الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتالاحتلال الامريكي للخليج/الخاتمة : عبد الرضا حمد جاسم

الاحتلال الامريكي للخليج/الخاتمة : عبد الرضا حمد جاسم

من طرد الأمريكان؟ من أذلهم؟ من حطم مشروعهم الخارج عن القانون؟

أبداء بأنني سأتعامل مع الموضوع بعكس الأجزاء السابقة اي من دون رغبات سياسية وتخيلات بحجوم أكبر بل بواقعيه تُشّمْ منها العاطفة والألم لأن الموضوع حساس ومعاش …قد ينزعج منها البعض…له حق في ذلك لكن ليَّ حق ايضاَ.
وحسماً للأمور وبدون مقدمات أو إطالة وبكل وضوح وصراحة و””تجرد”” أقول إن من طرد الأمريكان من العراق وأفشل المشروع الأمريكي في المنطقة هم التالية حالاتهم وأسمائهم واوصافهم وافعالهم:

أولاً: تخبط الإدارة الامريكية وبالذات  جورج دبليو بوش و المجموعة المحيطة به ومنذ اللحظة التي اعلن فيها انتهاء العمليات الحربية وهو “ينتعل” قيافة الطيار الأمريكي القاتل من على متن حاملة الطائرات ربما كتذكير بالجريمة الكبرى في هيروشيما و نكَازاكي …حيث كانت تلك الطلة الخالية “من السلام و المحبة و الديمقراطية” و المجسدة للعُنجهية الامريكية ورعونة التفوق العسكري …كانت إشارة قوية الى سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على العالم عسكريا و استعمار جميع الشعوب و البلدان بما فيها الدول الصديقة و الحليفة للولايات المتحدة الامريكية…لو كان حكيماً لأعلن ذلك من مكتبه في البيت الأبيض حيث سيكون له وقع اخر. جاءت تلك الطلة بعد تصوره الذي حدد بموجبه ما اسماه “محور الشر” ومصدر الشر في العالم هو بلده ودوائره العميقة التي قامت على التدمير وانتهاك الأعراف والقوانين.

والموقف الأخر هو اعلان الولايات المتحدة الامريكية عن إقامة أكبر سفارة لها في العالم في بغداد تتسع ل(15) ألف موظف والذي يعني انتقال مركز نشاط الولايات المتحدة الامريكية ربما في نصف الكرة الأرضية الى بغداد ومنه سيتم التعامل مع الدوائر المحيطة ببغداد من بلدان وحسب قربها من العراق أي تصفية إيران والسعودية وسوريا وتركيا والأردن ومن ثم الانتقال للحلقات التالية وصولاً الى الاتحاد الروسي والاتحاد الافريقي ثم الانقضاض على الاتحاد الاوربي. ترافق كل ذلك مع شروط وأوامر كولن بأول التي طرحها على بشار الأسد.

ثم جاء التخبط الأمريكي وتصرفات الجيش الأمريكي والشركات الأمنية والغباء الإداري المتمثل بالحاكم المدني بريمر والعسكري المتمثل سانشيز وكذلك من جاء معهم من عناصر المعارضة العراقية الذين شكلوا مجلس الحكم فالشعب الذي تعَّود على واحد “رئيس و حزب” ولد في ظلهما /عمراً وفكراً و ممارسة ربما أكثر من 80% من الشعب العراقي ، هذا الجمع المحروم المطوق فوجئ بمجموعه غريبة عليه ومؤهله كما يعتقد الكثيرين منه، لا يعرف الكثير منهم و عنهم وهم لا يعرفون عن الشعب العراقي الكثير حيث ان النسبة العالية من الشعب ولدت بعد خروج البعض منهم من العراق، وعدم معرفتهم بواقع العراق خلال الفترة لابتعادهم مضطرين في الغالب وراغبين عند البعض، عن الشعب وهمومه  اسْتَغْربَ الداخل من الكثير منهم و من تمسك أمريكا بهم و عند الغالب من العراقيين ان أمريكا ترتبط بالعمالة و الاجرام و القتل و التدمير و الاستيلاء و السرقة. [عن تشرذم المعارضة العراقية…الرابط].

http://www.almothaqaf.com/ab/freepens-18-old/929413

 من طرد الأمريكان وحطم هيبتهم وجعلهم يدفعون الثمن الغالي مواقف ســــوريا وإيـــــران والســعودية حيث بدأت هذه الدول بنقل المعركة المحتملة مع الامريكان الى ارض العراق قبل ان تنقلها أمريكا الى داخل تلك الدول، بدأت تلك الدول بدفاعها المشروع من قبلها  عن الأنظمة فيها ففتحت حدودها لكل من يريد محاربة الأمريكان وقدمت كل الدعم اللازم والمبرر بالنسبة لها لمقاومة المشروع الأمريكي الذي يستهدفها وبرعت بذلك واستطاعت أن تلقن الأمريكان دروس لن تُستنتج عِبَرها حتى بعد عشرات السنين… حيث سمحت تلك لآلاف ممن تريد أن تتخلص منهم من المتعاطفين مع القاعدة والراغبين بمحاربة الأمريكان بدخول العراق عن طريق حدودها الطويلة جداً مع العراق و غير القادرة أمريكا على فرض سيطرتها عليها وأنشأت لذلك من يدير هذه العملية ويمولها “بشكل منفرد” وعندما ركعت أمريكا وأثخنت بالجراح استنجدت بالسعودية وقررت عدم دعم نشر الديمقراطية في المنطقة حينها استدعت السعودية سفيرها في أمريكا ليتسلم معالجة الموقف وتم تشكيل ما أطلق عليه بالصحوات الذين كانوا يحاربون الأمريكان نيابةً عن السعودية وذلك بمساعدة الأردن وكذلك فعلت ايران في ان فسحت المجال للأمريكان بالتنفس الضروري المسيطر عليه بعد ان شكلت ما اُطلق عليه “الهلال الشيعي” تحت انظار الإدارة الامريكية العسكرية و المدنية و المخابراتية و رغماً عنها و هنا نعود مرة أخرى للتذكير بغباء مراكز الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية…والكل يتذكر التصريحات الامريكية بخصوص ذلك و اتهامها لتلك الدول و بالذات سوريا التي كانت البوابة الغربية لدخول المقاتلين بعد البوابة الشرقية…وهذا جزء من تفسير ما حصل و يحصل في سوريا الان. تصوروا ماذا سيكون حال المنطقة لو انتصر المشروع الأمريكي في العراق و ماذا كنتم ستقرؤون من تحليلات و مقالات و دراسات عن عظمة نتائج بحوث مراكز الدراسات الامريكية الخاصة و الحكومية و حتى جامعاتها…كيف ينسج الكُتاب العراقيين والعرب من روايات بينات ناصعات عن ذلك التفوق الهائل في قُدرات تلك المراكز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثانياً: بعض منتسبي الجيش العراقي  من كل الصنوف والرتب وبالذات في قوات النخبة الذين شعروا بالذل والغدر والإهانة التي فُرضت عليهم من النظام حيث جردهم من صلاحياتهم في الدفاع عن العراق من خلال تسليم قيادة القواطع العسكرية الى بعض الاغبياء من قيادات “حزب البعث ” وافراد عائلة رئيس النظام المنخورة بالمشاكل حيث سلط على المهنيين مجموعة منافقة من أمثال ”  مزبان  خضر هادي وعزة الدوري وقصي صدام حسين وغيرهم”

انظر لطفاً الحوار الشامل الذي اجراه الدكتور علي السعدي مع الفريق الركن سلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع والمنشور في حلقات في صحيفة المثقف الغراء …اليكم رابط الحلقة الأخيرة من الحوار:

http://www.almothaqaf.com/c/d2/905017

 مقاومة بقايا الجيش العراقي وحزب البعث الذي أستطاع صدام تأمين الاتصال بهم لتنطلق في نهاية نيسان 2003 أي بعد أيام قليلة فقط من سقوط النظام /احتلال بغداد وحتى قبل اكتمال احتلال كل مساحة العراق، لتصل خلال أيام الى أكثر من 25 عمليه مؤثره يومياً وصل فيها عدد القتلى منهم و المعاقين الى اكثر من مئة شخص يومياَ وهذا لم يحصل ربما حتى في فيتنام، وتمكنت هذه المقاومة من حرمان الأمريكان من استغلال عائدات بيع النفط لتسديد تكاليف الحرب كما وعد بذلك رامسفيلد و ولفوويتز حيث قال رامسفيلد إن تكاليف الحرب لا تتجاوز الخمسين مليار دولار والباقي تسدده عائدات النفط وهذا ما يفسر تركيز المقاومة على تدمير المشاريع النفطية و مشاريع الطاقة وطرق نقلها وقد نجحت في ذلك نجاح كبير.
ثالثاً: الاحتضان “المبرر” لعناصر المقاومة وغيرهم من قبل الشعب في الأنبار وتكريت والموصل وديالى وبغداد الذي مكنهم من فرض سيطرتها على تلك المدن لفترة زمنيه طويلة عجزت خلالها القوات الأمريكية ومن تحالف معها ومن ساندها من دخول أحياء صغيره ومطوقه من بغداد و من تلك المدن العزيزة.

رابعاً: المرجعيات الدينية السنية والشيعية…السنية التي اتخذت موقف مسلح مبكر والشيعية التي اتخذت موقف سياسي حاسم لا يقل عن موقف المرجعيات السنية المُسلح…فلولا مثل هذا الموقف لكان حال الموقف العسكري ضد الاحتلال مضطرب وربما بتأثير اقل من الذي جرى. السنية كانت واضحة في رفضها للاحتلال ومتصدية له لعدة أسباب دينيه شرعيه وطائفيه وسياسيه ومصلحيه بحته فكانت الداعم الشرعي لكل الفعل المسلح وبالذات الموجه ضد الاحتلال ولمن يتذكر كانت الموقف الفصل في خطبة الجمعة التي رافقت حصار الفلوجة ونزوح الكثير من أهاليها وفي جامع أم القرى/بغداد حيث خاطب الشيخ حارث الضاري المصلين بأن نساء الفلوجة يبحثن عن مأوى وتهدج صوته ونزلت دموعه فتعالى التكبير والوعيد الذي كلف الأمريكان الكثير جداً.
أما المرجعية الشيعية فكان لموقفها القوي غير المعلن والمُبَّلَغْ للأمريكان من أنكم جئتم وسترحلون الذي صدمهم وهم المتوقعين عكس ذلك، هذا الموقف حدد وشل تصرفات وأطماع الأمريكان وجعلهم غير مؤثرين في الوضع وكل ما حاولوا وفجروا ودعموا، اصطدموا بموقف صلب صامت من السيستاني الذي كان يدير عن بعد كل الحوارات مع أمريكا الى أن أوصلها لحالة الشلل التي تعاني منه الآن وعدم إمكانيتها من التدخل لتشكيل الحكومة وكان هذا الموقف هومن يستند إليه الشيعة في وجه الأمريكان والذي أرعب الامريكان من خلال تحسبهم من احتمال هيجان المرجعية عليهم الذي يعني مع الموقف الديني السني المتصدي عسكرياً النهاية لكل ما يمكن أن يسمى أمريكي في العراق.
لقد عاب الكثير مثل هذا الموقف ولكنه كان عند الأمريكان لا يقل تأثيرا عن المواجهة المسلحة للمقاومة والعناصر الأخرى حيث أن الجلبي وعلاوي والحكيم و البارزاني و الطالباني و السامرائي وغيرهم صوروا للأمريكان بأن الغالبية الشيعية ستستقبلهم بالورود لكن الضربة التي وجهت لهم بقتل مجيد الخوئي وموقف الصدريين الذي أججه غباء الامريكان ومن معهم عندما فكروا من دون سابق معرفه بمحاولة تحجيم دور الصدر والصدريين.

خامساً: صدام حسين حياً وميتاً…وسنوضح ذلك ولغير العارفين من البعيدين عن العراق في وقتها حيث اَطْلَقَ صدام حسين ما اُطْلِقَ عليه “الحملة الايمانية”…وفي السنوات الخمسة قبل 2003 أمر صدام حسين وهو يشعر بقرب المواجهة، في البحث عن كل من يتلذذ بالقتل ومن يتمنى قتل الأمريكان من بقاع الأرض عرب ومسلمين وغيرهم ،و تشجيعهم بالمجيء الى العراق حيث ستكون ساحة المواجهة الحقيقية وأقام لهم معسكرات تدريب وتوجيه/ جيش القدس بقيادة الفريق الركن اياد فتيح الراوي و اشراف قصي صدام حسين… ثم أقام وبمساعدة عزة الدوري تكايا في كل مناطق بغداد وأنتسب لها الكثير من تم تسريحه من الحرس الجمهوري والمخابرات والأمن الخاص و الامن العام و من طُرد من الحزب و التصنيع العسكري خلال فترة الحصار و الترشيق حيث أقيمت دورات خاصة دينية… وكانت الفكرة السطحية للعموم إنهم يتدربون دينياً /صوفياً ضمن الحملة الايمانية ليبعثوا إلى بنكَلادش وباكستان وافغانستان واندنوسيا لنشر الطريقة”.
خامساً: القاعدة ومن تعاطف معها وكان دورها إفشال الحالة التي أرادت أمريكا ترسيخها في العراق من خلال الأعمال الاجرامية التي استهدفت الشعب العراقي وزعزعت الأمن وشتتت الجهد الأمريكي من خلال إثارتها للحرب الطائفية مما جعل المشهد العراقي والفشل الأمريكي يتصدر نشرات الأخبار العالمية وصار ماده دسمه للتقارير الصحفية وتقارير المنظمات العالمية التي حملت أمريكا مسؤولية الوضع الإنساني للشعب العراقي بصفتها دولة احتلال ودوله تجاوزت القانون والعرف الدوليين.
هذه العوامل والظروف والأفعال هي من حطمت العُنجهية الامريكية  وجعلتها الدولة الأكثر “مكروهية” في التاريخ والأكثر مديونية حيث بلغ أجمالي الدين ثلاثة عشر تريليون دولار وهذا يعني أن كل أمريكي بالغ مطلوب 120الف دولارفكان الانهيار المالي والأخلاقي والسياسي الذي تعيشه اليوم أمريكا.

ختامها: من طرد الأمريكان من العراق من قتل منهم الآلاف ومن جعل التكاليف السنوية لكل جندي منهم بحدود مليون دولار.

وأود ان اُضيف أني اعتقد أن لا مصلحة للسعودية و إيران بإثارة الحرب الطائفية لان التركيبة السكانية القلقة في البلدين تمنعهم من ذلك، وإن ما جرى كان من نتائج انفلات الوضع او انفلات فكرة تحطيم المشروع الأمريكي وخروجها عن السيطرة لسرعة الاحداث وتنوع الأغراض و التزاحم على “اثخان” المشروع الأمريكي بالجراح فكل طرف بحث عن داعم له…لكن البلدين خططا لترسيخ و توسيع مصالحهم في العراق و الرغبة في السيطرة و التفرد في الساحة العراقية…وكل طرف ذهب للأقرب اليه و الأسهل عليه و أكيد فَّكَرَتْ الولايات المتحدة او قوات الاحتلال من استغلال ذلك او العمل عليه وبحسابها ان ذلك الحال سينهك الطرفين و سيندفع الجميع لخطب ود الامريكان وهذا لم يحصل ايضاً رغم وجود من أمثال هؤلاء في كل الأطراف على الساحة العراقية.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular