كان الكثيرين من الشعب العراقي ؛ يصفون صدام حسين بالدكتاتور والظالم ؛ وفي ربيع عام 2003 وبفضل من دول التحالف الدولي ؛ فقد اسقطوه من الحكم في العراق والذي حكمها لمدة اكثر من 3 عقود ونيف ؛ وكان العراقيون يستقبلون الجيش الامريكي والقوات المتحالفة بباقات الورود والهلاهل والزغاريد والحلوى ؛ وكان العراقيون يأملون وجميعهم كانوا متفائلين بأن تتحقق احلامهم الوردية وان يبزغ فجر الديمقراطية ويعم الخير والعطاء في ارض العراق الخضراء ؛ واطلاق شعاع الحرية وطوي صفحة في تاريخ العراق السياسي .
ولكن وللاسف الشديد بعد عام 2003 ؛ فأن السلطة في العراق تسنمها مجموعة من اللصوص والحرامية والسراق الذين لا هم لهم سوى جيوبهم ومصالحهم الشخصية ومصالح احزابهم والتي من خلالها تسمنوا سدة الحكم ؛ ضاربين مصحلة الوطن والشعب عرض الف حائط ؛ حيث يحاولون دائماً وابداً في خلق مشاكل والشعب العراقي في غنى عنه مثل ( تغيير العلم العراقي _ حذف الاصفار عن العملة _ تغيير النشيد الوطني _ تغييرالشعار الوطني وووووووالخ ) من الامور التي ليس لها معنى يذكر ؛ وذلك لينشغل الشعب بمثل هذه المتاهات التافهة ولكي يقوموا بتقسيم الكعكة فيما بينهم ؛ كالمثل ( اخبطها واشرب صافيها ) ؛ وبسبب حماقاتهم وعماماتهم اللعينة والنجسة ولحاهم العفنة ؛ فعم العراق الفوضى وعدم الامان والارهاب الاعمى يدق كل باب ؛ واصبح العراقي مشردأ او حبيس داره خوفاً من عدم البقاء حياً ؛ والدم العراقي يراق في كل لحظة ؛ ونرى ونسمع التفجيرات والمفخخات والعبوات في اغلب محافظات العراق ؛ وسقوط مدن كبيرة عن بكرة ابيها ؛ وسقوط شهداء وجرحى بالجملة ؛ وترمل الامهات ؛ وتيتم الاطفال ؛ ناهيك عن ان هذا مختطف او معتقل او مهاجر او مهجر .
واما الفساد فقد اصبحت القاعدة المعتمدة والنزاهة هي الاستثناء ؛ ولا وجود لاسم الخدمات في قاموس ساستنا ..
وبفضل من الكثير من ساستنا الفاسدين فقد سقطت العديد من المدن والمحافظات العراقية بادياي ثلة نجسة مجرمة من الدواعش ؛ فهل كان يعقل لو لا نجاستكم وحماقتكم ايها الساسة ان تسقط مدينة الموصل التي كانت تضم فيها ما يقارب ( 90 ) الف منتسب من كافة القوات الامنية المدربة على احدث الاسلجة وتمتلك اسحلة ثقيلة ومتطورة وطائرات مقابل عدد لم تتجاوز 300 مسلح داعشي ؟ سقوط الموصل كان بسبب خيانتكم ايها الشرذمة الانجاس ؛ فلم يكن امام المواطن المسكين البسيط بعد استسلام وهروب القوات الامنية الى التشرد عن الديار قسرداً والنزوح الى اقليم كوردستان ؛ والعيش في خيم لا تقاوم حرارة الصيف اللاهبة واعاصير وبرد الشتاء القارص ؛ وكان من المفترض ومن الواجب الاخلاقي ان كنتم تمتلكون اخلاقاً ولكن للاسف الشديد انكم لا تمتلكون الاخلاق ؛ فبعدما بدأنا من نقطة الصفر من حيث الحالة المعيشية والمادية ؛ بأن الحكومة تساعدنا خير المساعدات والخدمات لكن لم نرى ذلك من قبلكم.
فأنكم ايها الساسة تدعون ان الادوية والعلاجات في مستشفيات المخيمات والماء والكهرباء مجاناً وتصلهم الخدمات الانسانية والمعيشية على افضل وجه ؛ ولهذا تحاولون منع النازحين من عمل البساتين والعمل في المحافظات بأجور يومية او شهرية للقضاء على فقرهم ؛ لذلك ندعوكم ان تزورون الى المخيمات وتروون بأم اعينكم ما نحن فيه من معاناة ؛ فأن اقوالكم عار عن الصحة ؛ فهل وفرتم في مستشفيات المخيمات الادوية والعلاجات والاشعة والسونار والرنين المغناطيسي والسونارواجراء العمليات الجراحية ؟ نقول لكم كلا والف الف كلا كلا ؛ وهل وفرتم الكهرباء للنازحين ؟ ؛ طبعاً الجواب كلا ؛ فأن النازحين لايستطيعون النوم اثناء انقطاع التيار الكهربائي وبشكل يومي يصل الى 10 ساعات اواكثروحيث درجات الحرارة في بعض الايام تصل الى 46 درجة او اكثر ؛ وان العديد من المخيمات لا تمتلك مولدات اهلية ؛ وحتى وان وجدت فأنه ليس بأستطاعة الكثير من النازحين ايصال التيار الكهربائي الى خيمته بسبب فقره المدقع والشديد ؛ وبما انكم تدعون بمنح النازحين القسائم المادية ( المالية ) ؛ نعم كانت تمنح قسائم ( ACF ) للنازحين وبشكل شهري تقريباً وبمبلغ ( 20 ) الف دينار للفرد النازح ؛ وكان يفرض على النازح الشراء ( التبضع ) بتلك القسيمة المواد الغذائية من ماركاتات مرخصة لهذه القسائم وكانت اسعار تلك الماركاتات اغلى سعراً من الماركاتات الاخرى ؛ ومنذ اكثر من عام وكانت تمنح للنازحين قسائم ( اكتيد ) وبمعدل ( 20 ) الف دينار ؛ وكانت شهرين اثنين بمعدل ( 17 ) الف دينار ؛ وشهرين اثنين بمعدل بمعدل ( 11) دينار ؛ وكان من الواجب على النازح التبضع من الماركاتات الخاصة لهذا العمل ؛ ومنذ اكثر من شهرين لم تمنح للنازح المسكين اية قسيمة مبالغ نقدية ؛ ونظمت سيم كارت آسيا سيل للنازح لغرض منحهم شهرياً ( 20 ) الف دينار للفرد النازح الواحد ولكن وللاسف الشديد لم نرى تلك المنحة منذ اكثر من شهرين .
ولأن النفط ملك الحكومة فقط وليس ملك للشعب! وان الميزانية ليست مخصصة للخدمات ؛ انما لجيوب وارصدة الوزراء والبرلمانيين والمسؤولين الآخرين ؛ وفقط يكون نصيب الشعب والنازح المسكين منه هو الجوع والفقر والحرمان والبطالة وتفشي الاوبئة والامراض المستعصية ؛ وخاصة السرطان ؛ فهل هناك مجيب ؟؟!!
وعلى ما نحن النازحين فيه من نعيم تحاول حكومتنا الفاسدة منعنا من العمل في شتى مجالات الاعمال للقضاء على جوعنا وفقرنا ..
النازح
خدر ديرو الخانصوري
مخيم جم مشكو بزاخو
الاثنين 2019/8/19