استعراض ونقد كتاب (مقالات في الحب والحياة والجمال)
صدر موخرا كتاب الاستاذ شمدين باراني بعنوان (مقالات في الحب والحياة والجمال) وهو الابن الثالث له بعد كتابه الاول (حكايات شمدين ) وقد استعرضته بمقال والكتاب الثاني (تأملات شمدين ) والثالث اعلاه صدر ب 660 صفحة بطبعة جيدة في الخارج وقد اهداني نسخه منه مشكورا وقرأته كاملا ، وعموما من عنوانه يبحث الكتاب عن الحب والحياة والجمال والمرأة والجنس ويخص المرأة حيزا مهما ورغم سعة مفهوم الحب والجمال في الحياة لكن استطاع الكاتب جمع مصادر عدة تقارب ال 800 مصدر وبذل جهدا كبيرا لسنوات في القراءة والمتابعة والتجوال في الشبكة الكونية من عالم الكتب.
و(الحب) يُغيب الخصام والخلافات وهو كيمياء متبادلة بين اثنين ، وكما قيل و(الله ماادري كيف الهوى يوصف ) وام كلثوم زادت في (وانا في العشق لاأفهم ؟ ) . وكلمة (الجمال ) معقدة وغير محدودة، ويمكن تعريف الجمال بطريقة سطحية على أنّه إرضاء العين عند رؤية شيء ما ، والجمال على مايبدو نوعان (خارجي) يسلب الانظار والقلوب و(داخلي ) ممثلا بجمال الروح.
وتقييم الكتاب يخضع لحدود الفهم والادراك وليس المعرفة فقط وهناك من يقرأ ويكتب على الشط وآخر يكتب ويقرأ في اعماق البحار وهذا ديدن الكاتب ويمكن الوقوف على نقد الكتاب من وجهة نظر وليس موقف من الكتاب لان الكاتب والكتاب غني عن التعريف ومثقف كوني وليس غريبا عن الاصدارات المكتبية وله قدرته وثقافته التي احتمى بها ورضع من الكتب اكثر من حليب امه اطال الله عمرها .
وأعرض تقييمي ونقدي للكتاب موافقا وجهة نظر الشافعي في (رأي صائب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب) وعلى الرغم من اشارة الكاتب في المقدمة من شكوى قرائه بصعوبة كتابه السابق وحاول جاهدا تجنب التعقيد لكن ابت افكاره تجاوز بلاغته وزادت كثر صفحاته ولكن قراءته مفيدة كوننا قرأنا 800 مصدر من كتاب واحد … وجلب انتباهي عبارات مُذهبة حقاً ادرجها ادناه:
– في التاوية ورد كبح جماح الشهوات الجنسية مناقضا لمشاعر الطبيعة.ص12
– الله موجود في كل نفس وقريب منك.ص24
– وصف العرب للموخرة العالية الصلبة بان الانسان اذا صعد عليها تمكن من رؤية جبل (أحد) ص50
– الانثى السومرية اكانت من الالهات أم من العامة ؟ ص51
– ورقة التين الثلاثية ترمز للثالوث الذكري .ص87
– الشافعي : قال ورقة التوت برهان اثبات وجود الخالق .ص 88
– ربط المرأة بالقمر والرجل بالشمس .ص 102
– الكهنة سبب العري وخجل العري من الخطيئة ص113
– داروين قال : غشاء البكارة مطلب طبيعي تطوري وليس اخلاقي . ص 135
– أنجلز قال : الملكية الخاصة سبب ظهور العائلة والاسرة ترافقت باكتشاف الزراعة .ص 140
– العلاقة بين الجنس والانجاب اكتشف موخرا. ص 189
– تقديس الفار في مصر .ص 234
– مزدك وعبادة المهبل .ص 239
– نبي ابراهيم يحلف بالقضيب .ص 245
– بجماليون وكره المرأة وثم احبها بتمثال رسمه لامرأ ة موشر ضعفها وتعلق به ص 250
– قصة ثامارا الحامل من حميها يهوذا وفن النساء ص270
– ميسم جمال عائشة بنت طلحة ص305
– تسريحة الطرة السكينية ص 307
– قطع الثدي الايمن ص 359
– (العشق الممنوع ) واميرة زنجبار (سالمة) وهروبها الى المانياومقولتها ( المال اهم من كل شئ في المانيا حتى على حساب العطف الانساني )ص 379
– مقولة (إن الضعفاء متى ما ملكوا ذرة من السلطة أصبحوا مستبدين ) ص 412
– (سالومة ) الراقصة كيف قطعت رأس النبي يوحنا المعمدان بسبب والدتها ص 423
– النبي داود يرقص للرب في التوراة ص 563وتمرض ببرد وهو بعمر80 سنه وكان علاجه شابه في العشرين.
– الراقصة تحية كاريوكا ومقولتها المشهورة (ذهب فاروق وهايجي فواريق ) ص570
– طبعا هناك اشارات مهمة لكل من المتصوفة فاطمة بري وزمبيل فروش ورابعة العدوية ونفر تيتي وبلقيس وزليخة واساف ونائلة وزها حديد ولميعة عباس عمارة وزنوبيا وسارة برنار وبنت المعيدي ونادية مراد وجيلان برجس وايضا ورد ذكر داود اللمبجي وفطومة وشعر الكرخي الخليع معه.وهنا اختصرت فيما ذكرته من الكتاب في هذه العناوين حاولت توصيل فكرة من جانب معرفي للكتاب وفيه كثير من العبر والنساء الجميلات والذي هو لب مغزى الكتاب مضافا اليه الحب ومافيه من مسببات الحياه والموت . وقد سيرنا الكاتب بين ثنايا (في البدء كان العري ) وعشاق الحب العذري والالهي والجمال الكوني نجول في غابة من السيقان الانثوية دون النظر اليها اوتسلقها بل الاستمتاع باصل الكون في انثى .
– وهنا لابد من الاشارة بالنقد الى بعض فقرات الكتاب حيث نبدأ من اول السطر حيث المؤلف تخلص من (الانا ) بعنوان الكتاب الثالث له ( مقالات في الحب والحياة والجمال) بعد كتابي (حكايات شمدين… وتأملات شمدين ) . ومع هذا نجد العنوان يسبق الحب والحياة والجمال بينما يكون الاشمل عنوان (مقالات ناعمة في الحياة والحب والجمال ). وايضا مفردة المقالات لااجد مسحة من النقد لها ووجهت نظره محدودة في الكتاب من كثر اعتماده على المصادر ال 800 ، واقف مشدودا في نقد مثلا قصة سميرة اميس او زليخا لكونها معروفا تاريخيا.
– واعتب عليه ايضا بعدم وجود ترقيم للعناوين في الفهرست واضافة الى مزج كتابة سوداء على موضوع واحد مما يشتت القراء بنفس الموضوع وهل انتقل الى موضوع اخر مثال ذلك مقال تيريزا ص 558.
– ونسبة الاخطاء المطبعية قليلة ولاتُغير من معنى الجمل .
– عدم وجود صور فوتغرافية ملونة في الكتاب مما يساعد على غبطة مشاهدة ومعرفة الحب والجمال والاستمتاع بمتابعة القراءة بشغف دون تقليب نفس الاوراق باحرف الكتابات وقد تكون صورة بديلا ل كونية كلمات .
– على الرغم من ان الكتاب يبحث عن المرأة وجمالها وحبها .. لكن كما قيل (الجمال في النساء لايلغي القبح لغة التضاد تظهر جمال قبح اخرى ).
– اشار المؤلف الى جمال اعمال كثير نساء وهم ليست جميلات لعله ذكرنا من بيت الشعر ( في ازدياد العلم إرغام العِدى – وجمال العلم إصلاح العمل )
– الغنى والفقر مضادان لكنهما مستمران لربما الفقير اسعد من الغني وكذا الجمال لعله تعيس جماله الاخاذ وكم من جمال وحب فتنة ومصدر ازعاج .
– لم يشير الكتاب الى شهيرات مثل اشهر امرأة ايزيدية (ميان خاتون) وكذلك لم يشير الى ابتسامة الموناليزا الشهيرة وزبيدة زوجة هارون الرشيد .
– وايضا عن المرأة لا اشارة في سبب خروج ادم من الجنة وهي اول جريمة قتل في الكون بقتل هابيل من قبل اخوه قايين بسبب جمال المرأة ، وايضا الجمال وضع يوسف في السجن ، ونبي سليمان استخدم الجن والشياطين من اجل بلقيس ، وفي بداية الف ليلة وليلة كان الحب والخيانة في زجاجة واحدة ، وروميو انتحر بسبب إمرأة .وهوتذكيرفحسب ولانعتبرالمرأة شراَ كون الرجل اكثر شرورا.
– زمن صدور الكتاب غير مواتي وباعتراف الكاتب نفسه نتيجة الظروف التى نمر بها ولكن يظهر انه يشتغل عليه منذ سنوات وطبع هذه الايام .
…و الحب يموت رغم عمره الطويل والجنس لايموت بالولادة ، والجمال يتمدد في غيرنا . والنظرة للمراة في السلوك الجمعي الشرق اوسطي يمضي قدما نحوالاساءة في لذته المنشودة متجاوزا مايحدث من تحرش وزِنا ، اضافة الى المعتقدات اعطت رخصة تجاوز المحذور باسم الخالق وحبس الحب والجمال بالف حاجب وحجاب وانتهك الحب والجمال من خلال قصر نظر وعلة نقص عضوي بالمرأة مما سبب خفقان الحب و الجمال وجرنا الى الكثير من الحروب والدمار والهروب بالاختفاء وهي دون شك ايدولوجية رجعية تجعلها سلعة متاحة ومباحة و برهان على تجاوز الله في خلقه .
نخلص الى القول بانه كتاب كبيروقيٌم وموسع . وانشالله الكتاب الرابع قادم وكما ان الكاتب هادئ في الكتابه حيث كتابه الاول استغرق عشرين سنة على اكماله وكذلك البقية تاخذ من الوقت الكافي للخروج بكتاب وافِ.
خالد علوكة
–(( لم يشير الكتاب الى شهيرات مثل اشهر امرأة ايزيدية (ميان خاتون) وكذلك لم يشير الى ابتسامة الموناليزا الشهيرة وزبيدة زوجة هارون الرشيد .))
تحية طيبة
لكن بئس ما أشرت إليهن , و نعم ما فعل الكاتب بإهمالهن .
الأولى ضيعت أول فرصة حياة للئيزديين , بل قضت على مستقبلهم أيضاً .
الثانية زوجة هارون الرشيد هي قتلت شقيقه وشردت إبنه ولي العهد الاول الذكي جداً هو وأمه فماتا في التشرد, وهو المشهور بالخبل بهلول البغداي/ جحا, وهي التي نكبت بالبرامكة وأخيراً دفعت زوجها إلى الموت قتلاً في حملات تعريب و أسلمة قاسية جداً , وفي الخاتمة قتل إبنها أيضاً على يد أخيه بعد أن إستولت هي على الخلافة لإبنها الغبي جداً
أما الثالثة فقد أقامت علاقة زنا مع صديق زوجها التاجر فرسمها , ولو كان بيدها أن تفعل شيئاً أسوأ ما ترددت .