أرسلت طفلة من مدينة نيويورك تدعى “فيليس” في عام 1963 رسالة الى أحد أشهر وأعظم العلماء على مر التاريخ الحديث والقديم، وهو السيد ألبرت اينشتاين ويعتبر علماُ بارزا برع في مجال الفيزياء وحصل على جائزة نوبل في هذا المجال في عام 1921، رسم وخط العالم الفذ مفهوما جديداً كلياً عن الكون والزمان والمكان، وهذا المفهوم مختلف عن أي مفاهيم سابقة.
قامت فيليس بتوجيه سؤال الى العالم اينشتاين وكتبت سؤال هام جدا في تاريخ 19 كانون الثاني عام 1936 وكان نص الرسالة:
عزيزي السيد الدكتور آينشتاين
لقد خطر على بالي سؤال أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن أقومه بتوجيهه لكم: هل يصلي العلماء مثلنا؟
وهل من الممكن الجمع بين الدين والعلم في آن واحد؟
ونحن حالياً يا حضرة الدكتور اينشتاين نقوم بمراسلة عدد آخر من العلماء والشخصيات الهامة من أجل التوصل الى نتيجة لهذا السؤال الذي نعتقد أنه مهم.
انه لمن دواعي سروري يا سيد اينشتاين لو قمت بالإجابة على سؤالي، هل يصلي العلماء ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، لأجل ماذا يصلي هؤلاء العلماء؟
اننا في المرحلة السادسة من صف المعلمة إيليس.
مع وافر التقدير والاحترام،
فيليس.
قام السيد أينشتاين بالرد على الرسالة بعد فترة وجيزة لا تزيد عن خمسة أيام وكتب:
“سأقوم بالرد على هذا السؤال وتبسيطه بالقدر الممكن حتى تكون الإجابة واضحة ومباشرة
هناك اعتقاد سائد عند العلماء بأن احداث وامور وشؤون الانسان ناتجة عن القوانين التي تفرضها الطبيعة على الجنس البشري، لذلك فإن العلماء لا يميلون للاعتقاد بأن الاحداث لها أي تأثير في الصلاة، او حتى بالأمنيات والرغبات.
ولكن وبالرغم مما ذكرته أعلاه، فإن علومنا والمامنا بهذه القوة الكامنة في الطبيعة ناقصة ولا تمتاز بصفة الكمال، وعليه فإن ظننا ومعتقداتنا في حضور أو وجود هذه “الروح النهائية” مبني بالأساس على الايمان والاعتقاد الداخلي.
وعلى الرغم من الطفرة العلمية والإنجازات الهائلة في مجال الكون والزمان والمكان، الا أن حضور هذا الاعتقاد والايمان يبقى قائماً ومنتشر بشكل كبير جداً.
وبالرغم من ذلك، أصبح هناك اعتقاد لكل من يثابر في متابعة أحدث العلوم بأن هذه “الروح” تكمن في القوانين الطبيعية لهذا الكون، هي روح بمفهوم مختلف وأعمق من المفهوم السائد بين الناس، ولها تجليات تكمن في أعماق قوانين الكون.
بهذا المفهوم، فإن المثابرة في متابعة العلوم تؤدي بنا الى ايمان خاص ومختلف بشكل كلي عما هو سائد من معنى التدين البسيط المنتشر بين الناس.
مع وافر امنياتي
ألبرت آينشتاين