منذ تأسيسه اهتدى العمل في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بفكر مؤسسه البارزاني الخالد كمنهج وفق ظروف وخصوصيات الكورد والكوردستانيين مطالبا بالحرية للشعب الكوردي والكوردستاني وبنظام حكم ديمقراطي في العراق وعدالة اجتماعية عامة، وجاء تأسيس الحزب مرادفا وموازيا لتاسيس حركات واحزاب اخرى في المنطقة مع نهاية الحرب الكونية عام 1946 والحاجة الماسة الى النهضة الثورية ضد سيطرة القوى المهيمنة حينها ، ففي السادس عشر من اب القادم سوف تكون الذكرى الرابعة والسبعين لولادة منقذ الكورد والكوردستانيين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبيشمركته الابطال.
حيث عمل الحزب الديمقراطي اربعة وسبعون عاما مليئة بالتضحيات والنضال الدؤوب من اجل سعادة شعب كوردستان وازالة المظالم عنه في مراحل متتالية مقسمة الى صفحات نورت الدرب امام جيلنا والاجيال اللاحقة لتسير على الخط العادل لنهج البارزاني الخالد ، وفي جميع تلك المراحل ركز الاعداء بقوة الى ضرب الحزب محشدين جميع الامكانات لزعزعة الروح الثورية لدى ابطال هذا الحزب المناضل باعتبار الحزب هو الأداة الثورية الوحيدة التي استطاعت أن تقود نضال شعبنا الكوردستاني لايصال كوردستان الى بر الامان ، وصمد الحزب أمام جميع تلك الهجمات والمؤامرات واستطاع بحكمة قيادته ان ينهض بصلابة وقوة وخصوصا بعد الأزمات الاخيرة المتمثلة بالحرب على داعش الارهابي واحداث 16 ت1 التي حصلت بعد الاستفتاء التاريخي لتقرير المصير، والازمة الاقتصادية الخانقة والتي مازالت اثارها قائمة الى اليوم ، واصبح الحزب بعد هذه الازمات أكثر إرادة وتصميماً وقوة وجماهيرية بدليل تلك النتائج الانتخابية المتميزة التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية العراقية والكوردستانية .
وفي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة وفي ظل الظروف الحالية وبعد تشكيل حكومة الاقليم بقيادة ورئاسة وادارة ابطال وكوادر ومناضلي الديمقراطي الكوردستاني ومعهم مناضلي الاحزاب الوطنية الكوردستانية الاخرى، علينا ان نرتقي الى مستوى التطور والازدهار والانفتاح العالمي كوننا اليوم حققنا الكثير من الانجازات في كوردستان وحصلنا على الكثير من المكتسبات وبلا شك فان هذه المرحلة تختلف بنضالها عن ايام نضالات البيشمركة المقدسة وايام الثورات المباركة والانتفاضة الوطنية مع بقاء نهج الدفاع وحماية الشعب والحدود كنهجا مقدسا قابل للتفعيل مع تواجد أي خطر يحاول المساس بكوردستاننا .
فاليوم علينا ان نلتزم نهجنا النضالي الخالد باسلوب مختلف لكي نجعل من تلك البنادق التي قاتل بها البيشمركة الابطال اقلاما وحواسيبا وادواتا للصناعة والزراعة وادوات لتعزيز الاخوة والتعايش الداخلي وادوات لدخول كوردستان الى محافل التطور العالمي من اوسع ابوابه كما نريدها ان تكون ادواتا لتعزيز العلاقات الخارجية وتعزيز وحدة كوردستان الداخلية ..
اما داخليا وفي المفاصل الحزبية فعلينا مناقشة التجربة العامة التي تمخضت عن نضال السنوات الماضية بحلوها ومرها ونطور صراعنا الفكري التطويري والذي يستند الى المباديء الاساسية في الحوار ومناقشة المشكلات الداخلية وتوضيح الحقائق والافكار منطقيا ليصبح رأي الأغلبية هو السائد مع احتفاظ الأقلية برأيها، وأن يكون الصراع الفكري مكشوفا للاعضاء الحزبيين على المستويات القيادية الاولى وبعيدا عن التكتلات، والتجمعات الفئوية التي تضعف قوة الحزب وقراراته وارادة جماهيره الصابرة المناضلة والتي سوف تشق طريقها وفق المدرسة التي تربت عليها.
كما على القيادات الحزبية الارتباط بالجماهير والتواصل المباشر معهم وفهم المشاكل التي تصادفهم بالحياة اليومية وفق التسلسل الهرمي لمستويات المنظمات الحزبية ثم اللجان ثم الفروع ثم القيادة .
والاكثر اهمية نختم المقال بتوصية للكوادر الحزبية المتصدرة للقرارات التنفيذية في اقليم كوردستان للاهتمام بالعمل الاصلاحي والوقوف بالضد من جميع انواع الفساد كما عليها استنهاض الحركات الجماهيرية والنقابات المهنية والمؤسسات الاجتماعية الرياضية والثقافية والفنية ، والعمل الجدي لتطوير الاقتصاد الكوردستاني من خلال تنويع مصادر الدخل وتطوير الاستثمارات الصناعية، لكي لانكون اداتاً يتلاعب بنا اقتصاديا كلما حصلت ازمة سياسية مع بغداد او غيرها.
ومن الله التوفيق .