الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeاراءاجتياح و انكسار : جلال خرمش خلف

اجتياح و انكسار : جلال خرمش خلف

    في سابقة لم يشهدها التاريخ الحديث و لم يعهدها كل الحروب و المعارك التي وقعت في العصر الحديث , اجتاحت فلول الدواعش و مرتزقتهم مناطق ابناء الديانة الايزيدية في قضاء سنجار ضمن محافظة نينوى مستعينين بالخونة من جار السوء الذين تربوا على خيرات الايزيدية , اجتاحت تلك الفلول كالجراد الجائع بطريقة همجية و وحشية ضاربين كل الاعراف و المواثيق و القيم عرض الحائط في محاولة جادة لابادة هذه الديانة من الوجود , فطبقا لما جمعوه من معلومات و احصاءات عن الايزيدية فان مخططهم الاجرامي سيككل بالنجاح و لن يكون لهذه الديانة من وجود , وقد تعاون معهم ابناء العديد من العشائر العربية المحيطة بسنجار تلك العشائر التي كانت لها صلات قوية مع الايزيدية و البعض منها كان لها تاريخ مشترك معهم , الا ان النوايا الخبيتة لابدا لها ان تظهر مهما حاول صاحبها ان يتصنع بالعفة و الاخلاق الفاضلة , لذلك سقطت الاقنعة عن تلك الوجوه البشعة التي طالما تظاهرت بحسن الاخلاق و التربية الجيدة و كشفت للعالم عن تلك الحقيقة المخفية و ظهرت وحوش بشرية و مخلوقات لا تمد للبشرية بصلة فقط يجمعها الهيئة و اللسان اما غير ذلك فلا علاقة لهم بالبشرية .
     حينما اعدوا العدة لاجتياح المناطق الايزيدية كان ظنهم ان بمحاربتهم و غزوهم لهذه الفئة البسيطة و المسالمة بهذه الوحشية و البشاعة فان النصر سيكون حليفهم و لا مجال للهزيمة ابدا , الا ان مسعاهم قد خاب و شوكتهم قد انكسرت و جيوشهم قد ذاقت مرارة الموت عشرات المرات قبل ان يتم سحقهم تحت اقدام ابطال الجبل , فكانت غزوة سنجار بداية النهاية لتلك الدولة الهمجية ( الدولة الاسلامية ) وكان جبل سنجار بمثابة الجحيم لمرتزقتهم الانجاس فمن حاول التقدم نحو الجبل كانت الرصاصة اقرب الى صدره من قلبه المتحجر .
سبي الروح و قتل الجسد :
     مارس الكثير من الاقوام في السابق عملية سبي النساء و الاطفال اثناء الحروب , الى درجة اصبحت تلك العمليات من العمليات المكملة و المرافقة لكل الحروب و المعارك في ذلك الوقت , وقد كان ذلك شائعا في معظم الحروب و الغزوات الاسلامية الى درجة ان السبي في عهد بعض الخلفاء المسلمين قد جاوز المليون في ذلك الوقت وكانت قصور بعض الخلفاء تضم مئات الجوارى و الغلمان.
    استمر السبي في بعض الدول الى حقبة زمنية ليست ببعيدة حتى جاءت المواثيق و القوانين الدولية و الانسانية التي حرمت الاستعباد و الرقيق و دعت الى حرية الانسان , ولكن ما يؤسف عليه ان تبقى تلك الافكار الهدامة و المتحجرة التي تنشد للماضي المظلم ولتلك العصور المتخلفة و تحاول بكل قوتها و ايمانها ان تعيد و تجدد تلك الامجاد المتخلفة و تطبقها في هذا العصر , ما يؤسف عليه ان تفشل كل العلوم و التقدم و تسقط الحضارة و لا تجدي نفعا التربية و الاخلاق في تقويم بعض البشر و جعله انسانا متحضرا يتجاوز تلك المخلفات البائدة , نعم ان من المؤسف ان تذهب كل تلك المحاولات في اظهار الانسان في احسن تقويم بينما يصر بعض البشر ان يظهروا انفسهم في انجس تقويم .
      من العار و المعيب ان تسبى المراة الايزيدية امام انظار العالم و الكل ساكت و كأن ذلك لا يعنيهم , من المخجل ان تنتهك الاعراض باسم الدين و رجال الدين صامتون دون حراك و كأن ذلك يفرحهم , من المؤسف ان تقتل النساء و الاطفال دون سبب و لا يتم محاسبة المجرمين وكأن ذلك امر عادي , من المؤسف ان تتخلى الدولة عن رعاياها و لا تهتم بامر مواطنيها .
   هنا ايضا فشلت مخططات المرتزقة و اعوانهم من خونة الجوار , فكان استقبال الناجيات من قبل ذويهم اكبر صفعة في وجه الانجاس من الدولة الاسلامية القذرة , ففتحت امامهم القلوب قبل ابواب البيوت و اصبحت مواكب استقبالهن كالاعراس و الافراح يشارك فيها الجميع .
    ديانة اصيلة و عريقة كالديانة الايزيدية قد تضيق بها الدنيا و تجار عليها الزمن و يخونها من تربى على خيرات ابناؤها , قد تتعرض الى الانكسار و تلاقي الاهمال و التهميش , الا انها لن تموت و ستبقى صامدة و باقية لان الله اوجدها , فمن اوجده الله لن يمحيه الخونة و الهمج من عباد الله .
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular