سنحاول من الآن فصاعداً طرح أفكار للمناقشة وإسىتمزاج الأي لاتخاذ موقف الشارع الايزيدي بكافة شرائحه على نقاط جوهرية ترسم لاستراتيجية واضحة لمستقبل الايزيدية ما بعد داعش والإبادة التي حلت بايزيدية سنجار في 3 آب/2014.
المحطة الأولى على طريق استراتيجية ما بعد داعش هي: ماهو الموقف الجامع والصحيح الذي يفترض أن يتخذه الايزيديون بشأن المادة (140) حيث أن جميع مناطقهم تقع ضمنها وفي مقدمتها منطقة سنجار. وهنا يمكن القول أن “ضياع سنجار، ضياع الايزيدية برمتها!!”.
دون أن ندخل في تفاصيل التاريخ والجغرافيا، نقول: كانت سنجار، وستبقى، العمود الفقري والواء الحافظ لهذه الديانة إلى جانب بقية التواجد الايزيدي في سوريا، تركيا، أرمينيا، جورجيا ولاحقاً ايزيدية المهجر.
مشروع داعش الإرهابي في إبادة ايزيدية سنجار و سبي النساء وإغتصابهم لم يأت، بإعتقادي، بسبب رغبة جنسية بحته بل كان مشروعاً مدروساً الهدف منه أن الاغتصاب أفضل سلاح لأحداث شرخ بين الأهل، وهو الوسيلة الأنجح للتشتت الأسري والمجتمعي. الرجل الذي يغتصب زوجته أو أخته أو ابنته لن يستطيع النظر في وجوههم خجلاً وعاراً وخاصة زوجته من باب عدم قدرته على حمايتهم! والزوجة لن تنظر لوجه زوجها خجلاً لأنها لن تستطيع الإيفاء بوعدها له بالوفاء!.
الايزيديون اليوم أمام مفترق طرق، بل أمام أصعب الإمتحانات، إحداهما موقفهم من المادة (140) حيث جميع مناطق الايزيدية تقع ضمن حدود المناطق المتنازع عليها بين حكومة المركز وحكومة الإقليم.
ان المادة (140) هي من المواد الجدلية في المشاورات السياسية بين الأطراف في بغداد، ويطرح علينا جميعاً كمهتمين باشأن الايزيدي وفي مناسبات عديدة موقفنا من هذه المادة التي سترسم مستقبل هذا المكون والمكونات المتعايشة معه في قادم السنين،علماً ليس للايزيديين لحد الآن موقف واضح ومحدد وهام. ومن المعروف أن هذه المادة ستمر بمراحل ثلاثة وهي:
1- التطبيع؛
2- الإحصاء؛
3- الإستفتاء؛
وفي حال عدم عودة الايزيديين النازحين إلى سنجار قبل مرحلة التطبيع، ستتغير ديمغرافيتها كما تغيرت ديمغرافية قضاء الشيخان، وحينها ستطلق طلقة الرحمة على التواجد الايزيدي في سنجار كما تريديه أطراف عديدة!.
السؤال: كيف يقييم الشارع الايزيدي بكافة نخبه و شرائحه الموقف من هذه المادة لتحديد البعد الاستراتيجي لبقاء الايزيديين، وأيهما أفضل:
أ- أن تبقى مناطق الايزيدية مع المركز في بغداد؟
ب- أم مع الإقليم في أربيل؟
ج- أم تشكيل محافظتين إحداهما في سهل نيوى والأخرى في سنجار؟
هذه الموقف الموحد سيكون أداة بيد من يمثلنا في البرلمان الإتحادي وفي برلمان كردستان، وكذلك بيد الشخصيات والفعاليات الايزيدية التي تمثلنا في اللقاءات مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
بانتظار مناقشاتكم وآرائكم الواقعية السديدة.
خليل جندي
بغداد في 30 آب 2018