.
فشل السياسيون المتنفذون في أربيل في تحقيق الهدف من وراء الحادث “المصطنع” مع قائد القوات البرية الفريق جمعة عناد، وهو ارسال رسالة الى الحكومة الاتحادية، في انّ الإقليم دولة “منفصلة” عن العراق، “واقعا”، فضلا عن ان تعمّد وضْع قائد عسكري عراقي في موقف “المُدان” و”غير الملتزم” بالأنظمة والقوانين، إن لم يكن تعمّد “اهانته”.
الفشل في الرسالة يتجسد في ردود الأفعال الغاضبة من هذا التصرف، لاسيما وانه يتزامن مع حادثة رفض ضابط عراقي رفع علم الإقليم عند مقبرة جماعية في صحراء السماوة، ليتحول التصرف الكردي الى ادانة للإقليم، الذي سعى الى “انتقام أعمى” لا موجب له من حادثة السماوة، وفق تحليلات مراقبين.
ويُظهر مقطع الفيديو، رجل مرور في اربيل وهو يفرض غرامة على قائد القوات البرية العراقية الفريق الركن جمعة عناد، فيما عناد يتفاوض مع المرور لعدم فرض غرامة عليه، بسبب تظليل سيارته.
والملفت هو الاتصال اثناء مقطع الفيديو بعدد من المسؤولين في اقليم كردستان، الذين أصروا على فرض الغرامة.
وعمدت الجهات الكردية الى تسريب الفيديو، معتقدة ان ذلك سوف “يبيّض” صفحة الإقليم في المساواة بين المواطنين، وإخضاع الجميع للقانون، ليطرح السؤال فيما اذا الامر كذلك، وان بإمكان هذه السيطرة الأمنية إيقاف المسؤولين فعلا في الإقليم، حيث الطبقية الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية، تحول دون محاكمة الفاسدين، والسياسيين المتنفذين.
بل ان الحادث يثير الدهشة، عن معنى هذه الفعل في وقت يأوي فيه الإقليم الهاربين من وجه العدالة في بغداد، حيث تحولت أربيل الى ملاذ آمن لهم في خرق واضح للقوانين التي بدت انها تطبق على القائد العراقي فقط.
في هذا الجانب يقول القيادي في ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود ان التصرف الكردي لم يكن “عفوياً” وهو رسالة سياسية الى بغداد.
وتحدى الصيهود في حديث لـ”المسلة” الحكومة العراقية ان تستدعي رجل المرور الذي اوقف قائد القوات البرية العراقية خلال تجوله في أربيل، لأن الاسرة الحاكمة في كردستان، جعلت من الاقليم دولة منفصلة غير خاضعة لتعليمات وقوانين الحكومة الاتحادية.
واعتبر الناشط محسد جمال الدين، في تدوينة تفاعلية، ان فصائل حزب مسعود بارزاني ( الجناح المروري ) تعمدت إهانة قائد القوات البرية العراقية.
مصادر دعت في اتصال مع “المسلة” الى مراقبة العشرات من السيارات للمسؤولين في الإقليم، من دون ان تم محاسبتهم وحتى إيقافهم ما يجعل من الحادثة فعل متعمد، القصد من الإساءة للعسكرية العراقية.
.