الدعشنة ليست ظاهرة غير طبيعيَّة أو مؤامرة صهيونيَّة أميركيَّة ماسونيَّة صليبيَّة وسائر الأسباب الوهميَّة التي تناسب عقول البسطاء من النَّاس الدعشنة امتداد لعصور الإنحطاط التي نعيشها منذ أكثر من عشرة قرون ، وإفراز طبيعيٌّ لمجتمعات تحتل فيها الثقافة والفكر والمعرفة العقلانيَّة والتنوير المَرْتَبَةَ الأخيرة من حيث الإهتمام معظم الأفراد في هذه المجتمعات المتخلِّفة قادرون أن يصبحوا دواعش في أيِّ لحظة حتى وإن كانوا ضدَّها علنا أمام الآخرين، لأنها منغرسة بعمق في موروثتا الثَّقافي والديني وفي لاوعينا الجماعي ففي القرن الثالث الهجري، ذبح القرامطة الحُجَّاج يوم وقفة عرفة “وخلعوا الحجر الأسود من مكانه، وتوقَّفت شعيرة الحج سنوات” وقد فعلوا ذلك بإسم الدين وفي القرن الأوَّل الهجري، ذبح أحد الأئمة الحاكمين المفكِّر الكبير “الجعد بن درهم” بسكِّين في المسجد، تحت المنبر، عقب الإنتهاء من خطبة العيد وفي فجر الإسلام ذبح الخوارج الصحابة، وذبح الأمويُّون آل بيت النُّبوَّة المطالبين بالحكم السياسيِّ وفي العصر الحديث، ذبح الوهَّابيُّنَ، المسلمين الذاهبين لأداء فريضة الحجِّ الدعشنة وأخواتها : لم تأت من كوكب آخر وليست غريبة عنَّا .. بل إمتداد لنا لأنَّها تعلَّمت في مدارسنا، وصلَّت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمَّرت أمام فضائيَّاتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا وتراثنا الدينيِّ، وأصغت لمراجعنا، واتَّبعت فتاوى من موروثنا الفقهيِّ من إبن حنبل وإبن تيميَّة والمودودي إلى قطب والبنَّا والقرضاوي والعرعور والعريفي والحويني الدعشنة هي تردُّدنا أمام استحقاقات الحداثة، مرورا بصمتنا وخوفنا وفسادنا وأنانيَّتنا، مرورا بولائنا وبرائنا ونفاقنا الدينيِّ، مرورا بالمزايدة بالدين وبإسم الدين على طريقة “الإسلام هو الحل” و “الشعب يريد تطبيق شرع الله” الدعشنة نتيجة طبيعيَّة لخطاب دينيٍّ مكفِّرٍ للآخر .. وهي حصاد ما زرعناه منذ تكفير الفلسفة والفلاسفة قبل قرون وقرون من الفارابي والرازي وإبن سيناء وإبن رشد والكندي والغزالي وإبن الراوندي .. إلى حسين مروِّة ونصر حامد أبو زيد، وقتل الطبري والسهروردي، وصلب الحلَّاج، وحبس المعرِّي، وحرق كتب الغزالي وأبو حيَّان التوحيدي والأصفهاني وإخوان الصفا، وقطع أوصال إبن المقفَّع، وقطع رأس أحمد بن نصر، وخنق لسان الدين بن الخطيب وحرق جثَّته، وتكفير إبن الفارض والقائمة طويلة إلى اغتيال عمر بن جلُّون وصبحي الصالح وعبدالخالق محجوب ومهدي عامل وفرج فودة وشكري بلعيد وناهض حتر الدعشنة موجودة في بطون كتب التُّراث… إفتح كتب التَّفسير والفقه والحديث وغيرها من الكتب ستجدها إفتح مناهج الأزهر ستجد داعش .. إسمع خطب المنابر كلَّ يوم ستجد داعش إسمع فتاوى شيوخ الجَّهل المقدَّس ستجد داعش… تجوَّل في شوارعنا وشواطئنا وأسواقنا ستجدها بالقرب منك الدعشنة ليست تنظيما , ولكنَّها ثقافة… ثقافة الموت والعنصريَّة والتكفير والطائفيَّة والكراهية الموجودة في شرائط الكاسيت وفيديوهات التطرُّف (من كشك وعمر عبد الرحمن , إلى إبن لادن والظواهري والزرقاوي والبغدادي و…)..! ولهذا لا يكفي الحلُّ الأمني الإستخباراتي وحده لأنَّ الداء في العقول والقضاء على الدعشنة يحتاج إلى نفس طويل وصبر وتنوير وإصلاح المنظومة التعليميَّة والتربويَّة في الأساس في مدارسنا وجامعاتنا وكلِّياتنا ! ويجب أن تمرَّ بدعم الثقافة العقلانيَّة والفنِّ والتسامح وتبدأ من البيت منذ الطفولة، عندما نعلِّم أبناءنا أن لا فرق بينهم في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين أنثى وذكر وبإعادة النَّظر في كتبنا (المدرسيَّة والدِّينيَّة) التي تصوِّر المرأة كائنا ضعيفا، وتجعلها نصف إنسان، ولهذا يجب أن نخلِّص كتبنا من روائح العنف والعنصريَّة ويجب أن نبدأ بنقد وتفكيك صارميْن للموروث الدِّيني الذي يمثِّل منبعا تنهل منه الدعشنة ثقافة الكراهية
مقالة بقلم : محمَّد أيعزة / من المغرب
مقارنات غايةً في التناقض ,
1ـ داعش هو إستيقاظ السلف الصالح بعد نومٍ لعشرة قرون من زوال حكم الإسلام العربي لتجديده وقد إستيقظ بفعل دعاة القومية العربية الإسلامية , مثل البعث والإخوان
2 ـ لم يذكر مذابح خالد بن وليد ومصعب بن الزبير الذي عزل أ‘داءه فاستتاب العرب وأطلقهم وذبح 7000 ساساني زرادشتي قد أسلم , هو أستشهد بالقرامطة الذين هم زرادشتيون وقد ثاروا على الإسلام وانتقموا لأجدادهم وبناتهم , فذبحوا ما أمكنهم من المسلمين العرب الحجاج وغير الحجاج , أما جعد بن درهم فقد ذبحه الخليفة المسلم لأنه إدعى أن القرآن مخلوق وتأليف من محمد وليس وحياً وهو عجمي قد أسلم بالقوة ولم يدخل الإسلام في رأسه إلا خوفاً من بطش الإسلام , وهو منشء المعتزلة الذين كلهم أجانب إنضم إلأيهم المأمون الذي تربى بين أخواله الفرس