اكو واحد يبيع كبة برغل في شارع الكفاح،
هذا الرجل المكنى بالحجي ابو الكبة يقف بعربانته يبيع كبة البرغل على الرصيف،
وكان الزعيم عبد الكريم قاسم
يخرج كعادته صباح كل يوم في شارع الكفاح متجهاً الى مقر عمله في الميدان،
حيث يمر في شارع الكفاح قادماً من منطقة الباب الشرقي،
فيشاهد في طريقه الحاج ابو الكبة يقف بجانب عربته،
ايام الشتاء وايام الصيف،
فيخرج الزعيم يده من نافذة سيارته ويلوح بالسلام للحجي ابو الكبة الذي يرد عليه بالسلام.
وذات يوم مر الزعيم قاسم ولم يشاهد الحجي ابو الكبة في مكانه،
فقال لمرافقه ( اليوم الحجي ماكو)…
وفي اليوم التالي لم يحضر الحجي الى عمله،
على اثر ذلك قال الزعيم لمرافقه: اذا لم يحضر
الحجي غدا عليك ان تسال عنه وعن سبب غيابه،
لانه قد يحتاج الى مساعدتنا له.
وفي اليوم الثالث لم يحضر الحجي،
حيث امر الزعيم عبد الكريم قاسم بعد ان اوقف سيارته مرافقه بالذهاب الى المقهى الشعبية في
المنطقه
والسؤال عن سبب غياب الحجي ابو الكبة،
فأخبره صاحب المقهى بان الحجي مريض ونائم في الفراش،
وبعد ان عرف الزعيم بذلك، تأسف على ذلك وشعر بالحزن على ذلك الرجل المكافح الطيب الذي يستقبله صباح كل يوم بابتسامته البغدادية وبكلماته اللطيفة، وقال لمرافقه:
اذا تجاوز غيابه فترة اسبوع، عليك معرفة عنوان دار الحجي ابو الكبة حتى نقوم بزيارته ونؤدي واجبنا، وقبل ان ينتهي الاسبوع، حضر الحجي ابو الكبة واستأنف عمله على الرصيف،
وعندما مر الزعيم وشاهده امر سائقه بالتوقف امام الحجي ابو الكبة، واخرج الزعيم وجهه من نافذة السيارة وقال: حمد لله على السلامة، حجي بعدك شباب، وبدأ يتلاطف معه بكلماته البغدادية الجميلة، واجابه الحجي:
سيادة الزعيم، اني عندما سمعت من ابناء المحلة بان جنابكم سألت عني،
ذهب المرض مني وشفيت واليوم اراك امامي، ادعو لك من الله تعالى ان يحفظك ويرعاك،
اخرج الزعيم عبد الكريم من جيبه مبلغا قدره ( عشرة دنانير )
واعطاه الى الحجي وقال له هذه هديتنا لك
لاننا كنا ننوي زيارتك في بيتك..
تبقى المواقف الانسانية لرجالات الدولة، خالدة في
الذاكرة العراقية ابد الدهر،
يتداولها الناس للاستئناس بها..
ونسيان الحاضر الصعب..
رحم الله الزعيم الشهيد…
قصة الزعيم عبد الكريم قاسم مع ابو الكبة
RELATED ARTICLES