يبدو إن”مجاهدي خلق”قد أصبحت من المصطلحات التي لابد من ذکرها في وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية الايرانية وبشکل خاص خلال الاشهر الاخيرة التي شهدت نشاطات وتحرکات غير مسبوقة لها في سائر أرجاء إيران خصوصا وعلى الصعيد الدولي عموما، ولم تعد وسائل الاعلام العالمية والاقليمية تنأى بنفسها عن ذکر نشاطات وتحرکات مجاهدي خلق کما کانت خلال الاعوام السابقة وإنما صارت تتسابق من أجل أن يکون لها قصب السبق في نشر الاخبار المتعلقة بهذه المنظمة المعارضة.
المثير للسخرية والتهکم، هو إن طهران التي بذلت کل مابوسعها وعن طرق وأساليب مختلفة من أجل التعتيم الاعلامي على المنظمة وعدم نشر أية أخبار أو تقارير خاصة بها مستخدمة في ذلك إمکانياتها الاقتصادية والسياسية على حد سواء، لکننا اليوم نرى وکما أشرنا الى ذلك في بداية مقالنا، إن”مجاهدي خلق” صارت من المصطلحات التي يتم ذکرها بصورة ملفتة للنظر بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017 عموما والاشهر القليلة المنصرمة خصوصا.
الاعلام العالمي والاقليمي ووسائل إعلام النظام الايراني نفسه، حينما تقوم بنشر الاخبار والتقارير الخاصة بنشاطات وتحرکات المنظمة فإنها لاتفعل ذلك من باب تسليط الاضواء على مزاعم نظرية لاوجود لها في الواقع”کما زعم النظام الايراني طوال العقود الاربعة الماضية”، بل إن مجاهدي خلق عندما تتحدث بأن لديها 1000 معقل للإنتفاضة متوزعة على سائر أرجاء إيران وإن هذه المعاقل تخوض صراعا ومواجهة ضد النظام، فإنه لم يعد بوسع النظام تکذيب ذلك أو تفنيده، إذ أن النشاطات في معظم الاحيان يتم نقلها مصورة بالفيديو ومن داخل إيران، تماما کالتظاهرات واسعة النطاق التي قامت وتقوم مجاهدي خلق بتنظيمها في معظم عواصم بلدان القرار السياسي، والاهم من ذلك إن الشعب الايراني نفسه الرافض للنظام صار يلاحظ ذلك بصورة ملموسة ويحدوه الامل والتفاٶل بسبب منها.
اليوم وفي ظل الاوضاع الحالية الصعبة والمستعصية التي يمر بها النظام الايراني حيث يزداد الضغط الداخلي والخارجي على حد سواء عليه، فإن أکثر خوفه وهلعه منمن دور وتأثير ونشاطات المنظمة في داخل وخارج إيران وهاهو علي ربيعي المتحدث باسم حكومة روحاني والنائب السابق للمخابرات، يدلي بتصريح يوم الرابع من أغسطس/آب الجاري أمام جمع من الصحفيين، يظهر خلاله مدى شعوره بالالم من دور ونشاطات مجاهدي خلق حينما قال:” مع الأسف من تيرانا حتى البيت الأبيض عندما يتخذ البعض مواقف في الداخل، فلا يبقى ضمان للمصالح الوطنية. اني شخصيا رأيت في أخبار شبكة المقيمين في تيرانا – مجاهدي خلق- الحدود المسموح لظريف المحاط بـ80 مترا وفي موقع داخلي رأيت ذلك. يجب علينا أن نتوخي الحذر. قالوا إنه يمثل الرجل الذي يطين الاتفاق النووي ثم وصفوه بمطين النظام.”، ربيعي هذا الذي يسعى من خلال إعترافه هذا إظهار إن مجاهدي خلق قد إرتفع دورها ورصيدها خلال هذه الفترة والمرحلة فقط، في حين إن الحقيقة والواقع ومسير 40 عاما الماضية تکذبه إذ أن البروز والصعود غير العادي لدور ومکانة المنظمة ليس بسبب دعم خارجي أو ماشابه وإنما هو حاصل تحصيل نضال مستمر بلاهوادة تراکم طوال العقود الاربعة المنصرمة لينجم عنه هذه النتيجة، فلکل فعل رد فعل وماتزرعه ستحصده حتما، وهکذا فعلت وتفعل مجاهدي خلق التي يعرفها ربيعي وکل أقطاب النظام الايراني أکثر من العالم کله!