بلا شك فاننا لا نبالغ اذا قلنا بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو حزب جماهيري عام تخطى حاجز القومية ودخل في اطر الاممية، ليقبل بكل مختلف عنه ماعدا الارهاب والتطرف بجميع اشكاله والوانه، حيث يضم الحزب بين ثناياه جميع المكونات والاديان والمذاهب فمنذ المؤتمر الثالث عام 1953 انتهج الحزب فكرا وعملا قريبا من الاممية ووضع اسسا لقيادة كوردستان بمفهوف مختلف عن المفهوم القومي المتطرف مع اعتزازه الكبير بالهوية القومية.
اما من ناحية قبوله بالتعددية الحزبية فانه مع الاتزان الكبير لحاملي فكر البارتي ونهج البارزاني العادل وتخرج سياسيين باعداد كبيرة من معهد الكوادر الخاص به وهم يتمتعون بقدر كبير من المسؤولية وخبرة دبلوماسية واصول السياسة المفعمة بالعدالة الاجتماعية والتجدد الحقيقي المتواصل مع التطوارات العالمية في المفاهيم الديمقراطية ومع انفتاح قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الراي الاخر وفتحها المجال لتاسيس احزاب وتيارات وافكار قسم منها يختلف ايديولوجيا مع مفاهيم الديمقراطي الكوردستاني، لكن حكومة اقليم كورستان المتمثلة باعضاء وكوادر الديمقراطي الكوردستاني المنتخبة شرعيا من قبل الشعب منحت الاجازات لتاسيس الاحزاب وفق الضوابط القانونية المنصوصة في دستور الاقليم، واليوم هناك عشرات الاحزاب والحركات في اقليم كوردستان تأسست بعد استلام الديمقراطي الكوردستاني للسلطة في الاقليم ، وهذه تعتبر ترجمة للمفهوم الديمقراطي الذي ينتهجه الحزب الديمقراطي الكوردستاني وايضا ترجمة لنهج البارزاني الخالد بالاعتراف بالاخر ومنحه حرية الراي والتعبير ، وهي حالة صحية كونها إحدى الدلالات على التعددية المنظومية والفكرية وتعبيراً سياسياً على مسألة قبول الآخر والتعايش معه وهي كذلك ضرورة تاريخية في صيرورة حياة المجتمعات ومؤسساتها المختلفة، وانا اقول بان أي حزب او حركة او تيار مهما كان تأسيسه حديثا او قديما مناضلا ثوريا او سياسيا دبلوماسيا وتمكن ان يكسب ثقة الجماهير من خلال عمله العادل وخدمته لاهله وناسه وشعبه يستحق ان يقود أي منطقة يفوز بها فثقة الشعب واعطاء الصوت للحزب هي حالة تاتي من كمية العطاء الذي يقدمه ذلك الحزب لذلك نرى بان الديمقراطي الكوردستاني برغم جميع سياسات العداء الممارسة ضده من السلطات في بغداد وبعض الدول الاقليمية الجارة لكنه متصدر دائما على جميع منافسيه وجميع الانتخابات العراقية والكوردستانية في العقدين الماضيين اثبتت ذلك .
هناك من يعتبر حالة التعدد الحزبي في كوردستان شيء من التشتت السياسي مستندا الى فكر الحزب الواحد الذي يكرس الدكتاتورية والسلطوية لكنها في حقيقة المجتمعات الديمقراطية حالة صحية وصحيحة لاظهار الاخطاء ان وجدت لدى السلطة وتصحيحها ، والمعروف عن المجتمع الكوردستاني هو مجتمع مكوناتي ولكل مكون حصته بالمشاركة في القرار الرئيسي من بناء وازدهار الاقليم ومهما كان عدد الاحزاب الوطنية متوازنا مع النسبة السكانية للاقليم مايؤدي الى الاستقرار وتصحيح المسارات وانجاز الشراكة الحقيقية في الحكم .
في الختام نبارك لانفسنا ولاقليم كوردستان امكانية ترسيخ نهج البارزاني العادل في سياسة الحكم لاقليم كوردستان من خلال كوادر الديمقراطي الكوردستاني الذين استطاعوا ان يترجموا الحالة الفكرية السياسية ضمن أطر محددة ومتباينة وتَكَون عندنا العديد من القوى والكتل السياسية لادارة الاقليم مشتركة فيما بينها وهذا مايؤدي الى وحدة كوردستان ايديولوجيا في القمة مع الاختلافات الموجودة احيانا في الية العمل للوصول الى الهدف المنشود .