هوالناقد العراقي المتألق والمبدع ” جمعه عبدالله ” وهو اليوم في منفاه القسري اليونان منذ عشرين عاماً ، يبدو من سيمياء العنوان أنه دفع فاتورة الغربة أستلاباً ووجعاً يومياً كانت الخسارة في مصادرة حريته في وطنه العراق وتغييب طموحات شعبه ، وكان ربحهُ في شخصيته الفذة وثقافته الرصينة والعالية ومواهبه الأدبية أصبح يملك ذلك البستان المورق بألوان زهورها وثمارها بفضل ولعه وموهبته في شتى ألوان الأدب والثقافة وتخصصهِ في النقد الأدبي بأسم الناقد العراقي ” جمعه عبدالله ” .
في مفهوم النقد الأدبي هو عملية دراسة وأصدار أحكام على النصوص الأدبية ، وهو أحد الفنون الأدبية الذي يرتبط فيها ذوق الناقد وفكره محاولا الكشف عن جمالية النص الأدبي والعيوب التي قد توجد فيها ، علما أن الأدب صنعة أبداعية والنقد هو الذوق لذلك الأبداع يكون فيه الأديب مطالب بالتعبير الأبداعي والناقد مطالب بنقد ذلك النص بموضوعية وحيادية لكون النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية ، بأعتماد ( النظرية الأدبية ) هي النقاش الفلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافه ، رغم العلاقة بينهما ، علماً أن الأدب سابق للنقد في الظهور وهما متلازمان ، أذ لولا وجود الأدب لما كان هناك ( نقد ) أدبي لأن قواعده مستقاة ومستنتجة من دراسة الأدب ، والنقد الأدبي ذوق وفن وعلما يكون الناقد صاحب حس مرهف وذوق سليم وموهوب وليس بالضرورة أن يكون منظراً .
أسلوب الناقد العراقي ” جمعه عبدالله “
-يطمح دوماً وبأصرار إلى بناء صرح معماري أدبي رصين وهادف ككاتب ملتزم ينحو للواقعية في كتاباته متمثلا بنجيب محفوظ وأرنسنت همنغواي وفكتورهوجو وغائب طعمه فرمان وأنتون تشيخوف وتولستوي ، لا يتوقف الناقد البارع ” جمعه عبدالله “عند قراءة النص الأدبي فهو يقرأها مابين السطوركما يقرأها طه حسين في كتابه الأيام .
– يكتب عن قناعة مفادها : أنهُ لابد من تجاوز عدد من الأحكام الجاهزة المترسخة في الأذهان حول العلاقة بين الأدب وسوسيولوجية المجتمع ، وهو ينحو دوماً إلى التجديد والحداثوية بتجاوز المقاربة الكلاسيكية التي كانت تخيم بظلالها المعتمة على مجمل الفنون الأدبية ، في الوقوف بين الأختلافات والتشابهات بعملية يحكمها منطق الحصر والحد
– أهتمامات الناقد عبدالله متنوعة في الأدب والشعر والنقد الأدبي والرواية والقصة القصيرة والطويلة ، أخذ ينحو العالمية في أساليب النقد الأدبي كونه يعتمد النقد الأدبي الحديث بنقاش فلسفي لطرق النقد الأدبي وأهدافهُ بدون أن يوحي لك بأنهُ منظر أدبي ، في محاولة فريدة في أشراك عامل ديناميكي يمثل أنضباط أخلاقي كقواعد مستنتجة من دراسة الأدب العربي والعالمي .
– وهو ينظر إلى النصوص الأدبية شعرية كانت أم نثرية مكتشفاً لمواطن الجمال والقبح بشكلٍ بارعٍ وملفت للنظر ، فهو متخصص في دراسة أساليب الأدباء والقدرة على فهم أسرارهم والنفوذ إلى دواخلهم وأدراك مشاعرهم وسبر عواطفهم بفهمهِ العميق وحسهِ المرهف وكثرة تجاربه الأدبية لكونه يتمتع بقدرٍ وآخر من المعرفة والثقافة .
– يعتمد الناقد جمعه على مجموعة من الأفكار في قياس الحكم على العمل الأدبي هي عناصر اللغة ، النص السردي ، الأيقاع ، والخيال تساعد المتلقي في فهم النص ، وخصوصا عند قراءتي لنقده نصوص القصص والروايات ، فهو يعتمد أسلوب النقد الحديث في أعتماد التحليل والتفسير والتقييم للجوانب الجيدة والرديئة في النص الأدبي .
– فهو يركز على النقد البنيوي على التحليل الداخلي للنص أي أنهُ يهتم بالنص ولا شيء غير النص في دراسة كينونة وصيرورة النص السردي للرواية وهنا ينثر الناقد الجميل مطيباته من الذوق والعاطفة والحب والجمال وبعضاً من الرومانسية لأنهُ يعي العلاقة الجدلية بين الأدب والنقد تلك العلاقة التكاملية بحاجة كل منهما للآخر.
– يمتلك الناقد العراقي جمعه عبدالله الموهبة وذخائر في الثقافة والمعرفة وسلوك الموضوعية في النقد الأدبي والدقة في الحكم ويعتمد الثوابت والمسلمات بالحذر من الممنوعات الثلاثة ( الجنس والدين والقيم الأخلاقية )
وظهرت تجليات أدوات الناقد العراقي الفذ ” جمعه عبدالله ” في بعض ما قرأت له في :
قراءة في المجموعة الشعرية ( من يطرق باب الضوء ) للشاعره رفيف الفارس
قراءه في كتاب (قيثارة أورفيوس ) في السائد والمختلف /د-عبدالرضاعلي
قراءه في كتاب (مرافيء في ذاكرة يحي السماوي ) للناقد لطيف كريم
قراءه في المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد ) للشاعر عبدالستارنورعلي
قراءة في ديوان شعري ( أناشيد زورق ) للشاعر جميل الساعدي
قراءة في رواية ( الجنائن المغلقة ) برهان الخطيب
لابد من كلمة أخيرة أوجهها للناقد الجميل الأستاذ ” جمعه عبدالله ” أن كتاباتنا لن تكتمل نشوة قراءتها ألا بمرور أنفاسك العطرة في نقدك الأدبي البناء لها ، وبحضورك البهي تفوح عطرها ، لك المجد أيها الأديب والمثقف الملتزم متمنيا لك مزيدا من التألق في عالمك المعرفي الثقافي والعلمي —-
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
في/ العشرين من تموز 2019