الديانة الايزيدية هي واحدة من اعرق الاديان الموجودة في المنطقة، فهي تمتد في جذورها الى الاف السنين قبل الميلاد و تتشارك في الكثير من تفاصيلها مع الحضارات و الثقافات العريقة الموجودة في منطقة بلاد ما بين النهرين (الميزوبوتاميا).
تتسم الطقوس و النصوص الدينية لهذه الديانة بتضمينها مفاهيم مرتبطة ارتباطا وثيقا مع المفاهيم الموجودة في الديانات الطبيعية (الاديان الغير ابراهيمية) و التي تعتبر المفاهيم الاساس في ميثولوجيا الديانة الايزيدية بالاضافة الى المفاهيم التي تتماثل مع الاديان الابراهيمية و التي تعود الى الحقبة التي اعقبت مرحلة التجديد في الديانة الايزيدية اي بعد مجيء الشيخ الجليل (الشيخ ادي) في القرن الحادي عشر الميلادي.
كل هذا التراث الديني الغني و النصوص الدينية الثمينة و القيمة و التي تحمل في طياتها الكثير من المبادئ و القيم الدينية التي تحث على الاخلاق و الايمان و العدل و التعايش و السلام يتم تناقلها في الديانة الايزيدية من جيل الى اخر وفق تقنية ما تسمى او تطلق عليها ب (علم الصدر). ان هذه التقنية و على الرغم من عدم كفاءتها علمياً في امكانية حفاظها على البيانات بشكل مكتمل و سليم و امكانية تلاشي المعلومات بمرور الزمن الا انها قد كانت مفيدة للايزيديين عبر التاريخ و ذلك لتعرضهم الى الابادات بشكل مستمر مما اسهمت هذه التقنية في الحفاظ على هذه النصوص بشكل افضل من النصوص المكتوبة الغير قابلة للاستنساخ.
و لكن في الوقت الحالي و نتيجة التطور الحاصل في جميع المجالات و من ضمنها المجال الديني فأن الايزيديين ايضا عليهم مراجعة مدى تطور هذا المجال لديهم و مقارنته مع الاديان الاخرى ليتسنى لرجال الدين الايزيديين و ذوي الاختصاص من الدخول في مناقشات حوارية و المساهمة بمشاركات فعالة في الفعاليات الدينية و ذلك لايصال الرسائل الانسانية القيمة التي تحملها عقيدتنا السمحاء الى جميع العالم.
ان المنتدى العاشر لمؤسسة اديان من اجل السلام الامريكية الذي اقيم في المانيا كان يفتقد لمشاركة ايزيدية دينية في الوقت الذي كان فيه التمثيل الديني (على مستوى رجال الدين) من بقية الاديان عاليا جدا. ان حجم الخبرات و الكفاءات التي كانت تمثل اديانها في ذلك الحدث كانت دلالة واضحة على ان تقنيات حفظ النصوص الدينية و تناقلها فقط لم تعد فعالة في الوقت الحاضر. فأن المنظومات الدينية بشكل عام و الايزيدية منها خصوصا بحاجة الى اكاديميات و مراكز دراسات دينية تقوم باعداد رجال دين متمكنين من تفسير النصوص بشكل سليم يدعو الى السلام الايجابي و ضرورة الحوار بين الاديان من اجل التعايش و التسامح. ان اغناء المنظومة الدينية الايزيدية برجال دين اكفاء و متمكنين من التحاور مع جميع الاديان في المنطقة و اتقانهم للغات عدة تساهم في سهولة التواصل و اطلاعهم على مفردات الدراسات اللاهوتية و غيرها ستجعل من مهمتهم اسهل في المستقبل و سيكونون عامل مساعد رئيسي في خلق منصة رحبة لاظهار مضمون السلام و المحبة في الديانة الايزيدية.
قبل عشرين عاماً ألفت كتاباً في هذا الشأن وقد طبعته ونشرته قبل ثلاث سنوات فيها تفاصيل كاملة لهذا الموضوع من كل الوجوه (( إسم الكتاب المنتظر / الجزء الثاني والثالث )) وهو مطروح للدراسة لمن يشاء