السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeاراءإبادة قرية ايزيدية في سرحد يوم (24 نيسان 1915) : الباحث/ داود مراد ختاري

إبادة قرية ايزيدية في سرحد يوم (24 نيسان 1915) : الباحث/ داود مراد ختاري

المقدمة :

كانت عشيرة سيبكا الايزيدية من أكبر العشائر في منطقة سرحد وبحيرة (وان)، تعرضت الى العديد من حملات الابادة والتهجير القسري من مناطق شمال ايران  الى الحدود الارمنية التركية عبر القرون الثلاثة المنصرمة، وفي كل حملة تفقد مجموعة كبيرة من أفرادها بين القتل الجماعي والخطف والسبي وأعداد منهم ابتعدوا عن الديانة الايزيدية تحت التعذيب، وحالياً ثلاثة أرباع العشيرة مسلمين دخلوا الاسلام نتيجة حملات الابادة المستمرة.

القبيلة :

يذكر الكاتب بير ديماتروف في كتابه (ايزيدية سرحد)  : كانت قبيلة السيبكية منذ البداية تسكن في محيط ألَشكري، ومن ثُمّ هاجرت إلى  منطقة قارس، وبعدها إلى أرمينيا ، وعاش قسم من الهسنية مع السيبكية في عنتاب (التابعة لسرحد) و من ثمّ هاجروا إلى  بايزيد، ومنها توجهوا إلى  قضاء سورمَلي فأرمينيا  .

في أرمينيا  وكورجستان، تنقسم عشيرة سيبكان إلى  سبعة أجزاء أساسية: أوتي، مخايلين جيلي، أيسديزي، كليري، شمسكي وستوركي، والأخيرتان أحياناً تُذكران في بعض المصادر المختلفة وكأنهما عشائر مستقلة

واللافت للنظر، أن البعض من أمثال أبناء عشائر مووسيسان، خالتي، جوخرش وآخرين حين كانوا في قارس، ارتبطوا مع عشيرة السيبكية وكانوا يعتبرون أنفسهم من السيبكية، لكن بعد اضطرار السيبكية إلى الهجرة إلى  أرمينيا ، بقيت العشيرة الأصلية فقط تمثل نفسها، والقرى التي كانت بيد السيبكية حتى عام 1918م في محيط قارس لأن حكم الروس عليها هي: خربة ديكور، أمان جاير، شاطروغلي، كوساسوكتلي، قرة قلعة بارو، تاشنيك، قوزلجة، باجلي، سووسز، أنكيكو، شيرينكو، سيجان، أمانكوي، ألَم، أيلا سنجو، حسنجانو، قزلقول، دوورزكيجي …. إلخ

وحول هذه الحادثة يذكر البروفيسور حجي جندي في روايته (هاوار) التفاصيل كاملة عنه أنه في سنة 1918م فرَّ مع أفراد قبيلة السيبكية إلى  منطقة آغبارن في أرمينيا .

وتأكد الدكتورة خانة اومر خالا في كتابها الايزيدية : فروع هذه العشيرة وأفخاذها :-المريد: 1- بلي 2- جيلي 3- ايسدزي 4- كاشاخي 5- كاري 6- كيلري 7- ميخالا 8- بيفازي  9-  رجفي   10- روشكي 11-ساهانيا 12- ستوركي  13-  شانازرا  14- شمسيكا   15- اوتي

 

من البير :بير باد –بير قضيب الآن -ممي شفان

 من الشيخ :1-قاتاني 2-شمساني،

عشيرة السيبكا انقسمت إلى  مجموعتين :

-1المجموعة الأولى تزعمها عمر آغا وكان معظمها يسكن منطقة ديكورا، بمنطقة قرس، وديغورا نفسها تتألف من ديغورا العليا وديغورا السفلى وكانت تسمى خبري ديغور

2- المجموعة الثانية كان يتزعمها ابنا بولات بك وهما 1- علي آغا 2- عكيد آغا، وكانت هذه المجموعة تسكن قرى وادي سينك وما يجاورها.

 

حدوث المجزرة :

حسب قول الناجية من المجزرة (كه وىَ افدو) من عائلة الشاهى/ عشيرة السيبكي وقد تحدثت عن كيفية إبادة عائلتها في هذا اليوم المشؤوم لابنها (خديدة كورجيس) قائلةً :

تعرضت عشيرتنا  السيبكية في سرحد ووان منذ سنة 1914 الى العديد من الهجمات من قبل الجيش التركي والمسلمين المتطرفين وأغوات المنطقة، وبين فترة وأخرى يتم قتل مجموعة في الطرق وبنهب قطيع الاغنام والمواشي للقرى، ويسجن الرجال ويتم اعدامهم تحت شتى الذراع ومن ثم يتم مهاجمة القرى ويبيدون من بكرة أبيهم أو يدخلون ديانة الاسلام، تعرضت قريتنا في سرحد الى هجمة من قبل أعداء ديانتنا يوم 24 نيسان 1915، وكنت نائمة في زاوية مظلمة في الغرفة هاجموا على دارنا ، قتلوا والدي فرمت الوالدة بنفسها على جثته لكن الجنود والجحوش قطعوا جسدها بالسيوف وهي فوق جثة الوالد ولحين الموت تبقى صرخاتها في مسمعي ، هم لم يشاهدوني لاني كنت صغيرة ونائمة في الفراش، حاولت أن أهجم عليهم ليكفوا عن ضرب الوالدة بالسيوف بالرغم من تقطع أطراف جسمها لكن جسمي أصابه الشلل بالرغم كنت أعلم سيقطعون جسدي بالسيوف، في هذه اللحظات بكت شقيقتي الرضعية في مهدها وهي في الشهر الخامس من عمرها ، أزاحوا الستار عن المهد وضرب أحدهم بالسيف على قلبها وخرج من الجهة الثانية من جسمها ونفد خشب المهد السفلي ، أغرقت الغرفة بدماء الوالدين وشقيقتي الرضيعة ،تعالت ضحكات القتلى ويتباهون بأفعالهم الدموية ضد الناس المدنيين، وعندما هجموا على الدار هرب شقيقي عمره (4) سنوات .

بعدها نهضت من فراشي بعد أن أصبحت يتيمة صرخت صرخات على الجثث ، لكن لم استطيع أن أفعل شيئاً، خرجت من الدار لا أعلم أين أتوجه بوجهي التعس، رأيت بعض الناس يهربون نحو الحدود الأرمنية، رآني أحد من أقرباءنا مع الحشود الهاربة، وسألني من أنت ِ ؟

  • أنا بنت آفدو سيبكي .
  • أين عائلتكِ ؟
  • لقد قتلوا الوالدين وشقيقتي الرضيعة في المهد .
  • ألم يبقَ أحداً من عائلتكم ؟
  • هرب شقيقي (عمره 4 سنوات) من الدار عندما هجموا علينا ، ولا أعلم شيئاً عن مصيره .
  • لقد أبادوا القرية يا ابنتي، ندعو من الرب الانتقام من الظالمين

وأكملت الناجية (كه وىَ) حديثها : تم اجتياز الحدود عبر سهل الزليلية ونتيجة تعرضنا الى الجوع والهلاك هناك أدخلوني الى دار الايتام لمدة ثلاث سنوات في أرمينيا مع مجاميع من الاطفال الايتام، خلال هذه الفترة حاولت العثور على شيقيقي، لكن أصبح مفقوداً ويبدو أنه قد قتل أيضاً . 

 وبعد ثلاث سنوات جاء عمي (شمو برو) وأخرجني من دار الايتام الى داره .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular