الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتالجنس يُنهي الحرب! أمجد الدهامات

الجنس يُنهي الحرب! أمجد الدهامات

حدثت في دولة ليبريا، (المساحة حوالي 111.000 كم2، السكان حوالي 3.7 مليون نسمة)، حرب أهلية مدمرة أستمرت للفترة من (2003 – 1999)، وفشلت جهود كثيرة لإنهائها، لكن هناك امرأة شابة قررت التصدي لمهمة إنهاء الحرب، هي السيدة ليما غبوي (Leymah Gbwee).

السيدة (غبوي) امرأة بسيطة وأم لستة اطفال مواليد (1972) أسست منظمة (نساء من اجل السلام) لتوحيد وتعبئة النساء لمواجهة زعماء الحرب في واحدة من أكثر الحروب الأهلية دموية في أفريقيا.

وبالفعل فقد كان لهذه المجموعة من النساء، وبدفع من غبوي دائماً، واللاتي تجمعنَ في العاصمة (مونروفيا) للصلاة والإحتجاج مرتديات قمصان بيضاء، الدور الكبير في إنهاء هذه الحرب التي خلفت أكثر من (250000) قتيل.

فقد أدركت أن للنساء دور كبير في مواجهة الحرب، ولهذا دعت النساء المسيحيات والمسلمات ومن كافة العرقيات، للتجمع والصلاة من أجل السلام، متحديات الأحوال الجوية والمواجهات العسكرية.

ولما لم تنفع الإحتجاجات في وقف الحرب أبتكرت في عام (2002) طريقة جديدة وغير مألوفة لمواجهة الحرب، فقد طلبتْ من النساء القيام بـ (إضراب عن ممارسة الجنس) مع أزواجهنَ المشاركينَ في الحرب، واشترطت لإنهاء الإضرابالإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات بين المليشيات المتحاربة لوقف الحرب.

وهكذا أمتنعت النساء من إعطاء رجالهنَ حقوقهم الزوجية لمدة سنة مما أضطر قادة الحرب إلى الموافقة على إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب بسبب إنسحاب أغلب الرجال المحاربين من الفصائل المسلحة، وطبعاً القادة يحاربونَ بهؤلاء الرجال وليس بأبنائهم الذين يعيشون خارج البلد!

وفعلاً في حزيران/2003 جرت المفاوضات في مدينة (أكرا) عاصمة دولة غانا، ولكنها توقفت بعد فترة نتيجة المطالب المتضاربة للمشاركينَ فيها، فدعت (غبوي) من جديد (200) امرأة للسفر إلى غانا وصنع حاجز بشري يحيط بمقر المفاوضات يمنع المتفاوضين من مغادرة قاعة الاجتماعات لأي سببٍ كان لغاية الإتفاق على وقف إطلاق النار، ورغم عنف الشرطة ومحاولتهم اعتقالهنَ وقيام أحد زعماء الحرب بضربهنَ لكنهنَ صمدنَ في مكانهنَ الأمر الذي أجبر الوفود على البقاء في المقر واستمرار المفاوضات.

أخيراً تم توقيع اتفاقية (أكرا للسلام) التي وضعت حداً نهائياً للحرب.

ومع أن أفكار (غبوي) هي التي أنهت الحرب، إلا أنها لم تكتفي بذلك، فقد عملت على تعزيز دور وتأثير النساء في الشؤون العامة للبلد وشجعتهنَ على المشاركة بقوة في الانتخابات لدعم إحدى المرشحات وهي المناضلة (إيلين جونسون سيرليف) التي فازت فعلاً بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات عام (2005) لتكون أول سيدة تفوز بهذا المنصب في تأريخ افريقيا.

لفتت أعمال (غبوي) نظر المجتمع الدولي فحازت على احترام كبير تمثل بمنحها جائزة نوبل للسلام (2011).

تقول غبوي: «كنا في الماضي صامتين، ولكن بعد أن قُتلنا واغُتصبنا ومرضنا وشاهدنا أولادنا وعائلاتنا تُدمر، علمتنا الحرب أن المستقبل يتحدد بكلمة لا للعنف ونعم للسلام ولن نستسلم حتى يعم السلام».

سؤال: هل يمكن ان تكون هناك (ليما غبوي) عراقية تساهم بحل مشاكل البلد؟

Aldhamat1@yahoo.com

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular