الأقنعة عن خيانات التاريخ الزائف, ومثلما كانت القومية عاهرة, فالأسلام السياسي اكثر عهراً, الأشتراكيات والديمقراطيات والرسالات الخالد والمقدسة, كانت ولا زالت اوكاراً للشياطين ومجزرة للضحايا, القومية العربية خانت نفسها بقتلك في شباط 1963, والكردية فتحت ابواب قوميتها, لكل عابر سرير دولياً كان ام اقليمياً, مراجع الأسلام السياسي, خانوك وخانوا الله معك, اليسار الذي تخلى عن مشروعك الوطني, يحمل اسمال برامجه, سائر خلف حثالات السائرون بلا عودة, وان استذكروا ثورتك, فقط للأساءة اليك, حتى ينسلوا من مسؤوليتهم عن ضياعها.
2 ـــ جميعهم سقطوا في مؤبد الفساد والأنحاط, يلف عنقهم حبل العمالة والخيانات, لم نصدق, ان مذهب اهل البيت, يصبح يوماً مصيبة شعب, واحزابه كبيض فاسد, كلسها ابيض وداخلها عفن معتق, والقضية الكردية التي تضامن معها ابناء الجنوب والوسط وضحوا, كانت في الأساس (بلا قضية), عشائر جاهله متخلفة تمتهن التهريب, نساها المد العثماني, لوثة على ارض العراق, كل ارثها بغال وانابيب وصهاريج لتهريب الثروات العراقية, وما تركته عروبة البعثيين واخوانچية المتأسلمين, ليس الا جراح لا زالت تنزف الخذلان والبيانات الأولى ومراسيم الصباحات السوداء, لا تفزع يا قمراً, يعود بعد كل غياب, ففي العراق لازال العراق, ومشروعك التموزي لازال نابض في قلوب العراقيين.
3 ـــ الصهاينة الذين قاتلتهم في فلسطين, اصبحوا الآن جارتنا الشمالية, تشكل لنا حكومتنا, وتدير شؤون سلطاتنا التشريعية والتنفيذية والقضائية ورئآسة جمهوريتنا معها, تهرب النفط العراقي الى موانئها, عبر مينا جيهان التركي, ولها 20% من الموازنة, تتمدد في جغرافية كركوك والموصل وديالى وتكريت, ولها دائماً متنازع عليها مع كل تمدد جديد, ضاق الوطن على ابناءه, فاصبح شماله بغداد والبصرة جنوبه, لا شرق له ولا غرب, بمقدساتنا في النجف وكربلاء, احتلتها واستوطنتها ايران, واصبحت خارج حدود دولتنا, واضرحة أئمتنا فيها رهائن, محكومة بالمؤبد, تديرها مراجع ايرانية وتحرسها مليشيات ايرانية, ومن هناك تدير برنامج افقار وتجهيل واذلال مجتمع الجنوب والوسط, مع كل هذا وذاك, لازالت رئة العراق, تتنفس مشروعك الوطني, واسمك عنوان نهضة قادمة من قمر انت فيه.
4 ـــ عبد الكريم: جميع انجازات ثورة الرابع عشر من تموز / 1958, الكبيرة, احتلتها ايران بعد عام 2003 واستوطنتها, ورفعت على واجهاتها جداريات مجنديها, يتيمتك مدينة الثورة, وبعد ان اغتصبتها جداريات صدام حسين, اعادت اغتصابها اسماء ال الصدر, هكذا بالنسبة للهويات التاريخية لجميع محافظات الجنوب والوسط, احتلتها جداريات ال الحكيم, واسماء اخرى لا علاقة لها بتاريخ الأرض, لا تحزن يا صديقنا, انه قدرنا الأبتر, ان يصبح رئيس حكومتنا (اثول) وكأستحقاق برزاني, يتشاطر في اهداء وبيع العراق بالجملة والمفرد, حثالات الفساد والعمالة والأنحطاط, تتكاثر كالديان في اجساد اوطان اذا ماتت شعوبها, بنات وابناء العراق, والجنوب منهم بشكل خاص, يحاولون ان لا يموتون اكثر, ان ينهضوا ويمدوا صوت انتفاضتهم, الى حيث معاقل الحثالات, ليعيدوا الحياة للمشروع الوطني لثورة الرابع عشر من تموز 58 الوطنية.
12/ 07 / 2019