تشهد المنطقة أحداثا وتطوراتا غير مألوفة وغير مسبوقة تجري کلها على وقع وآثار وتداعيات تدخلات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيها، خصوصا وإن ظروف وأجواء توريط العراق ولبنان في حروب ومواجهات هما في غنى عنها تماما، قد باتت تخيم على هذين البلدين من جراء الدور المشبوه وغير المسٶول الذيتضطلع به أذرع هذا النظام في هذين البلدين، خصوصا وإن طهران تدفع بالاوضاع للتأزم حتى تجد في ذلك مايکفل لها إجراء صفقة ما لتخفيف الضغوط الدولية عليها.
ليست المرة الاولى وقطعا لن تکون الاخيرة التي يبادر فيها النظام الايراني لإستغلال ورقة تدخلاته ونفوذه في بلدان المنطقة وتوظيفها لصالحه، بل إنه دأب على هذا الامر تحت نظر وأسماع المجتمع الدولي وإنها حالة غريبة وشاذة جدا في هذا العصر الذي من الصعب عليه تقبل هکذا حالة ولاسيما في الالفية الثالثة بعد الميلاد ومايشهده العالم من تطور وتقدم تشهد قضايا حقوق الانسان الانسان والمرأة تطورا وتقدما ملموسا للأمام ولکن هذا النظام الذي بالاضافة الى قمع شعبه وسلبه لحقوقه وحرياته وإضطهاده للمرأة والنيل من کرامتها وإعتبارها الانساني، فإنه يريد أن يجعل بلدان وشعوب المنطقة الخاضعة له بمثابة دروع ومتاريس من أجل إبعاد الخطر عن نفسه والمغامرة والمجازفة على حساب الشعوب والبلدان الاخرى وهي تمثل بادرة شاذة لابد للمجتمع الدولي أن يتحمل تبعاتها وعليه أن يتحمل المسٶولية من أجل التصدي للنظام الايراني الذي يبدو إنه يستهين بالقوانين والانظمة المتعارف عليها دوليا ويجبر العالم على التکيف وفق قوانينه القرووسطائية بجعل أفکارا ومفاهيم دينية متطرفة بديلا وعوضا عن تلك القوانين والانظمة الدولية کما أکدت وتٶکد زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي وتحذر من ذلك بصورة مستمرة.
الاوضاع المتوترة في لبنان والعراق بسبب من تدخلات طهران ووصايتها على الاحزاب والميليشيات المتواجدة في هذين البلدين، من المثير للسخرية إن النظام ليس ينکر عمالة وتبعية هذه الاذرع له بل وإنه ينوب عنها علنا في الاعراب عن مواقف”عنترية” ضد إسرائيل، حيث إنه وفي الوقت الذي يحبس اللبنانيون أنفاسهمقلقا وخوفا من تکرار حربا کارثية شبيهة بحرب تموز 2006، وماتبعتها من آثار مدمرة، ولاسيما بعد حادثة الطائرتين الإسرائيليتين اللتين سقطتا في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، برز موقف “تصعيدي” للنظام الايراني، فقد نقلت وكالة يونيوز الموالية لطهران عن حسين أمير عبد اللهيان، المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، قوله إن “رد حزب الله على اعتداء إسرائيل سيكون قاصما”، السٶال ليس عن ماسيستفيد منه النظام الايراني من هکذا حرب مدمرة لو وقعت وإنما عن المبرر الذي يجب ذکره لکي يدفع الشعب اللبناني أو أي شعب آخر في المنطقة الفاتورة الباهضة للمغامرات الطائشة لطهران؟!