.
قال كريم أسد أحمد خان، رئيس فريق التحقيق الأممي لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق وسوريا، لأعضاء مجلس الأمن إنه
“على الرغم من حجم الجرائم والشرور والوحشية التي أطلقها داعش على المدنيين الأبرياء، فإنهم لم ينجحوا في تقسيم شعب العراق”. وأكد المسؤول الأممي أن فريقه قد حقق تقدما ملحوظا في تنفيذ ولايته، متوقعا أن يقدم المحققون دعما ملموسا للقضايا المعروضة أمام المحاكم الوطنية في جرائم داعش. وأضاف رئيس فريق التحقيق الأممي حول جرائم داعش في إحاطته أمام المجلس، أن فريقه لمس سعيا مجتمعيا في العراق للمساءلة عن جرائم داعش، لافتا إلى أنها “ليست دعوة إلى الاقتصاص، بل دعوة عدالة”. وقال خان إن من تحدث معهم الفريق “يتمنون أن يتم كشف جرائم داعش بشكل علني وبموضوعية، بحيث يمكن للعالم أن يرى الطبيعة الحقيقية لأفعالهم، وأن يتم الكشف عن طبيعة أيديولوجيتهم الفاسدة حتى نتمكن معا من تكريم الضحايا”. وقال أيضا إن الأشهر الستة الماضية شهدت تأسيس مرافق وأساليب جمع الأدلة بموظفيها الأساسيين، “ويتم الآن جمع المواد الوثائقية والرقمية والشهادات وأدلة الطب الشرعي كافة” المطلوبة للتحقيق. كما أورد أن هناك 79 موظفا يعملون الآن في العراق، ومن بينهم محققون جنائيون ومحللون وخبراء حماية الشهود وعلماء في الطب الشرعي.
ويستهدف العمل الاستقصائي الأولي للفريق، حسب إحاطة رئيس فريق التحقيق الأممي، ثلاثة مجالات أساسية هي: هجمات تنظيم داعش ضد الجالية الإيزيدية في منطقة سنجار في آب 2014؛ وجرائمه المرتكبة في الموصل بين عامي 2014 و2016 بما في ذلك استهداف الأقليات الدينية، وجرائم العنف الجنسي والجرائم ضد الأطفال؛ بالإضافة إلى القتل الجماعي للطلاب العسكريين العراقيين العزل من أكاديمية تكريت الجوية في حزيران 2014. ويقوم الفريق أيضا بتجميع الملفات التحضيرية لمجموعة واسعة من الجرائم الأخرى، ضد مجتمعات الشيعة والمسيحيين والسنة والتركمان وغيرها. كما أحاط خان أعضاء المجلس بجهود فريق التحقيق الأممي في قرية سنجار حيث يواصل تقديم التوجيه والدعم اللصيق لأعمال التحقيق التي تقوم بها السلطات الوطنية والحكومية في إقليم كردستان في جمع الأدلة الجنائية والفيزيائية والبيولوجية من مواقع المقابر الجماعية بما يتماشى مع المعايير الدولية. وقال المسؤول الأممي إن محققي الفريق يجمعون في شمال العراق أدلة وشهادات الناجين والشهود الإيزيديين والمسيحيين والعرب السنة والتركمان الشيعة وغيرهم ممن لم يتح لهم تقديم شهاداتهم سابقا. وحسب إحاطة خان فإن فريق التحقيق، واعتمادا على شراكات مع المنظمات الدولية وغير الحكومية، تمكن خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما من الوصول إلى أكثر من 600 ألف من مقاطع الفيديو المتعلقة بجرائم داعش بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف صفحة من وثائق داخلية للتنظيم الإرهابي جمعها صحفيون متميزون من ساحة المعركة. كما خاطب السفير العراقي محمد حسين علي بحر العلوم، جلسة مجلس الأمن مؤكدا دعم بلاده لعمل فريق التحقيق، داعيا المجتمع الدولي إلى “دعم الفريق بالكامل وتعزيز المساءلة ضد أعضاء داعش عن جرائمهم ضد الإنسانية”.
وشدد بحر العلوم على “أهمية التنسيق والتعاون الكاملين بين حكومة العراق والفريق، والاحترام الكامل لسيادة واختصاص العراق، واستخدام الأدلة لإكمال التحقيقات التي أجرتها السلطات العراقية المختصة في الجرائم التي ارتكبها داعش.” وأضاف بحر العلوم “يجب استخدام هذه الأدلة كجزء من إجراءات قانونية مستقلة وعادلة تجريها محاكم عراقية مختصة”.
رئيس فريق التحقيق الأممي أكد أن إنشاء أرشيف توثيقي لجرائم داعش ليس كافيا، مضيفا بالقول “لتنفيذ مهمتنا بشكل كامل، يجب أن نضمن أن عملنا يساهم بشكل ملموس في جهود المساءلة المحلية”. وقال إنه لهذه الغاية الضرورية فقد أجرى الفريق مناقشات متعمقة من أجل تعزيز سبل وقنوات إدخال الأدلة التي يجمعها الفريق في نظم الإجراءات القانونية المحلية في العراق.
وأضاف خان أنه بناء على هذه المناقشات مع السلطات الوطنية “نأمل أن يقدم الفريق خلال الشهرين القادمين دعما ملموسا لقضية واحدة على الأقل من تلك المعروضة أمام المحاكم الوطنية مما يمثل علامة فارقة مهمة في تنفيذ ولاية فريق التحقيق الأممي”.