كتاب جديد سيصدر بمناسبة الذكرى الخامسة لجريمة الابادة الجماعية للايزيديين وهو الكتاب السادس من سلسلة ” داعش والابادة الجماعية للإيزيديين ” .
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة مختارة من الأوراق والمحاضرات التي شاركت بها، في فترات متباعدة، وفي أماكن مختلفة عبر منصات عالمية، ومحافل وطنية ودولية، ومنابر أممية ،جميعها يتناول الجريمة الدولية التي ارتكتبها ماتسمى دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام ” داعش ” بحق الإيزيديين في 3 أغسطس / آب 2014 ، هذه الأوراق قدمت في مناسبات مختلفة وفعاليات متنوعة ولكن الموضوع المحوري كان الإبادة الجماعية وتداعياتها على الأقليات العراقية لاسيما الإيزيديون منهم، فضلا عن تبيان أهمية توثيق جرائم داعش وضرورة محاسبة مرتكبيها وتعريف العالم بمدى خطورة هذه الأيدولوجية على الإنسانية عامة”.مع الآليات الممكنة لدعم عملية ترسيخ وتعزيز الديمقراطية والتسامُح والتعايُش السلمي واحترام حقوق الإنسان، بالإضافة إلى دور الحوار بين الأديان في صناعة السلام والترابط الاجتماعي، ضمن رؤية استراتيجيةٌ شامِلةٌ وحقيقية، وبعيدة عن رموز الصِّراعات وبوصلة الأَزمات، وإتباع آليات وإجراءات مِنها ماهو آني، مرحلي، ومنها ماهو مستقبلي…!؟ هذا ما يجعل في الكتاب قرباً وبُعْداً، في آن واحد. قربٌ من الواقع المؤلم للإيزيدية في العراق، وبعدٌ عن الاستسلام إليه من خلال الحراك المستمر بهدف حماية حقوقهم. وهو ما أتمنّاه لمن يفتح هذا الكتاب؛ أن يفتح العقل والقلب لما فيه من كلام مبني على فعل إنساني منصف لضحايا جريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في سنجار. كنت قد طبعت كتاباً بعنوان ” عن جحيم الدولة الإسلامية ” في أربيل -2017 والذي كان يضمّ مجموعة من الكلمات والمحاضرات التي كنت شاركت خلالها عبر منابر أممية ومحافل وطنية ودولية، وحسب التسلسل الزمني لها ابتداءً من ديسمبر 2014 ولغاية يونيو ،2017 وأما ما تتضمنه دفتا هذا الكتاب فهو امتداد للسابق وفيه مساهماتي في الفترة مابين أغسطس / آب 2017 ولغاية مايو / أيار 2019 .
إشارة لابد منها :
الدولة الإسلامية في العراق والشام … هذا هو إسمها الكامل، الذي تم اختصاره بجمع الأحرف الأولى من الكلمات لتصبح( داعش).والذي أعلن عنه في 9 أبريل / نيسان عام 2013، تحت قيادة المدعو (أبي بكر البغدادي)بعد أن دمج تنظيم “دولة العراق الإسلامية”، مع “جبهة النصرة” السورية، وانتشر التنظيم بشكل رئيس في العراق وسوريا، وله فروع أخرى في جنوب اليمن وليبيا وسيناء والصومال ونيجريا وباكستان، بالإضافة إلى وجود تنظيمات وخلايا نائمة في السعودية والأردن والكثير من البلدان الإسلامية، ولكونه تنظيماً جهادياً فإنه يضم في صفوفه عناصر من جنسيات مختلفة، من بينهم ( السوريون والعراقيون والمقاتلون الإرهابيون الأجانب المتحدّر معظمهم من شمال أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا الجنوبية ومنطقة القوقاز وغيرهم). وأخيراً، فإنه بالرغم من أن قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي قد أعلنت في 23 مارس/ آذار 2019 القضاء التام على “خلافة” داعش، في آخر معقل له هو “الباغوز شرق سوريا”.وكان العراق قد أعلن ايضا في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2017 النصر النهائي على تنظيم داعش و لو سلمنا بفرضية زوال تنظيم داعش عسكرياً، لكن أيديولوجيته المبنية على إلغاء وتكفير الآخر والركائز العقائدية التي يقوم عليها تنظيمُ “داعش” من الفكر الإرهابي المتطرف، والتمويل، والمقاتلين، والبيئة الخصبة، ما زالت موجودة وإن ضعُفَت، والمصانع الفكرية التي قدمت منتوج داعش لا زالت تشتغل بحيوية وقادرة على إنتاج صور أخرى وتمظهرات جديدة للفكري الداعش الإرهابي.