المٶتمر السنوي الذي عقده المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في العاصمة الالبانية تيرانا، بحضور شخصيات سياسية وبرلمانية تحت شعار “سوف نستعيد إيران” من سيطرة نظام ولاية الفقيه. هذا الشعار، الذي تفاجأ به البعض لکنه في الحقيقة ولمن يعرف أدبيات المقاومة الايرانية ولاسيما أقوى تشکيل فيه أي منظمة مجاهدي خلق، فإنه يعلم بأن شعار“سوف نستعيد إيران”هو الحقيقة أمتداد وتکملة لشعار”إسقاط نظام ولاية الفقيه”الذي جعلته مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية شعارا مرکزيا.
عندما رفعت مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية شعار إسقاط نظام ولاية الفقيه، فإنها لم ترفعه کمجرد شعار نظري حماسي لاوجود ولانبض وإرتداد وإنعکاس له في الواقع، بل کان هناك نضال مستمر ومکثف من أجل تهيأة وإعداد الاجواء المناسبة من أجل إسقاط النظام، ومع إن مجاهدي خلق وبفعل تلك الصفقة المشبوهة التيتمت بين النظام الايراني في ذروة إطلاقه لمزاعم الاعتدال والاصلاح وبين إدارة الرئيس الايراني الاسبق، بيل کلينتون، تم إدراجها ضمن قائمة الارهاب وبقيت فيه لخمسة عشر عاما، لکن ذلك لم يمنعها من مواصلة نضالها ضد النظام، أي إنها ظلت تٶدي دورها النضالي ولو في أصعب الظروف، وبذلك فإنها لم تجعل الوقتيمضي هباءا ولذلك فقد بدأت تلفت الانظار إليها رويدا رويدا وتثبت وتٶکد عدالة قضيتها وکونها تسعى من أجل حرية شعب وقضية وطن.
الخروج من قائمة الارهاب وعملية الخروج السلمي لسکان أشرف من العراق والنجاح في تشکيل جبهة دولية للتضامن مع الشعب الايراني والنضال ضد تطرف وإرهاب النظام الايراني الى جانب کشف تورط هذا النظام بنشاطات إرهابية التمکن من قيادة الانتفاضة الاخيرة وتشکيل معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة من أجل مواصلة المواجهة ضد النظام وقائمة طويلة بهذا الصدد، کل ذلك بدأ بدفع النظام الايراني رويدا رويدا الى زاوية ضيقة وهاهو اليوم معزولا منطويا على نفسه صار الجميع يسعى للإبتعاد عنه بعد أن توضحت ماهيته وعلاقاته المشبوهة بالکثير من الامور والقضايا السلبية وفي مقدمتها تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة.
“إسقاط نظام ولاية الفقيه”، لم يکن کما قلنا في آنفا، مجرد شعار حماسي رفعته المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق بل إنه قد جرى العمل من أجله کما أوضحنا جوانب منه، وإن شعار”سوف نستعيد إيران”، للمٶتمر السنوي في تيرانا ليس مجرد شعار رمزي وإنما هو شعار يجسد حقيقة ستتجسد عما قريب وإن کل شئ مهيأ وموظف من أجل ذلك وسيراه العالم بأسره.