كانت المحاصصة وما زالت تنهش في جسد الدولة العراقية منذ التغيير سنة2003 وكان التنافس يصل أوجه على حقيبتي الداخلية والدفاع، وأستطيع ان أؤكد بان جميع وزراء الداخلية الذين تناوبوا على المنصب كانوا يمثلون جهات سياسية ولم تكن لهم علاقة من بعيد او قريب بمهام الداخلية واعبائها وان كانوا محاطين بالمستشارين المتخصصين، ولم يخطر على بال أحد ان يأتي يوم ويتم فيه اختيار ضابط كفوء قضى سنوات طوال من عمره في الوزارة نفسها وزيرا للداخلية يعرف العاملين فيها من ضباط ومراتب ويعرف نقاط ضعفهم وقوتهم.
الداخلية العراقية ليست داخلية اية دولة أخرى، فالعراق دولة فيها أحزاب وتيارات وعشائر واديان ومذاهب و و ، دولة مرت بحروب طويلة الأمد و تعرضت للاحتلال ، اذن فالمهمة صعبة جدا لا سيما وان السلاح بيد الافراد والأحزاب والعشائر والمليشيات، والمجتمع يشهد أنواعا جديدة من الجرائم ولا سيما المخدرات ، مجتمع ليس بالإسلامي ولا بالعلماني ولا ليبرالي مجتمع من نوع خاص دخله الانترنيت والستالايت والموبايل بشكل مفاجئ احدث فيه تغييرا كبيرا بالإضافة الى التغيير الجذري الذي حصل في نظام الحكم والتدخلات الأجنبية القريبة والبعيدة ، وقد احسن دولة رئيس الوزراء الاختيار عندما اختار للداخلية ضابطا كفوءا متمرسا مهنيا خبيرا وهو بالإضافة الى صفاته المهنية اكاديمي واديب وله مؤلفات عدة وهو النسابة العارف بشؤون العشائر هذا فضلا عن انه الانسان المتواضع الكريم المحب للخير وما دخل عليه احد في حاجة الا وخرج مبتسما راضيا وماذا يريد المواطن من المسئول غير هذا؟.
اذن فان اختيار الدكتور الفريق ياسين الياسري لهذا المنصب يعد تحولا نوعيا في مسار وزارة الداخلية العراقية لاسيما انه حاز على ثقة البرلمان، نعم لقد جاء عدة وزراء داخلية وذهبوا دون ان يتركوا بصمة واضحة والامل كبير في ان الوزير الجديد سوف يدخل التاريخ ويسجل بين طياته صفحات مشرقة من المهنية والتغيير الحقيقي وإقامة الامن والأمان وإعادة بغداد مدينة عصرية بلا حواجز ولا اسمنتيات ولا جرائم وإعادة الجمال والحياة والحركة اليها ليس بغداد فحسب وانما لكل المحافظات العراقية.
نعم معالي الوزير مهمتك صعبة جدا ولكنك اقوى منها.