نزل المٶتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة خارجية السويد لوحدها من دون ضيفها وزير الخارجية الايرانية، نزول الصاعقة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إذ إنه وفي الوقت الذي کانت تهدف فيه هذه الزيارة الى تخفيف طوق العزلة المفروضة عليه دوليا فإنها قد زادت الطين بلة وکما يقول المثل العراقي الدارج”أراد أن يکحلها فعماها”.
الموقف الرسمي السويدي من خلال مٶتمر وزيرة الخارجية السويدية من دون حضور وزير الخارجية الايراني کما هو سائد في الاعراف الدولية، صنعته تلك الاکف الملوحة في الهواء والحناجر الصادحة بهتافات معادية لهذه الزيارة ورافضة لها من جانب الالاف من الايرانيين من أنصار ومٶيدي المقاومة الايرانية، يعتبر مٶشرا کبيرا وملفتا للنظر بخصوص أن تظاهرات الايرانيين الاحرار ليست نشاطا عبثيا بل إنه قد صار رقما يحسب له حسابا خاصا خصوصا وإن مايبدر عن الجالية الايرانية في الخارج له علاقة وطيدة وراسخة بالشعب الايراني ولايمکن أن يتجزء منه أبدا ولذلك فإن الصحفيون الذين حضروا هذا المٶتمر ووجهوا أسئلة لوزيرة خارجية السويد بخصوص الاحتجاجات الغاضبة للإيرانيين الأحرار ومؤيدي المقاومة الإيرانية ضد وجود ظريف، ولماذا تم استقباله في السويد، فأجابت إجابة تکشف وتفضح النظام الايراني ومساعيه الحثيثة من أجل کسر طوق العزلة الدولية عن نفسه عندما قالت:” لقد جاء هو نفسه ولم نوجه أي دعوة لأي وزير للنظام الإيراني في هذا الصدد، بل ظريف نفسه جاء. إنه سألنا إن كان بإمكانه القدوم إلى بلدان الشمال الأوروبي للقيام برحلة.”، وهذا ماسيثير قطعا عاصفة في داخل الاوساط السياسية في طهران بعد عودة ظريف.
وزيرة خارجية السويد التي أضافت أيضا في إجابتها على أسئلة الصحفيين التي کانت توجه بوحي وتأثير من تظاهرات الايرانيين الاحرار، وهي تعترف بصراحة لاغبار عليها بطبيعة وجرائم النظام اللاإنسانية، وتطرقت إلى انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإعدام والاعتقالات والضغوط التي يتعرض لها نشطاء حقوق المرأة وناشطو النقابات العمالية والمدافعون عن حقوق الإنسان وقمع الأقليات الدينية والوطنية من قبل نظام الملالي، مطالبة بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق باحث إيراني مقيم في السويد. وأکدت بأنه يجب على الحکومة الايرانية أن تمتثل لجميع التزاماتها في الاتفاق النووي. ولاريب من إن هکذا تطور غير عادي في جولة لظريف کان يريد من خلالها أن يحسن من موقف النظام ويمنحه شئ من القوة، ولکن جاءت النتيجة مخيبة لآمال النظام کثيرا، وکيف لاتکون کذلك وقد کانت المقاومة الايرانية هي الطرف الذي ساهم في حدوث هکذا تطور غير منتظر!