شيء مفرح أن تكون أرض عنكاوا مزينة بالكنائس وعمرانها الجميل, أَبدعوا في تصاميمها الحداثوية خيرة المهندسن من أبناء شعبنا, والحمدلله على كل هذا التجمع الخير في عنكاوا وهذا فخرلإهلها. ولم يتدخل أحد من أبنائها ويتفوه بكلمة أثناء بنائها التي أضافت لعنكاوا عمراناَ جميلاً, وأصبحت كباقة ورد بكل الألوان, هذا هو جمالها اليوم.
أما كنيسة مار كوركيس أقدم كنائس منطقة حدياب ورثناها من أجدادنا, التي تجاوزت كل الصعوبات وبقت شامخة يرن ناقوسها كدقات قلب مؤمنيها. ولم يتوقف.
لنسأل هل كنيستنا بحاجة إلى التعمير أم ترميم. أنا أقول إنها بحاجة إلى ترميم. وماحدث لها ولتلها الأثري من قبل, جريمة بحق أهلها, وبتسهيل من رجال الكنيسة, وتم تحديثها بإسم التعمير وأختفي الكثير من ماضيهما, وفيه تم:
– رمي عظام آبائنا دفنها في مكان آخر دون إحترام. آبائنا الذين صمدوا وبقوا على ايمانهم وحاقظوا على كنيسة قريتهم وصليبها وناقوسها, وهذه إهانة كبيرة بحق أهلها.
– تدمير تل قصرا حامل تأريخ أسلافنا ممن عاشوا فيه حقب زمنية مختلفة. تم شقه لفتح الشارع فيه بمباركة من رجال الكنيسة, ونقل ترابه بما فيه إلى مكان آخر. كان بإمكانهم تحوير الشارع بكل سهولة, والدليل احتجاج الآثاري المعروف بهنام أبو الصوف ولقائه مع القس روفائيل في حينها.
– إزالة بيت الشهداء وتسويته مع الأرض, هذا المكان المقدس لدى أهل عنكاواحيثُ وكانوا يدخلونه حفاة احتراماً لما فيه من عظام الشهداء وحنانا(هي أقراص من خليط دم الشهداء بالتربة التي استشهدوا فيها), وفيه أيضاً مخطوطات مكتوبة على الجلد, وما مصيرها !؟
– تغيير كامل في أرضية الكنيسة من الداخل وتغطية المرمر بالكاشي, وتلبيس الدنك والجدران بالحلان وفتح الباب لماريوحنان من الداخل, وإزالة سكرستيا التي كانت بديل (بيت دياقون), وقبل فترة قريبة تم تغليف هيكل الكنيسة أيضاً. ماذا بقى ولم يشوه.
نعم, قامت الإبارشية ببناء الكنائس وبطراز حداثوي جميل ومجمعات مختلفة لخدمة الرعية وآخرها مجمعات سكن الشباب والمسنين قاعات للتعازي والتعميرات الجارية في مزار مارت شموني, أعمال يشكر القائمين على إنجازها, وسوف يكتب لهم التاريخ. كما يكتب لمن يسيء. التاريخ يوثق لا يرحم ولا يتوقف.
اطلعت بدقة على ما نشره موقع مركز الأكادمي الأجتماعي عن تفاصيل العمل من مصدر اللجنة المشرفة على الترميم. بقلم عماد متي داودوكا وإن لم يكتب إسمه. أقول:
بما أن فكرة الترميم كانت قائمة وشكلت لجنة من المتخصصين الكفوئين قبل خمس سنوات لطرح مشروعهم إلى جهات ذات العلاقة. لماذ لم تتوقف التعميرات داخل وخارج الكنيسة خلال هذه الفترة. وقبل أقل من سنتين تم تغليف هيكل الكنيسة (من الداخل), وإنشاء حمامات لتصريف المياه الثقيلة فوقها خزانات ماء كبيرة بالقرب من مشروعهم الجديد.
– حتماً اللجنة خرجت بمشروع ما وقدمته للمعنيين. بما أن هذه الكنيسة تعني الكثير لِأهل عنكاوا, أتساءل لماذا تم تجاهل رأيهم في هذا الاجراء المهم بالنسبة إليهم. ألم يكن من المفروض عقد جلسة حوارية أو ندوة للتعريف بالمشروع واطلاعهم بما يجري لمعرفة مشاعرهم تجاه هذا الإجراء والاستفادة من أرائهم, أم لايستحقون ذلك. ألم يكن من حق المواقع والأفراد الكتابة في لِيعرفوا ما يحدث لكنيستهم. ويتطلب مقابلة المراجع لمعرفة ما يجري, وما يجري كما هو شأن كنسي, هو شأن عنكاوي أكثر, ولا أحد يحب كنسية مار كوركيس أكثرمن أهل عنكاوا مهما كان.
– ليس الإشكال في إزالة السياج الأمامي والمكتبة التي بنيت حديثاً, ومغارة جديدة وإضافة تمثال لماركوركيس. كثيراً ما تغيرت أشياء في حوش الكنيسة وأرضيتها.
– أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تحديث البرج الذي سوف يسرق نظر المشاهد بكبر حجمه وحداثة تصميمه وقوة تنفيذه. وسيمحي كل ما من خلفه إلى العدم(لا أقصد المكانة الدينية للكنيسة). وسيكون السياج الجديد والمغارة وإكساء الأرضية بالحجرأشياء حديثة مكملة للبرج الجديد ويكون جدارالكنيسة المغلف بالطابوق القديم خلفية تعكس أهمية. لايتلائم هذا البرج وصليبه الضخم وناقوسه بالرغم من جماليته, مع بناء الكنيسة القديم وهندستها وسيخفي قبتها ويغيرفي شكلها وتراثها وسيكون أبرز وأعلى من وناقوسها.
ستكون جميلة مستحدثة, وليست الكنيسة التراثية التي نعرفها . كلا للبرج الجديد, أبقوها وعمروها بالمعاير التي تستحقها, وليس تلبيسها مالا يتلائم معها. ستذكركم الأجيال بما فعلتم.