مقربون من العبادي يتحدثون عن “مهلة شهرين” للحكومة
يقلب تحالف البناء بقيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري، والأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي خياراته، في ظل “هبة” المعارضة ضد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، فيما تؤكد تصريحات قيادات في البناء مؤخراً، بأنه سيكون “جدارا عازلا” ليحمي الحكومة.
ويعمل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في ظل رقابة شديدة من كتل سياسية اتخذت مسار المعارضة، مثل تيار الحكمة، وتحالف النصر، وائتلاف الوطنية، وسط رفض واضح من تحالف “سائرون” المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لخطوات عبدالمهدي، فيما تشير تحليلات سياسية إلى احتمالية تبني التيار خيار المعارضة خلال المرحلة المقبلة، بعد تزايد الإشارات من قياداته إلى ما قالت إنه “قصور” في الأداء الحكومي.
nasne
الفتح لن يتخلى عن عبد المهدي
يقول القيادي في منظمة بدر رزاق محيبس “إننا في تحالف الفتح لسنا متفرجين، بل نراقب بشكل واضح الأداء الحكومي، ونسدد هذا الأداء بالملاحظة والنصيحة، بعيداً عن الإعلام، بل ان زعيم تحالف الفتح على تواصل مستمر مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي”.
ويضيف محيبس في تصريح متلفز تابعه “ناس” اليوم ( 18 آب 2019) أن “العامري يقدم المقترحات والنصيحة لرئيس الوزراء بشكل مستمر، فإذا فشل عبدالمهدي، فإن هذا الفشل يحسب علينا، ونحن بالفعل عازمون على إنجاح حكومة عادل عبد المهدي”.
وأكد محيبس أنّ “الحكومة قد ورثت مشاكل كبيرة من الحكومات السابقة، وعبد المهدي لا يمكنه إنجاز البرنامج الحكومي والإصلاحات في أشهر، فمن سبقوه لم يستطيعوا تحقيق الإنجازات في سنوات عدّة، ولهذا يجب أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار”، مضيفاً “نحن منحنا عبد المهدي عامين كفرصة له، ومن بعدها سيتم تقييم عمل حكومته واتخاذ ما يتناسب مع ذلك”.
ورأى محيبس أنّ “هناك تقدماً ملحوظاً بأداء الحكومة، وقد قطع عبد المهدي شوطاً كبيراً بالقضاء على الفساد، والضرب على يد الفاسدين”، مرجحاً أن “تشهد السنة الثانية من عمر الحكومة، انطلاقة جديدة بعملها وعمل البرلمان، وانعطافة بالتعاطي مع الملفات وحلها بطريقة مرضية وإيجابية تنعكس على الشعب العراقي”.
ولا تنشط كتل تحالف البناء الرئيسية، (دولة القانون، العصائب، بدر، تحالف القوى) في الضغط على رئيس الوزراء بشأن تنفيذ الوعود الحكومية، كما هو حال تحالف سائرون، والحكمة، والنصر، وبعض الشخصيات السياسية المستقلة الأخرى، فيما يرى محللون سياسيون أن تحالف الفتح لن يترك عبد المهدي في مهب الريح.
وبحسب رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري فإن “تحالف الفتح لن يتخلى عن رئيس الوزراء، في الفترة الحالية، وسيكون من الداعمين له، في ظل الحراك الذي تشهده العملية السياسية، خاصة من قبل الكتل المعارضة، مثل النصر والحكمة، وبالتأكيد تحالف الفتح له تقييماته الخاصة، بشأن البرنامج الحكومي”.
ويضيف الشمري خلال حديثه لـ”ناس” اليوم ( 18 آب 2019) أن “العلاقة بين رئيس الوزراء، وقيادات وازنة في التحالف، وعدم اعتراض تحالف الفتح على إجراءات عبد المهدي، بل هناك رضى في أغلب الجوانب، يؤكد أن الفتح داعم له، وأن المساعي التي ربما ستشهدها العملية السياسية خلال الأشهر القليلة المقبلة ستجعلنا أمام تحول سياسي كبير قد يدفع لتحديد الكتلة الأكبر، وفرز الكتل السياسية الداعمة للحكومة والمعارضة لها”.
ويرى مراقبون أن دعم تحالف الفتح تعزز أخيراً بقرارات صدرت من عبدالمهدي، مثل حظر الطيران العسكري فوق أجواء العراق، إلا بموافقته، وقرار هيكلة الحشدالشعبي ومواءمته أوضاع بعض الأطراف السياسية، فضلاً عن قضية التعيينات والدرجات العليا.
nasne
موقف سني غامض..
وما زالت الكتل السنية تتجنب اتخاذ موقف واضح تجاه ما يجري، وتؤكد على الدوام أهمية الاتفاق على برنامج موحد، يفضي إلى الخلاص من الواقع الراهن.
ودعا النائب عن تحالف القوى العراقية مثنى السامرائي، إلى “تعميق الحوار بين الكتل السياسية، وتوحيد المواقف للوصول إلى رؤية مشتركة تنتشل البلد من الوضع المتردي الذي يعيشه”، مؤكداً في بيان على ضرورة “تصحيح مسار العملية السياسية بما يجعلها قادرة على تحقيق الإنجازات التي يطمح لها المواطن”.
على الجانب الآخر، تؤكد تصريحات قيادات في تحالف الاصلاح والإعمار على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة بشأن تطبيق البرنامج الحكومي، وسط انتقادات لرئيس الوزراء، خاصة بعد تفجر قضية نسب الإنجاز في هذا البرنامج، والتباين الحاصل في الأرقام.
وكشف رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم خلال لقائه مع عدد من النخب والكفاءات يوم أمس السبت، عن عزم التيار “العمل على استجواب الوزراء ممن يتصفون بالضعف أو الفساد أو التاريخ غير المشرف، ومواصلة السعي لتشكيل جبهة المعارضة، وحكومة الظل من قبل خبراء في كل مفصل واختصاص”.
الحكيم حذر أيضاً من “الاستمرار بمعادلة اللامسؤول، .. دعونا إلى أهمية وضوح الفريق المسؤول عن الحكومة كي يتسنى للجمهور مكافأته أو معاقبته”، مشيراً إلى أنه تم “التأكيد على أن تيار الحكمة الوطني المعارض يعكف في الوقت الحالي على تهيئة الغطاء القانوني للمعارضة عبر تفسير مواد الدستور وضمان حقوق المعارضة في قانون مجلس النواب ونظامه الداخلي”.
nasne
ماذا تعني مهلة الشهرين؟
وستعمل خطوات تحالف الفتح على تقوية حكومة عبدالمهدي بشكل كبير، فهو لا يستطيع أن يستميل الأطراف السياسية كافة، في وقت يحتاج فيه إلى طرف برلماني داعم له، بحسب مراقبين.
ويرى حيدر حمادة، وهو المسؤول الإعلامي في مكتب زعيم تحالف النصر حيدر العبادي، أن “المرجعية الدينية رفعت الكارت الأصفر قبل أسبوع، فيما أطلق السيد الصدر النداء الأخير”، مضيفاً في تغريدة عبر “تويتر” أن “مراجعة الأداء (الحكومي) والابتعاد عن الترضيات وتقديم منجز حقيقي أمر مهم خلال الشهرين المقبلين للاستمرار من عدمه”.