في ظل حالة من القلق لدى سكان العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى ، من اندلاع مواجهة وشيكة بين القوات الأمريكية وميليشيات الحشد الشعبي، وفي ظل التوتر الأخير بين الطرفين ، خاصة بعد إعلان الحشد إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة ، هددت مليشيا كتائب حزب الله العراقية الموالية لايران ، يوم الخميس ، القوات الأمريكية بـ“رد قاصم“ في حال تعرض أي موقع عراقي إلى القصف مجددًا ، في موقف يخالف التوجه الرسمي للحكومة ، وحتى هيئة الحشد الشعبي جناح فالح الفياض .
وذكر بيان صدر عن هذه المليشيا ، أننا ” نوجه إنذارًا نهائيًا للعدو الأمريكي بأن أي استهداف جديد لأي موقع عراقي ستكون عاقبته ردًا قاصمًا قاسيًا، تذوقون فيه الموت الزؤام، ولن تحميكم حصونكم، فجميعها تحت مرمى صواريخنا ورعبها المزمجر، وعليكم ألا تذهبوا بأوهامكم بعيدًا فنحن أصحاب القول والفعل، وتيقنوا إذا بدأت المواجهة فلن تنتهي إلا بإخراجكم من المنطقة بشكل نهائي، وستعلمون حينها أي ثمن تدفعون“.
ودلل مواطنون عراقيون من خلال البيان على أن تلك الفصائل غير آبهة بحياة الجميع ، وهي جاهزة للقتال لمساندة إيران ، والحرس الثوري ، وتعريض أمن العراقيين جميعًا للخطر، في ظل عدم قدرة العراق على حماية نفسه من الاعتداء الخارجي أو القصف الأجنبي ، لانعدام المنظومة الدفاعية ، واعتماده بشكل كامل على الحماية الأميركية لأجوائه.
وكان جناح أبو مهدي المهندس في مليشيات الحشد الشعبي قد اتهم القوات الأمريكية بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية ، لتنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية.
وهدد المهندس في بيان أن الحشد سيتعامل مع أي طائرات أجنبية تحلق فوق مواقعه دون علم الحكومة العراقية، على أنها ”طائرات معادية“ ، و بعد ساعات على هذا التهديد جاء إسقاط طائرة استطلاع لم تُكشف هويتها، حلقت فوق أحد مقرات الحشد قرب بغداد اليوم الخميس .
واعتبر عراقيون في العاصمة بغداد أن تلك الأنباء تنذر بمواجهة محتملة بين القوات الأمريكية والحشد الشعبي، في ظل ”عجز“ الحكومة العراقية عن اتخاذ موقف واضح تجاه تلك الفصائل، خاصة وأنها نفذت سابقًا هجمات ضد السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد.
وعقدت الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) اجتماعًا، يوم الخميس، لبحث تداعيات الأوضاع في البلاد والخروج برؤية موحدة.
وذكر بيان صدر عقب الاجتماع أنه ”تم الاتفاق على انتظار نتائج التحقيق الجاري من قبل الجهات الوطنية المختصة للخروج بموقف موحد يحفظ حقوق العراق ويعزز أمنه واستقلاله وسيادته على ترابه الوطني“.
كما شدد الحاضرون على ”أهمية التزام التحالف الدولي بالمساعدة في حفظ أمن الأجواء العراقية من أي اختراق أو استهداف، كما عبر الاجتماع عن أهمية المتابعة الأمنية والاستخبارية الدقيقة لفلول داعش وتفويت أية فرصة لالتقاط أنفاسهم وبما يكرس النصر ويعززه“.
كما عبر الاجتماع عن أهمية الالتزام بموقف الدولة العراقية بمختلف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية “الرافض لمبدأ الحرب بالوكالة” ، ومحاولة أي طرف إقليمي أو دولي لجرِّ العراق إلى حرب وصراعات كان العراق قد حسم موقفه منها لصالح الدور المحوري للعراق من أجل السلام والتنمية والتقدم والتعاون ما بين الجميع.
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية قد نفى” أي علاقة للولايات المتحدة بالانفجارات التي وقعت في مستودعات ذخيرة تابعة لجماعات الحشد الشعبي في العراق “.
وأكد المتحدث ان واشنطن تؤيد سيادة العراق وتتقيد بتوجيهات الحكومة العراقية بشأن استخدام المجال الجوي للعراق . مضيفًا أن ” الوجود الأمريكي في العراق هو لدعم جهود البلاد ضد المتشددين “.