حاول المجتمع الدولي و عبر طرق و وسائل مختلفة من أجل ثني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، وعلى الرغم من أن السياسة الدولية حاولت بطريقة وأخرى إحتواء النظام الايراني والسعي لإعادة تأهيله غير إن نهج المسايرة والاسترضاء الذي تم إتباعه بهذا الصدد وبعد کل هذه الاعوام الطويلة لم يحقق أي هدف إيجابي مرجو منه، وهو ماجعل هذا النهج الخاطئ أشبه بالدوران في حلقة مفرغة او البحث عن أبرة في أکوام من القش خصوصا بعد الاتفاق النووي الذي کان في وقتها أشبه بطوف نجاة للنظام حيث کانت المشاکل والازمات تحاصره من کل جانب.
الاغرب من کل شئ والذي يمکن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب والتطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشاکل لها علاقة بالتطرف الديني والارهاب، بطرح نفسه کعامل وکقوة من أجل القضاء على ذلك، وهو سعي مفضوح ومشبوه ولکنه مع ذلك إنخدع به البعض ممن لايزالوا يرون إحتمال أن يتم تغيير إيجابي في هذا النظام من الداخل، والانکى من ذلك أنه لايزال هناك من ينخدع بأکاذيب ومزاعم هذا النظام الباطلة جملة وتفصيلا، وهو مايشجع النظام لکي يندفع أکثر في أکاذيبه وخدعه من أجل بلوغ غاياته وأهدافه الخاصة.
کل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته أعلاه مع النظام الايراني لم يکن سوى مجموعة وعود ضبابية وإتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه وهواه ويلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، وان المنطقة التي تقبع برمتها على مايمکن تشبيهه ببرميل بارود قد ينفجر بها في أية لحظة انما کل ذلك بسبب من سياسات النظام الملتوية وتداعياتها وآثارها السلبية على السلام والامن والاستقرار في المنطقة، وان بقاء وإستمرار هذا يعني إستمرار التهديد المحدق بالمنطقة وبقاء التوتر والاوضاع على سلبيتها، وکما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، بأن النظام الايراني هو عدو للشعب الايراني ولجميع شعوب المنطقة وان إسقاطه يخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، فإن الذي يرتجي خيرا من هذا النظام کمن يدخل في حوض به تماسيح وهو يعتقد بأنه آمن، وهذا هو المستحيل بحد ذاته، ولذلك فإنه الاحرى بالمجتمع الدولي أن يبحث عن خيارات أخرى لمعالجة الموقف مع النظام ونعتقد بأن طرح الحديث عن بديل للنظام والذي يفکر به معظم أبناء الشعب الايراني خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي رفع فيها شعارات إسقاط النظام وتغييره، أفضل بکثير من کل تلك الاحاديث غير الواقعية، خصوصا وان الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن هذا النظام لايمکن أن يعيش او يستمر بغير قمع الشعب الايراني من جانب وتصدير التطرف الديني والارهاب الى دول المنطقة والعالم من جانب آخر، وان الاعين کلها تتجه للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره البديل السياسي الجاهز لهذا النظام خصوصا وان برامجه السياسية المعلنة للعالم تٶکد کلها على بناء إيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية وتٶمن بالتعايش والتواصل مع الشعوب وتکون طرفا بنائا في الحفاظ على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.