الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتمنى سالم الجبوري:الشماعة الامريکية

منى سالم الجبوري:الشماعة الامريکية

مع التصعيد الجاري في المواجهة الامريکية الايرانية ومايرافقه من توتر واضح في إيران، ومع صلابة الموقف الامريکي وحرصه على عدم التساهل أو إبداء الليونة تجاه طهران، فإن أصوات التبرم والسخط والتململ بدأت تتردد کثيرا على لسان المسٶولين الايرانيين، مضافة إليها وبحرص بالغ تهديدات کلامية بصور وأشکال مختلفة، ولاغرو بأنه ومن الجلي إن آثار الحزمة الاولى من العقوبات الامريکية لم تعد خافية وإن أي مبتدئ في السياسة بإمکانه أن يلحظ ذلك في تصريحات ومواقف المسٶولين الايرانيين.

الکلمة التي ألقاها الرئيس الايراني أمام البرلمان يوم الثلاثاء المنصرم، والتي وعلى الرغم من طابع المکابرة الذي غلبت عليه لکن ومع ذلك فقد إعترف روحاني ضمنا بالتأثيرات والتداعيات القوية للعقوبات الامريکية والتي وصلت الى حد أنكثيرون فقدوا الثقة في مستقبل الجمهورية الإسلامية بعد العقوبات الأميركية، لکن الشئ الاکثر وضوحا من غيره في الکلمة هو إنه قام بإرجاع سبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها النظام الى الولايات المتحدة عندما قال متسائلا: السؤال الرئيسي هو لماذا تغير كل شيء بشكل مفاجئ بينما كانت البلاد تشهد تقدما طوال سنوات بكل المجالات؟“. ثم إستطرد مستدلا: لن نسمح للأعداء بتنفيذ مؤامراتهم ضد إيران، لن نسمح لمجموعة من المسؤولين الأميركيين بتنفيذ مؤامراتهم ضد إيران“. لکن ومع أخذ دور وتأثير العقوبات الامريکية التي بدأت تسري منذ السابع من آب2018، فإننا نسأل: هل إن واشنطن تقف وراء تردي الاوضاع الاقتصادية في إيران فعلا؟

من دون شك إن لاروحاني ولاحتى خامنئي أو أي مسٶول إيراني آخر بإمکانه أن ينکر بأن تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في إيران في ظل الحکم الديني السائد، له جذوره الممتدة الى العقود الاربعة المنصرمة وليس وليدة العقوبات الامريکية، فليس أمريکا مسٶولة أو تقف خلف فشل الاداء الاقتصادي وضعف البنية التحتية الايرانية، کما إن أمريکا ليست هي المسٶولة عن إنتشار الفساد وإستفحاله في إيران، وهي أيضا ليست مسٶولة عن تبديد وتبذير ثروات الشعب الايراني في تدخلات غير عادية في بلدان المنطقة بحيث تبتلع الحالة السورية لوحدها أکثر من 100 مليار دولار.

الازمة الاقتصادية المستعصية في إيران، هي في الحقيقة دليل ساطع لايقبل الجدل والنقاش على الفشل الاقتصادي الذريع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وغرقه في بحر من المشاکل التي إختلقها دخول قطاعات متطفلة على الاقتصاد نظير جهاز الحرس الثوري الذي يهيمن لوحده على أکثر من نصف الاقتصاد الايراني وهو سبب أزمة المياه والعطش والجفاف بسبب السدود والمشاريع الاروائية التي قام بها وهي أيضا تدل على دخوله في مجال آخر غير مجاله مما ترك آثار وتداعيات بالغة السلبية بهذا الصدد أيضا، وملخص الکلام فإن الشماعة الامريکية التي يسعى روحاني وغيره من القادة الايرانيين تعليق أخطاء وفشل النظام عليها، جهد ومسعى غير مقنع للشعب الايراني الذي صار يعرف الحقيقة ولم يعد يستمع الى تبريرات المسٶولين الايرانيين خصوصا بعد أنا بات يردد شعارات نظير:”عدونا هنا وليس في أمريکا“!!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular