القائد المناضل محمود ايزيدي, صاحب المعجزة في العمليات العسكرية البطولية في حرب العصابات في كردستان, كان مناضلا شجاعا بكل معنى الكلمة بقدراته البسيطة وأسلحته الخفيفة وإيمانه وإرادته الراسختين القويتين نحو بلوغ الثرى والمجد, بروح ايزيدية (كوردية) تحررية عالية الأصالة والعراقة, حمل الشعار الوطني والقومي (كوردستان يان نه مان).
سوف يتذكره الشعب الايزيدي(الكردي) … والتاريخ بكل فخر واعتزاز
بعد اتفاقية الجزائر في سنة (1975) بين(شاه إيران ودكتاتور العراق) والتي ادت الى نكسة ثورة أيلول, وانهيار جميع امال وطموحات وتطلعات الشعب الكردي, حيث وصل نضال الكورد الى اصعب مراحله والى الطريق المسدود والتوقف التام, رغم كل التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكردي في تلك الثورة. وبعد خبية الامال وانكسار ثورة ايلول وضياع الحقوق الكردية فيها, بموجب اتفاقية الجزائر تخلت الادراة الاميركية وحكومة شاه ايران عن دعم ثورة الشعب الكردي, لسياساتها وستراتيجياتها الخاصة تجاه مصالحها فقط ولا يهمها ابداً امال وتطلعات الشعوب في جميع المراحل.
و بعث البارزاني في ذلك الفترة برسالة الى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الوقت حسب تقرير بايك في (10/3/1975) مذكرا إياه بالوعود التي قطعوها للشعب الكردي, وانعدام موقف الادراة الامريكي الأخلاقي إزاء الكورد وقضيتهم.
ان المخابرات الأمريكية و وزير حارجيتها كيسنجر خيث زار بغداد سرا قبل الاتفاقية بيوم واحد هي التي مهد الطريق لهذه الاتفاقية. وأوقفوا كل انواع الدعم للثورة الكردية بقيادة الخالد الجنرال ملا مصطفى البارزاني, وقمع تلك الثورة بيد أداتهم(شاه ايران)في ذلك العهد .
وكان البطل محمود ايزيدي هو الذي أطلق الرصاصة الاولى وأشعل شرارة ثورة كولان التقدمية التحررية في (26 / 5 /1976) متحديا ومتجاوزاً كل الظروف ومشاعر الخيبة والانكسار التي خلفتها اتفاقية الجزائر لدى الشعب الايزدي(الكوردي) ومنذ ذلك التاريخ تحولت كردستان الى مرحلة آخرى من النضال والثورة الحقيقية ضد الطغاة والجبابرة في بغداد.
حتى بات قيادات جيش الطاغية ترتجف عند سماعهم لإسم محمود ايزيدي وعملياته العسكرية والثورية في ذلك الوقت، تميزت هذه الفترة من النضال, حيث تعجز الكلمات والمعاني في وصف الثورة البطولية الكوردستانية التي ابداها وقادها هذا البطل المغوار خلال العمليات العسكرية النوعية ضد النظام الدكتاتوري البائد.
حتى لقب البطل محمود ايزيدي بـ (جيفارا كردستان) لحنكته في التكتيك والتخطيط العسكري والتنظيم والبراعة في مناورة قطعات العدو، وإعلان ثورة كولان المجيدة هي الانطلاقة الاولى والدور القيادي لـلاسطورة (محمود ايزيدي)السياسي والعسكري فيها, وإعادة النشاط السياسي والدور الحيوي والنضالي للحركة التحررية الكردية في كردستان.
وحين فشل العدو عن مواجهة جيفارا كوردستان بكل اشكالها لجأ الى اساليب الغدر والخيانة والعمالة, مستغلا ثغرات النفوس الضعيفة من الكرد المتواجدة هنا وهناك …رغم ادعاءاتهم نحو الوطنية والتحررية, انهم دوما يبحثون عن مصالحهم فقط واينما كانوا, وإتهم السبب في سقوط وفشل جميع الثورات والحركات التحررية التي قادها مناضلون من الشعب الكردي.
وحاولت الحكومة الفاشية في بغداد بشكل او بآخر اغتيال القائد الكوردي محمود ايزدي بشتى الوسائل وفي محاولات عديدة, وأبرزها هي خمس محاولات فاشلة خطط لاغتياله بكل الوسائل الدنيئة والاغراءات المادية, وكان البطل ينجوا منها بكل حنكة وأعجوبة.
وفي المحاولة السادسة في ليلة (18 ــ 19 / 8 / 1979) وفي الظلام الدامس,اغالته الفاشيون بيد الغدر والخيانة والعمالة في قرية ردينا التابعة لقضاء العمادية, فقد استشهد قائد ثورة كولان المجيدة والبيشمركة المناضل(محمود الايزيدي). حيث تألم وتأسف عليه الشعب الكوردي كثيرا, وفي انفاسه الاخيرة ودع زملاءه البيشمركة وأهل منطقة كارة ارضاً وتراباَ وجبالاَ ولجميع مناطق كردستان وكل شجرة في ارض كردستان قد حمتهم من العدو طوال السنوات الماضية، وقال عندما سلكنا هذا الطريق والنهج كنا في كل لحظة معرضين للاستشهاد او الاعتقال.
ان الحياة يجب ان تستمر والمسيرة النضالية لن تتوقف والشعب الكردي صاحب حق لابد في يوم ان يصل الى اهدافه المشروعة وقال لهم ايضا كلكم (محمود ايزدي). فقاموا في الصباح الباكر بدفن الرفات في مكان سري حسب المراسيم الايزدية الى ان تيسر نقله الى قرية كاني ماسي في 1985. واحدثت هذه العملية الجبانة هزة كبيرة في نفوس جماهير كردستان برمتها. أحبه شعبه كثيرا, واعتبروه رمزا من الرموز الوطنية في كردستان ومثالا للتضحية والشجاعة وقدم روحه فداء لوطنه, من أجل ان يعيش شعبه بكل حرية ورفاهية وكرامة.
ولد الشهيد القائد(هاشم الياس سلو) المعروف ب(محمود ايزدي)سنة1944 في ناحية باعدري, ومن عائلة فلاحية كادحة ومن عشيرة الهكاري ، ذهب الى المدرسة في سنة 1951. وكان البطل طالباَ نشيطاً حصل على درجات عالية في الصف الاول والثاني الابتدائي، ونظراً للظروف المعيشية القاسية لعائلته ترك محمود ايزيدي المدرسة ليساعد والده في الفلاحة وكسب العيش، وكان له اربعة إخوة واربعة اخوات.
وفي سن(18) وتنفيذاً للدستور العرقي يلبس الثائر محمود ايزدي ملابس الخدمة العسكرية الإلزامية و نظراً لالتزامه بالواجبات المكلف بها وتدريبه الجيد بالصنوف العسكرية, و لتفوقه في التدريب على كافة الاسلحة و ادائه العسكري الجيد يترقى برتبة (نائب ضابط) في مدينة النجف. إنتمى(البطل الايزيدي) الى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني وتوجيه ضربات قوية في مفاصل العدو وتحقيق انتصارات عديدة في عدة مواقع وشل حركة العدو بالتقدم وتحقيق مأربه الدنيئة بتعريب المنطقة برمتها, لقد قاد الشهيد محمود ايزدي في العشرات المعارك البطولية والانتصارات التي حققتها في جبهات القتال بالإضافة الى دوره العسكري والسياسي والتنظيمي في عموم كردستان.
وبعد تحرير كردستان نقلت رفاته بتاريخ (18/8/2003) الى تراب ارض لالش المقدس وبمراسيم رسمية عسكرية ومشاركة جماهيرية شعبية واسعة تليق بالمقام . وليس غريباً ان ينجب عائلة كادحة في باعدري وفي جميع المناطق الايزدية واحداً كالبطل محمود ايزدي.
المساواة والعدالة وتطبيق كل معاني الانسانية والحرية وحفظ مقدارات وثروات الشعب الكردي وحفظ المؤسسات الدستورية واحترامها, هو تقدير ووفاء لدماء شهداء الكورد وكوردستان الابرار, والذي قدمه الشعب الكردي والمناضلين الاحرار … أمثال البطل الرمز محمود ايزدي.
الخزي والعار للجبناء وخونة الشعب الكردي .. وبائعي الذمة والضمير .. والمجد والخلود لشهداء الحركة التحررية الكردية والكردستانية.
قاسم ميرزا الجندي
18/8/2019 الاحد
aljindykasim@yahoo.com
المجد لشهداء كردستان ول محمود ايزدي الخالتي
بداية المجد والجنة لكل شيهيد فهو يُضحي من أجل غاية ليست لنفسه , لكن المدح والتمجيد يكون بالتشبيه بأعلى منه بكثير , لكن مع الأسف قد شبهته , بمغامر ليس له إلاّ الطبل ، حياته ونضاله كله يُختصر في ثلاث كلمات : في الأرجنتين ولد وكوبا خيانة وكونغو فشل وبوليفيا قُتل ، بينما محمود ئيزدي أشعل نار الثورة وحمل شمعتها بيده في وقتٍ إنطفأت فيه جميع الشمعات . وشكراً