.
طالبت المعارضة التركية، الأحد، بتشكيل لجنة برلمانية؛ للتحقيق في الأحداث الإرهابية التي استهدفت الكرد خلال الفترة الممتدة بين شهري يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015.
جاءت هذه المطالبة على لسان ولي آغ بابا، نائب رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بحسب ما ذكره العديد من وسائل الإعلام التركية، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب المذكور.
جاءت هذه المطالبة على لسان ولي آغ بابا، نائب رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بحسب ما ذكره العديد من وسائل الإعلام التركية، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب المذكور.هذه المطالبة جاءت بعد تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داود أوغلو، السبت الماضي، وقال فيها: “إذا فتحت ملفات مكافحة الإرهاب سيكون هناك الكثيرون لا يمكنهم النظر في وجه الناس.. في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو و1 نوفمبر 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”.
داود أوغلو في تصريحاته كان يقصد ملف مكافحة الإرهاب في الفترة بين الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 7 يونيو ،2015 حيث تمكن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي من تحقيق الحد الأدنى للتمثيل البرلماني، وخسر فيها العدالة والتنمية الأغلبية، وبين قرار أردوغان بإعادة الانتخابات في 1 نوفمبر من العام ذاته بعد الإطاحة بمفاوضات السلام الكردية.
ولفت كذلك إلى أن الأحداث التي وقعت في 6 – 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، كانت سببًا في انهيار محادثات السلام مع الأكراد، قائلًا: “هذه الأحداث كانت وسيلة لنا لنتمكن من رؤية كيف تم القضاء على مفاوضات السلام مع الأكراد”.
هذا التصريحات جاءت خلال مشاركة داود أوغلو في احتفال بمدينة سكاريا، غربي البلاد؛ بمناسبة الذكرى السنوية الـ18 لتأسيس حزب العدالة والتنمية، بعد تجاهل الحزب دعوته إلى احتفالاته الرسمية، رغم كونه واحدا من المؤسسين.
ليخرج يوم الأحد، أكبر أحزاب المعارضة، ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق في تلك الأحدث، وقال ولي آغ بابا إن الهدف منها “هو التحقيق في كل من الأبعاد الأمنية والسياسية للتطورات التي شهدتها الفترة المحددة في عام 2015، بسبب إهمال هذه الفترة التي تعد واحدة من أكثر الفترات الحالكة في تاريخنا السياسي حتى اليوم”.
القيادي المعارض واصل تصريحاته قائلًا: “ظل الغموض الذي يكتنف العديد من القضايا المتعلقة بهجمات تفجير سوروج التي راح ضحيتها أكثر من 34 قتيلاً وإصابة 100 آخرين، وتفجير أنقرة الذي وقع في 10 أكتوبر وراح ضحيته 128 شخصًا وأصيب 508 آخرين، منهم 65 حالتهم خطيرة، وهجوم جيلان بينار الذي وقع في 22 يوليو، وأسفر عن مقتل ضابطتين شرطيين، سرًّا غامضًا يستجوب الضمير العام”.
وأوضح أن مسؤولي الحكومة لم يتخذوا التقرير الذي كشف عن وجود عناصر تنظيم “داعش” في تركيا والتحذيرات بشأنهم، لافتا إلى أنه نتيجة للأحداث غير العادية التي وقعت في الفترة ما بين 7 يونيو و1 نوفمبر، وصل العدالة والتنمية إلى السلطة من خلال انتخابات مبكرة، قبل أن يقيل أردوغان رئيس الوزراء داود أوغلو في تلك الفترة”.
كما ذكر أن “الجمهورية التركية عاشت أكثر فترة حرجة في تاريخها عقب الانتخابات البرلمانية 7 يونيو وإجراء انتخابات مبكرة في 1 نوفمبر، ثم حدثت محاولة الانقلاب العسكري في 15 يوليو/تموز 2016، ثم استفتاء 16 أبريل/نيسان، ثم تغيير نظام الحكم الذي ظل لمدة 95 عامًا واستبداله بنظام رئاسي”.
وأضاف: “نرى جميعًا أن العدالة والتنمية بدأ ينهار ويتفكك، والفترة من 7 يونيو إلى 1 نوفمبر تعتبر من أحلك فتراته كحزب، لذلك يقتضي الأمر كشف ملابسات تلك الفترة أمنيا وسياسيا بكافة أبعادها، وننتظر من داود أوغلو أن يكشف عما يعرفه بشكل عاجل، فهو شخص كان يومًا رئيس وزراء لهذا البلد، وهناك مسؤولية ملقاه على عاتقه أمام 82 مليون تركي”.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع حالة كبيرة من الانهيار والتفكك في صفوف حزب العدالة والتنمية، الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان، وانشقاق عدد من قيادييه السابقين، واتجاههم لتأسيس أحزاب سياسية جديدة لمناهضة حزبهم السابق، وفي مقدمتهم داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان.
وخلال الفترة بين 7 يونيو و1 نوفمبر، وقع العديد من التفجيرات والهجمات المجهولة في عدد من المدن، كان أبرزها ما وقع في مدينة سوروج بولاية شانلي أورفا، وداغليجا بولاية هكاري، وأنقرة، وديار بكر، مما أسفر عن سقوط قتلى بالعشرات في صفوف قوات الأمن ومئات من المدنيين.
وكان تقرير صادر عن مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي اتهم أردوغان بتكليف عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي بتنفيذ عملية إرهابية في أنقرة استهدفت تجمعا للأكراد، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم أكراد.
وفيما يلي أبرز الأحداث التي شهدتها تركيا خلال الفترة المذكورة:
5 يونيو/حزيران 2015: هجوم لتنظيم “داعش” يستهدف تجمعًا لحزب الشعوب الديمقراطي قبل الانتخابات بيومين يسفر عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة أكثر من 400 آخرين.
7 يونيو: إجراء الانتخابات البرلمانية التركية، وخسارة حزب العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة لأول مرة منذ أول انتخابات خاضها عام 2002، بعدما نال 40.87% من نسبة مقاعد البرلمان، مع فوز حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة بنسبة 24.95 %.
9 يوليو/تموز: تكليف أردوغان، أحمد داود أوغلو رئيس حزب العدالة والتنمية، وقتها، بتشكيل الحكومة.
11 يوليو: أعلن اتحاد المجتمعات الكردستانية (KCK) الهيئة الإدارية العليا لحزب العمال الكردستاني، انتهاء “وقف إطلاق النار”.
17 يوليو: أعلن أردوغان أنه لا يعترف بمفاوضات حكومة أحمد داود أوغلو الرسمية مع النواب الأكراد لحل القضية الكردية في قصر دولمه بهتشه بإسطنبول.
20 يوليو: فجّر انتحاري داعشي نفسه في مدينة سوروج ذات الأغلبية الكردية أسفر عن مقتل 34 شخصا على الأقل من الشباب الأكراد.
22 يوليو: مقتل اثنين من رجال الشرطة في فراشهما بمنزلهما في منطقة جيلان بينار ونسبت العملية إلى العمال الكردستاني.
23 يوليو: مقتل ضابط صف بنيران داعش على حدود مدينة كيليس المجاور لشمال سوريا. ومقتل شرطي آخر بنيران حزب العمال الكردستاني في مدينة ديار بكر.
24 يوليو: قصفت القوات الجوية التركية أهدافًا لداعش وحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل على حدود مع العراق وسوريا.. وشنت قوات الأمن حملة على أماكن وجود داعش وحزب العمال الكردستاني في عموم تركيا.
11 أغسطس/آب: أعلن أردوغان تعليق مفاوضات السلام مع الأكراد.
17 أغسطس: تعرض مكان تجمع للمواطنين الأكراد في مدينة ألانيا لهجوم مجهول.
20 أغسطس: قتل 4 من قوات الأمن في بلدة ليجا، وفي اليوم التالي سقط 8 من قوات الأمن في انفجار عبوة ناسفة في إحدى المدرعات العسكرية في مدينة سعرت.
25 أغسطس: أردوغان يعلن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد فشل الأحزاب في تشكيل حكومة ائتلافية.
5 سبتمبر/أيلول: أعلن حظر التجوال في مدينة جزيرة، وقتل نحو 20 مواطنًا من المدنيين.
6 سبتمبر: قتل 16 من الجيش التركي في بلدة داغليجا، في هجوم منسوب لحزب العمال الكردستاني.
8-9 سبتمبر: قتل 13 شرطيًّا في هجوم على معبر مدينة إغدير البر، وبولاية إغدير.
10 أكتوبر: وقع انفجاران في موقف الحافلات الرئيسي في العاصمة أنقرة، أسفر عن سقوط 103 مواطنين، معظمهم من الأكراد.
20 أكتوبر: قال داود أوغلو في مؤتمر جماهيري له في مدينة “وان” ذات الأغلبية الكردية: “إذا سقط حزب العدالة والتنمية، فستجوب العصابات الإرهابية في المنطقة”، في إشارة إلى تحكم الحزب في عمل الجماعات الإرهابية.
وتشير التقارير الرسمية إلى أن الفترة المذكورة شهدت مقتل 453 من عناصر حزب العمال الكردستاني، و106 من المدنيين، خلال العمليات التي شنتها قوات الأمن، بالإضافة إلى مقتل 242 آخر في التفجيرات التي شهدتها مدينة سوروج وأنقرة، ليرتفع إجمالي القتلى في هذه الفترة التي تحدث عنها داود أوغلو إلى 862 شخصا.