عصمت شاهين الدوسكى شاعر وناقد يمثل ثقافة أدبية وشعرية جديدة في زمن السكون والركود الثقافي وفي رأيي المتواضع يمثل وزيرا للثقافات ورئيسا لمنظمات ثقافية عديدة بعطائه وإسهاماته في مجال الشعر والنقد والدراسة والرواية ولو كان في محافظة أوربية لمنح أجمل الفلل ولسكن في أرقى الشقق ولدعي لأرقى المهرجانات ودعمه غير محدود ولكن في الواقع عصمت منكوب في بيته وماله وسكنه ولا راتب ولا معيل بل مكلف بعائلة ،وكان ميسورا على قد الحال كما يقولون …ولكن لسوء حظ عصمت سكن الموصل والكل يدرون ماذا حل بموصل الحدباء وخرج حمدا لله تعالى بقميصه وزوجته وابنته سالما ولكن ميزة الشاعر عصمت انه موهوب بلعنة الكتابة الخلاقة تلاحقه وهو يقول الشعر بدل البكاء ويصرخ بدلا من صمت العزاء ويغنى شعرا إنسانيا راقيا في حالة الجوع والعطش وأي بلاء ابتلى عصمت أي بلاء …..!!!! انه فارس الجمال والحب والسلام ، فارس المرأة والوطن ،فارس الكلمة العاشقة الحرة الرائعة بجدارة نادرة رغم دمار الحرب والغربة والتشرد . وقصيدته مشردون تفسر رؤى الواقع المجنون بين الطامع والفاسد والجاهل. حينما قصفوا بيته وتركوه دمارا وأطلالا ثم قالوا له : عذرا بالخطأ ..!!!
مشردون
كتبتها بعد دمار بيتي في الموصل بصواريخ طائرة حربية ، قالوا عذرا بالخطأ ..!!
بعد التحرير مشردون
لا بيت لا ملجأ لا حصير
تطوينا فيافي وترمينا
كقشة تطفو بلا مصير
مجهول طريقنا خطانا
نسير كأننا لا نسير
قلوب حزينة ، عيون تدمع
ظل قدر عسير
… ………….
بيتنا أركانك ،نوافذك دمرت
أبكت أرواحنا التي بك تجلت
صاغت للزمن أسطورة
وللمكان أبوابها تعرت
يا صوت الشجر والحجر
يا سيدة أنوثتها نضجت
لترابك يا بيت بكينا
ولمحياك روحنا سجدت
…………….
تركنا أطلالا وركام
وفرحة آمال وأحلام
وأمنيات كنا بنيناها
رويناها أمل وسلام
وضحكة تملأ روحنا
ترسم طير الحمام
يطير بنا في فضاء
نمسك خيوط الأوهام
…………………
بعد يقظة تشقينا
جعنا ، تشردنا ،عرينا
طامة وقعت علينا
شردت نور عينينا
فضاع كل شي
قيدت بالألم معصمينا
ماذا نرجو بعد الآن
الفناء هدم ما لدينا
الفناء هدم ما لدينا ؟؟!!
تعسا للأنظمة التي تدعى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وتتجاهل قيمة المواطن في بيته وأرضه وكرامته وإنسانيته وعرضه نهب للمجهول ، تعسا للوطن الذي لا يعرف قيمة أبنائه وصدق على بن أبى طالب كرم الله وجهه حينما قال ” الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن ” الديمقراطية التي جاءت بها أمريكا مع الأذناب والطامعين والفاسدين جاؤوا لتدمير المواطن والوطن ،ارحلوا عن ديارنا أيها الأغراب فنحن نبني أوطاننا ، بعرق جبيننا وبسواعدنا سرقتم وفسدتم ونشرتم الخراب والفساد في كل شبر من ديارنا ،العيب فينا لأننا نرضى بالأغراب ونصفق لهم في بسط سلطان الذل علينا ونحن لا ننطق ولا نحتج ولا نعارض واكبر جهاد هو كلمة حق بوجه سلطان جائر ولا تنسوا أيها الظلمة حكاما فاسدين نهبتم وفسقتم وزورتم الانتخابات ورشوتم واغتنيتم بالمال الحرام …فاعلموا إن ” الدهر يومان , يوما لك , ويوم عليك , فان كان لك فلا تبطر , وان كان عليك فاصبر فكلاهما ينقضيان “….عصمت شاهين الدوسكى أيها الشاعر المغترب داخل الوطن مزقتم ستار الذل وعار علينا أن نسكت بوجه الظالمين ، الفاسدين ، فالكلمة الإنسانية الواقعية يجب أن تقال وتأخذ مداها الحقيقي وهي الخالدة على مر الزمان .