في أحداث ثورة مصر الأخيرة , سال احد قادة مصر في وقتها ، لماذا استخدمت القوة المفرطة والرصاص الحي من اجل إنهاء الاعتصامات في احد ساحات القاهرة ، وما خلفت من قتلى وجرحى وإدانة داخليه وخارجية رد بكلمتين نريد البناء والأعمار .
نفس السؤال يوجه إلى من يهمه الأمر من قادة اليوم ، ومن يسعى إلى تشكيل الكتلة الأكبر، من هو صاحب القرار الحاسم في إنهاء ملفات عديدة وشائكة ومعقدة للغاية ، وتحتاج إلى تدخل سريع لإنهاء الكثير منها ، لأنها سبب كل مشاكل ومعاناة أهل البلد .
الكتلة الأكبر ستشكل خلال الفترة القريبة القادمة، والدلائل كثيرة على ذلك ، والمفاوضات بين اغلب الكتل السياسية وصلت لنهاية الطريق في تشكيل ألكتله الأكبر ، لكن التأخر في الإعلان عنها بسبب ارتفاع سقف مطالب بعض الكتل ، ليكون الصراع محتدم بين دعاة الإصلاح والتغيير ، وبين من يرفع شعار المصلحة الوطنية أمس ، واليوم الفضاء الوطني .
هل الأهم تشكيل كتلة اكبر لحل مشاكلنا وفي اتخاذ القرارات الحاسمة؟ أو عدم تشكيلها ؟ أو تشكل كما في السابق ؟ ومن يسعى إلى تشكليها يريد مصلحة البلد أو مصلحة أحزابها ؟ و الكل يرفعها كشعارات من اجل السلطة والنفوذ وستكون إمامنا بداية حقبة زمنية لعمر حكومة أربعة سنوات ، ستكون حافلة بطبيعة الحال بالكثير من الإحداث والمفاجآت الخارجية وأثرها على البلد من جهة ، والداخلية وما أكثر الملفات التي ستكون بحاجة إلى حلول جذرية وواقعية من جهة أخرى .
من يريد تشكيل كتله اكبر على أساس الفضاء الوطني وشعارات أخرى ، سيبقى الحال كما في السابق صورة طبقًا للأصل ، حكومة تسير الأمور و حلول ترقعيه في ملف الخدمات والأمن لا تلتقي إلى مستوى حاجة الناس ، و مع تزايد حجم التهديدات والمخاطر المحدقة بنا بسبب صراع الكبار، سنبقى ساحة لتصفية الحسابات والتدخل الخارجي سيستمر أكثر ، وبلدنا يدفع ثمنها باهظ جدا، ومن في السلطة يشرع القوانين التي تمنحهم المزايا والعطايا أكثر مما سبق , وحال الشعب يرثى له ، لتستمر سنوات العجاف الطويلة .
ومن يرفع شعار الإصلاح والتغيير أمامه خيارين لا ثالث لهم ، أما انه مجرد شعار ترفع لمقتضيات المرحلة وتنسجم مع مطالب المتظاهرين والمرجعية الرشيدة ، ومتى ما تسلمت السلطة تنتهي القصة و الحكومة الحالية خير دليل ، أو تختلف الصورة عن الماضي بشكل كبير جدا ، بحيث تكون لدينا قرارات تصحيح المسار للبلد نحو إيقاف عجلة الدمار والخراب والقتل التي ما زالت تحصد بنا وبدون توقف ، وهذه القرارات بحاجة إلى شجاعة و مواقف ثابتة غير مسبوقة نهائيا ، وعدم التأثر بأي ضغط و مهما كانت الجهة سواء كانت داخلية أو خارجية .
المسؤولية على من تقع في المرحلة القادمة في اتخاذ هذه القرارات الحاسمة و المصيرية ، على رئيس الوزراء نفسه أو على مجلس الوزراء مع رئيسها ، أو على مجلس النواب القادم أو على الجميع .
المسؤولية تقع اليوم على من يرفع شعار الإصلاح والتغيير ويردون بداية جديدة للبلد ، ومنع تكرار المشهد القديم من جديد ، وإنهاء سياسية التوافق والمحاصصة ، لذا نواة تشكيل الكتلة الأكبر يجب إن تقوم على أساسات صحيحة ومهنية ، بناء دولة مؤسسات لا دولة أحزاب ومليشيات ،دولة كفاءات وخبرات وطنية لا دولة مناصب توافقية وحصص حزبية .
لذا يجب أن تكون هناك خطط شاملة وبرامج حكومية واضحة وتعلن عن تفاصيلها فقرة فقرة، تتضمن حلول حقيقية لواقع البلد خلال توقيتات محددة ، وهي الشروط التي يجب أن تكون أساس نواة الكتلة الأكبر مع الكتل السياسية الأخرى في تشكيل الحكومة القادمة و تسمية رئيس الوزراء ، لتكون قراراتها حاسمة ومصيرية في حسم ملفات عديدة ، وإلا مصير إي نواة تتشكل على أساسات أخرى ، دمار البلد وأهله .