عيد بعد عيد ، ويوم بعد يوم ، وسنة بعد سنة ، وهم باقين في مخيمات لاتحميهم من حر الصيف ، ولاتقيهم برد وزمهرير الشتاء ، فينفقون ايامهم وأعمارهم بأنتظار المجهول ، فيحسبون الأيام والساعات والدقائق لعل هناك بارقة أمل ، او التفاتة من الرب ، او ان يتذكرهم المجتمع الدولي بعد أن تناساهم اخوتهم في القومية وفي الوطن .
الكل يغدق عليهم بالآمال والأحلام ، والكل يسطر لهم الحقوق التي كفلها الدستور والقوانين واللوائح ، والكل يطلب منهم الصبر والتحمل ، والكل يخطب فيهم خطابات وطنية وقومية وهم على نفس الحال .
كانوا ( ايزيديين ) ، ودخلوا في مرحلة التهجير والهروب من الموت والمقابر الجماعية التي ضمت اولادهم وبناتهم واطفالهم ، واستقروا خارج بيوتهم ومزارعهم وبقوا ( ايزيديين ) وسيبقون ، لكن محنتهم باقية معهم ، لعلها تلتصق بهم ماداموا باقين في خديعة أنهم متساوين في الحقوق مع الاخر ، ولعلها تستمر معهم ماداموا يعتقدون انهم جزء من هذا النسيج يؤثرون ويتأثرون .
المجتمع الدولي يتفرج على حالهم ، ويشفق عليهم ويصدر قرارات أنشائية تطيب خواطرهم ، ولاتشفي الجراح ، قرارات تتضمن وعودا وآمال ، لاتحل لهم قضيتهم ، ولاتعيدهم الى بيوتهم آمنين ، ولاتعيد لهم كرامتهم المسلوبة ، ولابناتهم المنهوبات والأسيرات ، بل لا تعيد لهم ارواح الرجال والنساء والأطفال الذين ذبحوا بسكاكين البهائم ، وتدلهم على اماكن دفن ابناؤهم .
وداخل تلك المخيمات التي لايمكن لمن يمتلك ذرة من ضمير أن يتقبل العيش بها ، ولايمكن لمن يمتلك كرامة ان يتعايش بها ردحا من الزمن ، فقد نشأ جيل من اولادهم داخل تلك الخيم التي تتطاير حرقا او تحت تأثير الرياح والمطر ، ولايعرف أي منا الى متى هذا الحال ؟
للمجتمع الدولي نقول ولمنظمات حقوق الأنسان ولكل صاحب ضمير .
للحكومة العراقية الاتحادية ولحكومة أقليم كوردستان العراق .
أما آن للأيزيديين أن يرحلوا من مخيمات التهجير ويعودوا الى بيوتهم ؟
أما من حل لقضيتهم بعد كل هذا الزمن المر والأيام الأمر منه . أ‘يدوا لهم الأمل لمستقبل يحفظ لهم كرامتهم وحقهم في الحياة والعقيدة .
أعيدوا لهم الأمل .