(بغداد اليوم) متابعة – كشف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وزير المالية والخارجية الاتحادي الاسبق هوشيار زيباري، الثلاثاء (20 اب 2019)، ما فعلته المعارضة العراقية السابقة في واشنطن ولندن قبل حرب اسقاط رئيس النظام السابق، صدام حسين.
وقال زيباري في مقابلة تابعتها (بغداد اليوم)، “في ربيع العام 2002، ذهبنا في زيارة سرية إلى واشنطن، إلى مكان يسمونه المزرعة، كانت زيارة للقيادات الكردية، الرئيسين مسعود بارزاني وجلال طالباني، والدكتور برهم صالح وأنا”.
وأضاف: “هناك تبلورت فكرة واضحة جداً وعملية عما جرى في ما بعد، أسّسنا من طرفنا مجموعة الأربعة، وهي بمثابة نواة لقيادة المعارضة العراقية، مؤلفة من الحزب الديمقراطي الكُردستاني والاتحاد الوطني الكُردستاني والمجلس الاعلى وحزب الوفاق”.
وتابع: أنه “في تلك النواة أدركنا أن الولايات المُتحدة مُقدمة على الحرب، وأنها رُبما تُهمل دور المعارضين العراقيين، وكُنا نعتقد أنه علينا توجيه رسالة واضحة إلى القيادة الأميركية، مفادها استحالة إسقاط نظام صدام حُسين وبناء عراق جديد من دون الاستناد إلى القوى السياسية العراقية، وبالذات نواة الأربعة”.
واكمل قائلا: “لأجل ذلك أخبرت المجموعة بضرورة عقد مؤتمر وطني شامل لقوى المعارضة العراقية، ليكون صوت الشعب العراقي. وهو ما جرى في لندن بعد شهور قليلة، وكان المؤتمر بالكامل من تمويل العراقيين أنفسهم، بعدما كُنا قد التقينا كوفد من المؤتمر الوطني العراقي بوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، في أغسطس (آب) من العام 2002، حيث كان قد وجه إلينا إشارات واضحة بأن الحرب ستقع، من دون تحديد تاريخ حدوثها”.
وبعد اللقاءات الأولى التي جرت في واشنطن، يذكر زيباري أنهم “كقيادة كُردية قرروا التواصل مع محيطهم الجيوسياسي، آخذين في الاعتبار إشارة أحد المسؤولين الأميركيين إلى قدرة دول الجوار على تخريب المشروع الأميركي للعراق”.
ولفت الى أن “القيادات الكُردية اجتمعت في مدينة فرانكفورت الألمانية بعد لقاءات واشنطن، وأنه طرح على الرئيس جلال الطالباني ضرورة التواصل مع سوريا وإيران، الدولتين اللتين رعتا واستضافتا قوى المُعارضة العراقية. ومن هُناك توزعت المهام بأن يذهب الرئيس مسعود البارزاني للتوافق مع دمشق، والرئيس جلال الطالباني ليفعل الأمر ذاته مع طهران”.
وأضاف زيباري، متحدثاً عن لقاء البارزاني مع بشار الأسد “في دمشق التقينا بالرئيس بشار الأسد، وأنا كنت حاضراً، الرئيس مسعود قال له إننا كُنا في أميركا في زيارة خاصة، وإن الحرب مقبلة لا محال وحتمية، شكك الأسد في الأمر، قائلاً (أميركا تستخدمكم مثل تحالف الشمال في أفغانستان)، فهو لم يكن يتوقع أن تقع حرب شاملة أبداً”.
وتحدث عن انطباعه خلال زيارة العاصمة دمشق وقتها، وكيف أن بعض الفروق كانت تظهر بين أركان الحكومة السورية “اللواء محمد ناصيف، الشخصية الأمنية التي كانت مكلفة بمتابعة الملفات العراقية ، كان موقفه شديداً تجاه التطورات، وكذلك كان وزير الخارجية فاروق الشرع، بينما كان نائب الرئيس عبد الحليم خدام غير مُصدق بأن الحرب ستقع. لكن أولاً ثمة مسألة المنافع الاقتصادية التي كانت تجنيها الحكومة السورية من نظيرتها العراقية، فانفتاح الطرفين بعد العام 1997 خلق نافذة اقتصادية استثنائية للسوريين، الذين كانوا يعتقدون بأن الحرب سوف تُطيحها. إضافة إلى مخاوفهم الشديدة من أن يكونوا البلد التالي بعد العراق”.
فيما وصف ما جرى على الدفة الإيرانية بأنه “كان أكثر سلاسة، حيث وإن لم يكن ثمة تنسيق إيراني أميركي مُباشر، لكن تناغم الطرفين كان واضحاً، والكثير من القوى العراقية التي كانت تُنسق مع الولايات المُتحدة كانت شديدة الارتباط بإيران”.
ويُنهي زيباري حديثه عن المرحلة التي سبقت إسقاط نِظام صدام حُسين بسرد مشاعره ليلة بدء الحرب في التاسع عشر من مارس عام 2003 “كُنت جالساً إلى مكتبي في مصيف صلاح الدين، والذي كان يعجّ بالصحافيين والإعلاميين، كان ينتابني شعور دفين يقول إن هذه الحرب مشروعة، لأنها تنتصر لمظلوميتنا ككرد وكعراقيين، نحن الذين جربنا كُل شيء ولم نتمكن من إسقاط النظام الديكتاتوري ولم ننجح، لا بحرب العصابات، ولا بالمفاوضات ولا بالتظاهرات. فإذا لم يحدث التدخل الدولي، فإن أحفاد عدي صدام حُسين كانوا سيحكموننا من بعده وبعد أبيه”.