ذكر العديد من المسؤولين الرسميين والخبراء أن تنظيم “داعش” لم يهزم بالفعل أصلا، وأن عودته تحت هذا الاسم أو اسم آخر ليست سوى مسألة وقت.
تقارير عدة صادرة عن مراكز تحليل وعن الأمم المتحدة وحتى عن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تعتبر أنه قد يكون حرم من أرض يرتكز اليها، لكنه لا يزال ناشطا ويملك آلاف المقاتلين وبحوزته ملايين الدولارات إضافة الى شبكة دعائية لا تزال فاعلة.
ويعتبر مركز صوفان للتحليل، أن التنظيم “لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة في العراق وسوريا”.
وتابع التقرير الصادر عن هذا المركز “لا يجوز الكلام عن عودته الى العراق وسوريا، فهو مع عناصره لم يغادروا أصلا”.
والواضح أن عناصر التنظيم مع تراجع ثم اضمحلال الأرض التي كانوا يسيطرون عليها في سوريا، تفرقوا وباتوا يتحركون في السر مستفيدين من الإدارة السيئة للمناطق المحررة، و الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية.
وفي تقرير نشر الثلاثاء اعتبر المفتش العام في وزارة الدفاع الاميركية “أن التنظيم ولو أنه فقد الارض التي بنى عليها خلافته، فإنه عاد وعزز قدراته على شن هجمات في العراق، واستعاد نشاطه في سوريا خلال الفصل الحالي”.
وتابع التقرير ، أن التنظيم “نجح في إعادة تنظيم عملياته” في هذين البلدين خاصة لأن القوات المحلية هناك “لا تزال غير قادرة على البقاء في حالة استنفار لوقت طويل، وعلى ضمان حراسة المناطق التي سيطرت عليها”.
وفي تقرير يعود الى منتصف تموز/يوليو الماضي اعتبر مجلس الأمن أيضا أن التنظيم “يتأقلم مع الواقع الجديد ويعمل على خلق الظروف لعودة نشاطاته في معاقله السابقة في سوريا والعراق”.
وتابع خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم “هذه العملية تحرز تقدما أكثر في العراق، حيث بات يقيم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي و غالبية قياداته”.
كما أن هناك مناطق في العراق وسوريا لا تفرض السلطات سيطرتها عليها بشكل جيد، وتتحرك فيها خلايا للتنظيم حسب ما أضاف التقرير.
وتلجأ الخلايا النائمة للتنظيم إلى عمليات اغتيال وتفجيرات ونصب كمائن وفرض خوات.
وأصدر مركز راند للتحليل تقريرا الأسبوع الماضي حمل عنوان “عائدة وتتمدد” في تعديل للشعار المعروف لتنظيم الدولة الاسلامية “باقية وتتمدد”.
وحسب خبراء مركز راند الذين انكبوا على دراسة “مالية تنظيم الدولة الاسلامية بعد الخلافة والفرص المتاحة أمامه”، فإن التنظيم لا يزال يملك أكثر من 400 مليون دولار مخبأة بأشكال مختلفة في سوريا والعراق وحتى في دول مجاورة.
وتابع تقرير هذا المركز “في حال قرر تنظيم الدولة الاسلامية العودة، وهذا ما نعتقد أنه سيحصل، سيلجأ الى الاساليب المفيدة له مثل توزيع رصيده المالي على مشاريع تكون قادرة على تأمين إيرادات ثابتة”.
وأضاف التقرير أيضا “لقد اعتُبر التنظيم مهزوما، لكنه يبقى قادرا على تمويل نفسه عبر نشاطات إجرامية مثل فرض الخوات وعمليات الخطف مقابل فديات والسرقات والتهريب لتأمين الدخل اللازم”.
وفي شريط فيديو وزعه التنظيم الأحد هو الثاني بعد هزيمته العسكرية في آذار/مارس الماضي، توعد ب”تكثيف القتال” ضد التحالف بقيادة الولايات المتحدة وضد الوحدات الكوردية.
من: فرانس بريس