وجهت الناجية الإيزيدية ليلى تعلو رسالة إلى المجتمع الدولي والحكومتين العراقية وحكومة الإقليم، تضمّنت الرسالة عدّة مفاهيم إنسانية طرحتها الناجية
الرسالة التي تنصّ على ما يلي :
إلى:
الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان
المجتمع الدولي، متمثلا بهيئة الأمم المتحدة
المنظمات الإنسانية (منظمة حقوق الإنسان والمرأة والطفل )
تحية طيبة لكم:
اناشادكم باسم الإنسانية وباسم الأعراف والقيم واواصر المحبة والسلام والعدالة الاجتماعية، الاستماع إلى صرخاتنا التي تنبع من عمق الإبادة التي تعرض لها الايزيديين في الثالث من آب عام ٢٠١٤.
ونحن نقترب من العام الخامس من زمن هذه الإبادة اللاأخلاقية على يد أخطر تنظيم إرهابي تحت مسمى الدولة الإسلامية أو ما يسمى بداعش.
اليوم لا نبحث عن رغيف خبر يسد رمق جوعنا فقط، بل نتطلع إلى حياة كريمة ومستقرة في مناطقنا.
اسمحوا لي أن أنقل إليكم الواقع المأساوي لأهلنا في مخيمات النزوح، وأنقل إليكم معاناة الآلاف من الأطفال الأيتام في هذه المخيمات، بعدما فقدوا آباءهم وأمهاتهم جراء هذه الإبادة التي قصمت ظهر ديانة كاملة.
اطلب منكم إنصاف الايزيديين والدفاع عن مظلوميتهم بالعمل الجاد على أرض الواقع، والبحث عن مصير أكثر من ثلاثة الآلاف ايزيدي ما يزالوا مجهولي المصير إلى الآن، وتشكيل لجان تنسيقية حقيقية مع جميع الأطراف من أجل إنهاء معاناتهم سواء في سجون داعش او المخيمات في سوريا وبقية المناطق.
اليوم مناطقنا تعاني من الإهمال والتهميش بسبب سياسات ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل، ولم نعد نتحمل المزيد من الإهمال والتهميش لمناطقنا وواقعنا المأساوي.
لا نريدكم أن تحتفلوا بهذه الذكرى بل نريدكم أن تتحملوا مسؤلياتكم الأخلاقية والإنسانية والقانونية في تحمل عبىء هذه الإبادة معنا.
لقد سئمنا من رفع الشعارات وإقامة الاحتفالات والفعاليات في ذكرى الإبادة، علينا أن نعمل معاً كفريق متكامل من أجل مظلومية الايزيديين وإنصاف قضيتهم.
الوقت يمر ولا يوجد هناك خطوات جادة في إعادة أهلنا إلى مناطقهم والعيش فيها بكرامة وحرية سلام.
هناك الآلاف من الناجيات والناجين الايزيديين يعيشون في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية، وهم يحتاجون إلى دعمكم والالتفاته إليهم وإعادة تأهيلهم واندماجهم في المجتمع.
امنحوا مظلومية الايزيديين المزيد من وقتكم.
أنكم الآن أمام مسؤولية كبيرة تجاه قضية الايزيديين وجميع ملفاتها التي نتجت من هذه الإبادة.
اطلب منكم تحقيق العدالة وتقديم مرتكبي الجرائم بحق الايزيديين إلى المحاكم والقضاء الدولي، ونحن نعلم أن تنظيم داعش الإرهابي قد انتهى وجوده عسكريا نوعا ما ولكن فكر هذا التنظيم الإجرامي مازال يهنش في عقول الكثيرين، وعليكم محاربة هذا الفكر المتطرف بشتى الطرق، حتى نعيش معا بسلام وامان.