زار السيد المسؤول في وزارة الصحة مستشفانا, واطّلع على مشاكلها وإحتياجاتها, وتحدث مطولا وكثيرا عن الوطن, وحقوق المواطن في الرعاية الصحية, وبعد إكتمال التصوير, والوليمة الدسمة غادرنا دون أي قرار أو توجيه, ولم ننتفع منه شيئا, سوى أن عمال الخدمات في مستشفانا, ذاقوا من بقايا وليمته, اللحم الذي حرموا منه طويلا!
قال السيد وزير الكهرباء أن مشكلتنا في طريقها للحل في بضع سنين, والحق يقال أن الرجل كل تصريحاته لحد الأن جيدة, ونسبيا هناك “إستقرار” في حالة الطاقة الكهربائية, لكن ما يخيفنا حقا, أن من سبقوه صرحوا بشكل كان يسعدنا أكثر, فمن حل المشكلة خلال عامين, إلى تصدير الكهرباء للولايات المتحدة بعظمتها, والنتيجة واحدة.. إزدهار سوق “المهفات” والمولدات,وإذلالنا نهاية كل شهر, فتسوء الحالة, وما أن نسدد, حتى نعود لحالة ” الإستقرار”!
لم تنتهي بعد ضجة الإمتحانات العامة, بكل ما فيها من فضائح تسريب وضعف مراقبة, وسوء الأجواء الإمتحانية, وغرابة الأسئلة من حيث المستوى العلمي والتربوي, وتراجع نسب النجاح بشكل مرعب, حتى بدأ مستوى القلق يتصاعد لدى الأهالي, مما يخبئه العام الدراسي القادم, فلا وزير ولا خطط ولا رؤيا.. ونسب النجاح بالكاد لامست الثلاثين من المئة, فكم ستكون في قادمالسنوات؟!
طالب يكلم زميله, لا تهتم, فسنكون من الناجحين أكيدا, فإن لم ينفع الغش, بواسطة ” البرشامات” هناك سماعات صغير يمكن تهريبها, ومقابل مبلغ بسيط هناك من سيرسل لنا الأجوبة, ولدينا الدور الثالث وربما الرابع, وهناك مساعدة بخمس أو عشرة درجات, وربما سيكون هناك قرار بإنجاح الدرجات الحرجة, وما أن ننجح حتى نسافر لدولة ” زفتانيا” أو غيرها ونصبح أطباء,ونعود لنخدم الوطن!
قال لها أن المؤشرات الإنتخابية ليست جيدة, فربما لن تنالي معشار ما حصلتي عليه في الإنتحابات السابقة, ضحكت بكل جوارحها, وقالت له: لا يهم عندها سأرشح لأكون وزيرة, وإن لم تفلح فسأكون في الأقل مستشارة!
يصر رئيس حكومتنا, على تخييب أمالنا مرة بعد أخرى, فمن مقالات رائعة عن الإقتصاد ونظرياته العملية, وما يمكن تطبيقه عندنا ويلائم وضعنا, ودور القطاع الخاص الحيوي, صار هم الإقتصاد هو أخر مشاغله.. سيدي الرئيس دعنا من السياسية والأمن, فنحن قد شبعنا من السياسة وأعتدنا الموت وتعايشنا معه, لكن دعنا نموت وأطفالنا شبعى ..سيدي الرئيس القطاع الخاص يكاد ينهي مرحلة سكرات الموت, فهل تعلم ذلك أم ان مستشاريك لم يبلغوك؟!