بعد إهمال مشروع تأسيس المجلس الايزيدي الاعلى والامال التي كنا نعقدها عليه لتنظيم البيت الايزيدي والذي كنت عضو في لجنة كتابة المنهاج والنظام الداخلي له مع مجموعة من الاخوة والزملاء لعدة اشهر دون معرفة الاسباب وجاء القرار بعد ذلك في توسيع الهيئة الاستشارية لتظم شرائح عديدة كالمرأة والشباب والمستقلين والتوجهات الحزبية الغير ممثلة في الهيئة وزيادة نسبة الشنكالين به كبديل لذلك المشروع وبالفعل وقبل عام تم تكليفي وبترشيح من الامير الراحل تحسين بك رحمه الله كمستشارة للمجلس الروحاني الايزيدي رغم رؤيتي لعمل المجلس الروحاني وهيئته الاستشارية آنذاك التي كنت ارى مثل بقية الايزيدية ضعف دوره وعدم جديته في التعامل وحسم القضايا الايزيدية وخاصة الشنكالية بالرغم من الظروف الصعبة التي كنا ومازلنا نمر بها لكن كانت قناعتي وربما دفعني الحماس والشباب بأنني أستطيع ان أغير ولو جزء بسيط من مسار واليات عمل هذا المجلس او على الاقل سوف اكون صوت مستقل ضد بعض الغايات والأجندات التي قد يرغب البعض في تمريرها لذا كان انظمامي لهذه الهيئة كأمراة ايزيدية شنكالية حقوقية مستقلة .
رغبتي في التغيير كانت واضحة منذ الاجتماعات الاولى لنا حيث طالبنا بأن يتم تنظيم المجلس وفق نظام داخلي ومالي وان يكون العمل وفق الاختصاص لكي يعرف الجميع دوره وصلاحياته وأتذكر آنذاك حدثني احد المستشاريين وقال لي بأنني اذكره بنفسه وبداية عمله في هذه الهيئة باندفاعي وحماسي الا ان حماسه تلاشى مع الوقت وتمنى ان لا ينتهي بي المطاف مثله ، مع مرور الوقت ناقشنا وقدمنا الكثير من المقترحات والمساجلات والمناقشات بشأن قضايا عدة تخص الايزيدية وتحديداً شنكال حيث طالبت كثيراً ان يكون هناك زيارة لشنكال وان يتم اشراك أطراف ايزيدية اخرى في الهيئة الاستشارية وان يكون المجلس وعلى راْسه الامير مقرباً الى الشارع الايزيدي وكل مايعانيه وان يكون هناك انفتاح على بغداد اكثر وناقشنا قضايا وملفات مهمة كالمختطفات والناجيات وطريق شنكال سحيلا الذي كان مغلقاً وقتها والمساعدات والنازحين …. الخ ولكن حديثنا لم يكن يخرج من تلك الغرفة وكأنه هواء في شبك والقرارات التي كنا نتخذها لم تكن تنفذ وترى النور الا القليل البسيط منها وقد كان ينتقدنا الكثير عبر الفيسبوك دون معرفة ماكان يدار في اجتماعاتنا والجهد الذي كنا نبذله وبعد فقداني للأمل من ان نعمل شيئاً او يكون لنا موقف تجاه قضايانا الكثيرة قررت تعليق عضويتي من الهيئة الاستشارية اول مرة ولم احضر عدة اجتماعات ولكن بعد تدخل بعض الاخوة في الهيئة وخارجها وتأكيدهم بأن الامور سوف تتحسن تراجعت عن قراري .
بعد رحيل الامير حدثت تغيرات في خطاب ومتبنيات المجلس الروحاني لا بل في الفترة الاخيرة تواجدت شخصيات كثيرة خارج الهيئة الاستشارية عند حضور بعض الوفود المهمة ويكون لها الصدارة في الرأي والمكان واغلب المستشاريين يتم تغيبهم ولا يكون لهم علم بالموضوع أساساً وطلبنا كثيراً ان ننظم هذه الزيارات بشكل يليق بقدسية المكان والمجلس الروحاني لكن لم يعطى لنا المجال وكانت الفوضى والعشوائية دائماً السائدة واتذكر عندما زارنا رئيس مجلس النواب وصلت الفوضى على دهس سجادة بابا شيخ من قبل بعض الاشخاص غير الايزيديين وايضاً لم يكن لاغلب المستشاريين ورجال الدين اي علم بالقرار الصادر من المجلس في مايخص اولاد الناجيات لنعرف بعد ذلك تم اتخاذه بين عدة اشخاص فقط وسبق ان كتبت على صفحتي عن عدم معرفتنا بالموضوع .
في مايتعلق بمرحلة اختيار الامير فلم يكن للهيئة الاستشارية اي دور يذكر بالرغم من عقدنا عدة اجتماعات وقدمنا مقترحات كثيرة لغرض الوصول الى حل وأهمية اشراك الايزيدية في عملية الاختيار ( حسب وصية الامير الراحل) واتفقنا على اجراء اجتماع موسع بين الايزيدية لسماع آراءهم ومطاليبهم وايضاً كنت ضمن احد المبادرات التي تضمنت شخصيات ايزيدية ثقافية وسياسية مهمة من العراق وألمانيا وحاولنا جاهدين التدخل لحلحلة الامور الا انها لم تلقي اي استجابة ايضاً ، كما لم يكن لأغلب المستشاريين اي علم بالاجتماعات المغلقة التي كانت تحدث بالقرب منا لكن لا دور لنا بها وفِي الايام الاخيرة التي سبقت التنصيب وفِي لحظة اعتراض اهلي في سنجار من عشائر وشخصيات مدنية وثقافية اجريت اتصالات عديدة مع المانيا وسنجار وقلت لهم بأن موقفي ايضاً معهم خاصة وان مطاليبهم مشروعة ولم يكن الاعتراض على شخص الامير بل على الالية وكيفية ادارة الايزيدية وفِي اخر اجتماع لنا يوم الخميس حددت موقفي وطالبت بان يتم تفيذ وصية الامير والقرار الذي تم الاتفاق عليه في اشراك الايزيدية وان يتم الجلوس مع الايزيدية وأهالي شنكال وان تهميش الايزيدية بهذا الشكل سوف يخلق الكثير من المشاكل والتشتت وان اي منصب ياخذ شرعيته من الشعب لا من غيره ولكن لم ألقي اي استجابة في الاجتماع او حتى تأيد الا من ثلاثة اشخاص في الهيئة وبدأ لي ان الموضوع منتهي ومحسوم .
حتى لا يؤخذ علينا اننا نركب الموج تريثت في اعلان استقالتي ولكن في داخلي حسمت امري واليوم انا اعلنها للرأي العام الايزيدي ليكون موقفي ثابت وواضح في ذلك ،ان شخصية الامير الراحل التي امتازت بالحنكة والاجماع الايزيدي على شخصيته ومراعاته لافكار ومشارب واراء كل الايزيدية في خطاباته مع الاسف اننا نفتقد هذه الرؤية اليوم وطالما كان الامير الراحل يحسب حساب لشيوخ وعشائر ومخاتير اهل سنجار ولكن مع الاسف نرى هيبة سنجار وشموخها وبسالة اهلها وتضحياتها ضربت عرض الحائط وفي ظل سكوت الجميع عن حل لبناء صحيح للبيت الايزيدي.
ولكوني اؤمن بهويتي ورؤيتي للقضية الايزيدية بمنظار مغاير لما تلمسته فأنني لا يمكن ان استمر في هذا العمل في المرحلة المقبلة وهذه الاعتراضات والكم الهائل من الوكلاء والمناصب التي استحدثت والتي لا وجود لها دينياً وتاريخياً ولكن ترضية لكافة المرشحين وان ذلك مع الاسف سوف يضعف من دور المجلس الروحاني ورجال الدين ويزيد من انقسامات البيت الايزيدي وسيؤثر على المجتمع الايزيدي وحتى على منصب الامير وقد لاحضنا هذا الارباك عند الزيارة الاخيرة للسفير الامريكي الى لالش وانا على يقين بأن الامير الراحل لم يكن ليرضى بهذه التقسيمات وايضاً بعض الأعضاء في المجلس الروحاني غير راضين كما واعلم ان الكثير من الاخوة في الهيئة الاستشارية لديهم ايضاً هذه الرؤية حيث ذكر لي بعضهم بأنهم أفنوا عمرهم بهذه الهيئة دون جدوى لكن ……!!!؟؟؟ .
طموحنا كان بعمل افضل لهذه الهيئة و بمستوى المجازر والمعاناة والابادة التي وقعت علينا الا ان المؤثرات كان كثيرة وكبيرة واعتقد اذ استمرت ستكون خطيرة ومن هنا أعلن استقالتي كأول مستشارة من عضوية الهيئة الاستشارية للمجلس الروحاني الايزيدي الاعلى متمنية من الفعاليات العشائرية والسياسية والثقافية ان تقف وقفة جادة للحفاظ على الهوية الايزيدية وبناء مؤسسة دينية رصينة تليق بتاريخ الايزيدية وعراقة شعبها وهويتها الضاربة في عمق ارض بلاد الرافدين.
الحقوقية
سراب الياس
خطأ آخر , وهنا نعيد ما ذكرناه بخصوص إستقالة حسين حسن نرمو , ولنفس الأسباب نتمنى العدول عنها فالصوت العامل من الداخل أكثر تأثيراً مما في الخارج بل هذا يجعلهم أكثر إستبداداً برأيهم , كان عليك تقديم الإستقالة بعد جدالٍ شرس على موضوع معين وتشهير صريح بالأسباب وبالأسماء , كموضوع اولاد الناجيات , نحن لم نسمع إحتجاجاً من أحد ولم يُنشر في جريدة الئيزديين الرسمية (( موقع بحزاني نت / وأرجو أن تعلن بهذا الإسم بعد الآن )) وشكراً