الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاخبار منوعةلوحة بنت احبها المجتمع العراقي، لمن تعود؟"

لوحة بنت احبها المجتمع العراقي، لمن تعود؟”

 


من اطياف وشذرات الماضي لوحة بنت احبها المجتمع العراقي، لمن تعود؟”

لا تشمل التعددية في العراق مكوناته المجتمعية فقط، بل مستوى ثقافة ومهنية وانواع جمال نسائه أيضاً، لقد ارتقت المرأة في الحضارة العراقية وتبوأت المراتب العليا فهي: الام، والكاهنة العضمى “البتول”، والمانحة للحياة، والملكة الراعية، والمثقفة والشاعرة، وربة البيت، والفلاحة المنتجة، و الحبيبة و و.. ، وقد صارت ايقونة ثابتة، في العراق تنوع جمال محير، للشمال واطرافها بدور تنور ليلا لبياضهن وسحرهن، الجمال الاشوري المتمثل بالملكة سميراميس، بغداد لها جمال وخفة دم، وغمازات”رصعات” ساحرة ربانية، اور وبابل سحر لعينيها السومرية كالالهة انانا والملكة شعباد، عيناها الواسعتين الجميلتين لوزيتين كحيلتين، غالباً ما تتراوح ألوانهما بين الأخضر والبني والأسود، وتعتبر العيون اللوزية من أجمل أشكال العيون، لما فيها من جاذبية وسحر، ملامحها، جاذبيتها، ومفاتنها البابلية، والملكة ميديا التي من حب الملك لها بنى لها جنائن المعلقة، سحر وجاذبية، ولون بشرتها السمراء، مع شعرها الأسود كسواد الليل، وانحناءاتها الأنثوية، إذ تتمتّع أكثرية النساء العراقيات بقوامٍ مثير، كما لا يحب حجب ملامح الفتيات الفلاحات، ولا حجب جمال الفتاة الجنوبية، وخاصة الريفية التي تستل شعرها لغسله في مياه الاهوار او في نهري دجلة والفرات وفروعها الكثيرة، كذلك تعبير الحزن كون المرأة الريفية تحل شعرها عند اللطم في المآتم وعاشوراء وبعض الاحيان يكشفن عن صدورهن بالاضافة الى شعرهن، اما المرأة البدوية فبشرتها سمراء وعيون حوراء لوزية، تفيض بالنار التي تقدح من احداقهن السود، هؤلاء النسوة كثيرات الاهتمام بمظهرهم وازيائهم، خلاخل القدم كانت و ما زالت رمزاً لجمال المرأة العراقية، كانت خلاخل القدم تستخدم عند بعض الحضارات الأخرى، ففي الحضارة السومرية القديمة و الحضارة الآشورية القديمة كانت المرأة ترتدي قطع من الخلاخل في قدميها، و كان يحدد المستوي المادي من الثراء وقتها الذي تعيش فيه المرأة، كذلك كانت المرأة البدوية تستخدم خلاخل القدم لتبرز جمال قدميها. 

المسافرين الأجانب ومنهم الفنانون، ذهلوا بطبيعة الشرق والثقافة الإسلامية منذ القرون الوسطي، وبينت أن الاستشراق مستمد من نظرة الغرب إلى الشرق الذي يضم بالنسبة للمستشرق كلا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وكانوا يصفونه بأنه الأرض التي تشرق عليها الشمس، فصورة الشرق فى المخيلة الغربية تأثرت بشكل كبير بما أنتجه المستشرقون، فهم “وصفوا الشرق باعتباره مؤنثا،ً ثرواته خصبة، ورموزه الأساسية هى: “المرأة الشهوانية، والحريم، والحاكم المستبد”، هكذا يقول ممدوح الشيخ فى كتابه “الاستشراق الجنسى” الصادر عن “دار ابن رشد” فى القاهرة، أن بعض المفكرين والرحالة فى كتاباتهم عن الشرق، الذى كان مجهولا لشعوبهم آنذاك، صوروا المرأة الشرقية كائنا “يقدم المتعة”، ولهذا فإن الجسد الأنثوى كان الأكثر حضورا ودلالة فى لوحات المستشرقين، وخصوصا من الذين شكلت لهم “ألف ليلة وليلة” مرجعية وجدانية ألهبت خيالهم عن الشرق ونسائه، حيث استمروا “التلاعب بصورة الحياة الشرقية” على نحو يتسم بكثير من المبالغة، فقد تعلق المستشرق الايطالي ديللافاليه بالعراقية معاني بنت حبيب جويريدة التي التقاها في بغداد عام 1614 فتزوجها، في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر بدأ التوجّه الأوروبي إلى دول الشرق: كمصر، والجزائر، والعراق، وسوريا ، في صراعات البريطانيين والإسبان والروس والفرنسيين على تلك البلاد، وعلاقاتهم مع المركز الإسلامي الأوّل “تركيا”، ومعهم انتقل الباحثون والفنانون لزيارة ذلك السحر، وإن الغرب كان يحتاج إلى هذا التكريس لتبرير احتلاله للشرق الذى تم تصويره على أنه “المؤنث الأبدى”، ولهذا لقد كان التصوّر الأوروبي عن الشرق سحرياً وفردوساً مفقوداً في أوروبا، وبدأو ينبهرون بالرؤى الشرقيّة، وسحرها العميق الشبيه بسحر الفردوس الناعم وقصصه المثيرة. وهذا كان أحد الأسباب التي جعلت المستشرقين، يتّجهون لرؤية ذلك العالم على الأرض، وقد وردت قصص عن عشاق غير عرب استحوذت على قلوبهم جميلات من العراق.
حظي العراق وبلاد الشام باهتمام كبير من قبل المبعوثين والمستشرقين الغربيين، الذين جالوا ودرسوها في القرن التاسع عشر، ذلك القرن الذي شهد ظهور المشروع الاستعماري الغربي الطامح للسيطرة على العالم القديم، وعالمنا العربي بطبيعة الحال جزء أساسي من ذلك العالم.
فبعد فشل حملة نابليون على بلاد الشام وتوقفها عند أسوار عكا، بدأت حمى التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا، وكان لابد من دراسة هذه البلاد وإرسال التقارير عنها من قبل المبعوثين والجواسيس تمهيداً لعقد الصفقات مع تشكيلاتها الاجتماعية المختلفة، وخلق الحلفاء والموالين من زعماء العشائر والطوائف لباريس أو للندن كخطوة سابقة على التدخل المباشر ووضع اليد عليها بعد اقتسام تركة “الرجل المريض”، أي السلطنة العثمانية، التي تأجل الإجهاز عليها نهائياً قرابة نصف قرن، لحين تقاسم التركة بشكل متفق عليه بين الدول الاستعمارية الصاعدة آنذاك، وهي بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية.‏
فبعد نشوب الحرب العالمية الاولى عام 1914 وتحالف العثمانيين مع ألمانيا ضد الحلفاء الأوروبيين بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، انقطعت خطوط المواصلات الاستراتيجية لبريطانيا مع مستعمراتها، وهو ما يعني انقطاع شريان الإمدادات الحيوية للحرب وإصابة الحياة العامة البريطانية بالشلل، حيث إن بريطانيا تعتمد في مواردها وموادها الأولية على الخارج، وكان احتلال العراق من بين عدد من الأهداف التي تسعى إليها بريطانيا استراتيجياً تخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فبعض من الضباط الانكليز روادت مخيلتهم سحر الشرق وجمال نسائهم وما قرأو حكايات الف ليلة وليلة، جعلتهم يفتشون عن النساء الجميلات.

استهوتني فكرة الكتابة عن لوحة الفتاة العراقية من خلال قرائتي لكتاب ارسل الي من استاذي الدكتور والموسوعي مجيد القيسي بعنوان<رحلتي في تأريخ الاهوار وبين عربها…”المعدان”>، تأليف المهندس الاستشاري منذر عبد الجبار البكر شقيق زميلنا في منظمة الطاقة الذرية الاستاذ منقذ، ونجل ابوالنخلة العراقية عالم البصرة الذي لم يخلفه احد في اختصاصه الاستاذ عبد الجبار البكر.
رحلتي في تاريخ عرب الأهوار – المعدان 
كما هو معلوم احتلت المرأةعلى الدوام مساحة حقيقية في الفن كما بيناه اعلاه، والكثير من هذه اللوحات أثارت جدلاً، وبقيت في الخلود، كونها تروي قصص نساء دخلن متحف التاريخ، من منا لم يسمع عن لوحة بنت عراقية فاق جمالها الخيال وبات كل منا يفكر ما هو السر وراء هذه اللوحة؟، لا يقف الرسم عند اللوحة والفرشاة بالنسبة لأسم، فالفن هو مرآة الروح، يعكس تلقائياً ما بداخلها، ويوصل قدرتها على الإبداع، قد لا تصنف هذه اللوحة ضمن الأعمال الفنّية التي تثير الحزن أو تبعث على البهجة والارتياح، لكنها مع ذلك تحمل فكرة إنسانية عظيمة وتثير أجمل وأنبل ما في النفس الإنسانية من مشاعر وأحاسيس، وبالنظر إلى مضمونها العاطفي والإنساني العميق.
لوحة الفتاة العراقية، تناولها الرواة وكتبت المقالات، طالما تغنى الشعراء والادباء بجمالها، وغنى باسمها المطربون، وقد أصبحت تشكل مصدر إلهام للعديد من فناني الرسم، فيها جمال الروح والنفس والحزن، وتثير أجمل وأنبل ما في النفس الإنسانية من مشاعر وأحاسيس التي ميزت شخصيتها، هذا النموذج الجماليّ الأنثوي على ذائقة أجيال كاملة من العرب والكرد والترك والمسيحيين في العراق، فقد انتشرت اللوحة في الاردن وبعض من الدول العربية، واستنسخت مرارا وتكرارا، مثلما استلهم المغنون الشعبيون والمسرحيون من جمالها وحكايتها الحزينة أعمالا فنية لاقت رواجاً لافتاً، فهذا المطرب الشعبي البحريني عيسى بدر يقول في إحدى أغانيه (بنت المعيدي سافرت قطر أربعة شهور ما جاني خبر) وفي المسرح قدم المخرج العراقي محسن العزاوي مسرحية اعتمدت على أسطورة (بنت المعيدي)، والمسلسل الاجتماعي العراقي الذي يحمل عنوان بنت المعيدي، وهو من تأليف الكاتب العراقي عادل كاظم الذي كتب أهم الأعمال الدرامية العراقية مثل النسر وعيون المدينة والذئب وعيون المدينة وحكايات المدن الثلاث وغيرها، وظهرت العديد من قصائد الشعر التي تستمد من مضمون اللوحة موضوعا لها، اللوحة كأنها اسطورة قومية، وكانت تسمى بمسميات عدة، بصفتها مضرب الأمثال عن الجمال العالي،
تمثلت اللوحة بحكايات كثيرة تحكي قصصا مشهورة في العديد من محافظات العراق، وتعد أشهرها على الإطلاق لوحة “بنت المعيدي”
سردت اللوحة التي زينت لعقود جدران البيوت والمقاهي ومحلات الموبيليات لعقود اربع من القرن الماضي قصصاً وحكايات واقعية، بعضها تنبئ عن فرح وأخرى عن حزن، وغيرها من الاحاسيس، بعد السبعينات بدأت اللوحة بالاختفاء التدريجي، لله درك ياعراق الجميل.

في الجنوب والوسط، يطلق عليها لوحة بنت المعيدي:
المعدان” اللون العراقي الأزرق، القادمون من متاهة التاريخ، والماضون إلى متاهاته الأبعد، “معيدي او معدان” تطلق على الذين يسكنون مناطق الأهوار، ويعتنون بتربية الجاموس ويعتبرونها مهنتهم الأولى، إضافة لممارستهم صيد الطيور والأسماك وصناعة الحصران (البواري)، وصناعة (القيمر والالبان)، وفي الاهوار تداخل الإنسان والماء وعاشا بجبروت واحد، يقول الباحث العراقي عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق إن المعدان أو المعادي هم مجموعة تمتهن تربية الجواميس كما أنه يقول إنه لا يرى أثراً للهنود أو الإيرانيين فيهم، ويعتقد أنهم السكان الأصليين، والزعم بوجود أصل عراقي قديم فيهم مثل الأصل السومري لا يتجاوز حدود التخرصات ” والكلام للعزاوي”، حيث يذكر أن الكل متفقون على أنهم عرب، اما المؤرخ الشيخ عبد القادر آل باش أعيان في موسوعة تاريخ البصرة الكبير(الجزء الأول)، فيذكر:

أن أصولهم هندية جلبهم الإسكندر المقدوني الكبير معه وجلبوا جواميسهم معهم وأن أغلب ملامحهم وهيأتهم هندية كما أن الجاموس لم يكن معروفا في بلاد العرب لشحة المياه في الجزيرة العربية، أما الباحث مالوان في احدى محاضراته فيقول:

إن الأصول السومرية والبابلية والأكدية ما زالت باقية عند أجناس من البشر هم اليوم سكان الأهوار الداخلية ويطلقون عليهم لقب “المعدان”، وهناك عدة رؤى وإفتراضات لإصول تلك الشريحة الأصيلة من الناس تعيدهم إلى العصور الحضارية الأولى، وهناك رأي اخر يقول إنهم خليط من عدة عناصر عربية وعراقية قديمة، وكان الفنان العراقي جواد سليم من خلدهم في أعماله وكان أول من قدم لوحة لهم، وتبعه آخرون، فكان حضورهم واضحا في التشكيل العراقي.

ان بنت المعيدي فتاة من منطقة الاهوار، وإسمها جميلة ولدت في عام 1904 في لواء العمارة، واحدى الروايات الفرعية تؤكد إنها إبنة فلاح بسيط، بينما ترى الرواية الثانية إنها إبنة أحد مربي الجاموس من سكنة الأهوار، تبدأ القصة بحادثة مفادها إن ضابطا إنكليزيا في حقبة الثلاثينيات وكان ضمن الحملة البريطانية على العراق، شاهد بمحض المصادفة هذه المرأة فبهره جمالها، ووقع في غرامها يسأل الضابط عن عائلتها، ويوسط بعض المقربين من اسرتها للزواج منها، وأمام الرفض الشديد يصل الامر بهذا العسكري إلى أن يرسل وفدا من وجهاء وشيوخ مدينة العمارة لطلب يد الفتاة الجميلة ..، إلا أن والدها وعشيرتها يرفضون بشدة تنفيذ رغبة هذا البريطاني المحتل ..، وتنقل الرواية عن أحد أعمام الفتاة أحتجاجه الشديد بقوله (أما يكفي إحتلالهم للعراق .. هذه المرة يريدون الزواج من بناتنا ..) ويتواصل سرد الحكاية إلى منعطف دراماتيكي عندما يبيت الضابط في سره امرا خطيرا .. فقد وضع خطة لخطف بنت المعيدي والرحيل بها إلى بريطانيا ، وبالفعل حقق مراده وخطف الفتاة وحلق بها على متن طائرة عسكرية ، ليتزوجها وينجب منها ولدا !!، شظايا وحكايات ثم تتشظى نهاية الحكاية إلى حكايات تختتم دائما بنهايات مأساوية إذ تبين لنا إن هذا الضابط وأسمه (نكسن)كان متزوجا، وإن زوجته البريطانية أرادت أن تنتقم من السيدة التي جاء بها زوجها من أهوار الجنوب العراقي فعمدت إلى قتل رضيعها بطريقه بشعة، فجن جنون بنت المعيدي فقتلت الضابط وزوجته وهربت متنقلة بين البلدان إلى أن حطت رحالها أخيرا في قريتها الاولى بينما يروي اخرون إنها رفضت الزواج منه، وقفزت من الطائرة وهربت إلى أعماق الأهوار لتعيش هناك حياة بدائية معتمدة على صيد الاسماك، وفي كل الحالات يعبر العسكري البريطاني عن غرامه ويرسم لوحة رائعة لتلك السيدة الجميلة التي رفضته، ومما روي عنها أنه كان لها خصلات شعر كثيف متموج بغزارة على كتفها طويل يصل الى ركبتها وحين تمشي، فكانت طيور الهور تسرع لتحوم حول رأسها مبتهجة، ووجها فهو اكثر حسنا من البدر .. يسحر كل من ينظر اليه ولا يستطيع اي رجل ان يصمد ويقف امام نظرة عيونها ورقة ابتسامتها، ويُذكر أن قتال قد حدث بين شباب القرية وابناء عشيرتها من اجلها اكثر من مرة لكن والدها كان يطلب اكثر مما تتحمله ميزانية كل واحد من الخاطبين، ناهيك عن الاشعار والمواويل التي كتبت عنها الى جانب الاغاني التي غالبا ما تسمعها في المقاهي بالإضافة الى صورتها المنتشرة في كل مكان حيث رسمها عدد من الفنانين الشعبين..

وقصة ثانية تقول:

ان مكان القصة في الكسارة وهي قرية تقع اطراف هور الحويزة وان الفتاة اسمها بدرية ووالدها داود الهيلجي يعمل في صناعة الحصير والقص باضافة الى تربية الجاموس وبيع الحليب والقيمر، وقد احتل الانكليز القرية، وبدرية فآجئت العسكر هناك بجمالها السحري وشعرها الغزير الطويل وطول قامتها وشموخ صدرها، فوقع احد الضباط بحبها، فاختطفها وهرب بها الى انكلترا.
وقصة ثالثة تقول :
أستأجرت الحامية الإنكليزية في بداية العشرينيات من القرن العشرين بيتاً في تلك المنطقة (كريطعة) والتي تقع على شط الحلة. وفي كل يوم يقوم الجنود وهم من (السيكوالكركة) (الهنود) بتنظيف مكان على الشاطئ، ويجلس الضابط الإنكليزي على كرسي مخصص له، ويبدأ بالتحديق بوجوه النساء اللائي يأتين إلى الشاطئ لغسل الأواني (المواعين) و(الملابس) فإذا ما أعجب الضابط بوجه إحدى تلكم النساء يرسل (مراسله) (الفلاح) لتكريم هذا الوجه الجميل بإعطائها روبية،
وإستمر هذا الحال لفترة طويلة، وكانت لهذا الفلاح، – المراسل – بنت جميلة، فأغرته (الروبيات) وحدث نفسه لماذا لا يفلح هو بتلك (الروبيات) عن طريق ابنته وكان ذلك، أعجب الضابط الإنكليزي هذا الوجه الجميل فأحبته وأحبها، فطلب منها السفر معه إلى إنكلترا والزواج بها وكان ذلك أيضاً، وكان للضابط صديق مصور التقط لهذا الوجه الصبوح صورة أو (عدة صور)، وثارت ثائرة والد الفتاة، فأقام عليه دعوى في إحدى بيوتات الحلة المشهورة وحضر الضابط والفتاة وخيرت الفتاة بين العودة إلى بيت أبيها أو البقاء مع زوجها الإنكليزي ففضلت الخيار الثاني، وكان إسمها (جديلة بنت عمران).
وقصة رابعة تقول: وهي ان صاحبة الصورة من اهالي طويريج وتعود زمن القصة الى ايام بناء جسر طويريج الحديدي، فاعجب ضابط انكليزي باحدى الفتيات حيث كن يمررن بجانب بناء الجسر، فاحبها، واغراها، وسرقها، وتزوجها.
وقصة خامسة تقول: تزوج ضابط بريطاني في البصرة من إحدى بنات البصرة وكانت مسيحية لجمالها المفرط وهي أبنة إحدى الخياطات وأخذها معه إلى لندن.
وفي الشمال يطلقون على الفتاة:
في الموصل قالوا انها عربية واطلقوا عليها ” بنت الحدباء ” للتأكيد انها موصلية.

كتبت / ئه فين چرمگا مادة تحت عنوان:موناليزا كوردستان هي ألأجمل من موناليزا دافينشيََ!!

https://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/menouats/675-2012-09-25-19-02-20.html

والكورد يطلقون على الفتاة (كچي كافروش) اي بنت التبان مما يعني ان اباها بائع تتن، ويرى اخرون ان التبان اسم عشيرة كردية، تقول القصة ان رجل فقير يبيع التتن، وكان ايضا يعمل في خدمة ضابط انكليزي، فكان يطلب منه احضار فتاة كل ليلة لتخدمه مقابل بعض المال، فكان الرجل يلبي رغبة الضابط، وكان يكثر سؤاله الفتيات عن تعامل الضابط معهن، فشهدن بانه لم يأت بأي فعل شائن، ولم يتحرش بهن، فدفع هذا الرجل الى التفكير في احضار ابنته لتقوم بخدمة الضابط ، فينال المال الذي يقدمه له، قبل الضابط عرض الرجل، فجائت ابنته لتخدمه كل ليلة، لكن الضابط هاله جمالها، فهام بها وشغف بها شغفاً شديداً، وعندما رفض ابوها تزويجها اياه، خطفها وهرب بها الى انكلترا، وهناك ابدع الرسام برسمها، فكان للوحة أكبر الأثر في مشاعر أجيال متتالية من الشعب الكرديّ ، وأسطورة قومية لهم، حتى أن كل منزل هناك لا يكاد يخلو منها في لحظةٍ ما، وكانت تُسمى (الكردية) بصفتها مَضْرَب الأمثال عن الجمال العالي، وغنّى باسمها المطربون الكرد، عام 1950 ثم عام 1970.

القصة التركمانية لها لمسات مختلفة مع ان المضمون قد يتطابق مع القصة الكردية، فيقول التركمان ان والد الفتاة فاطمة ” صمانجي قيزي” كان يعمل بائعاً للتتن، من اسرة تركمانية من مدينة اربيل من الحي السكني القديم الواقع في احضان قلعتها التاريخية استنادا الى روايات موثوقة لاشخاص يعرفونها جيدا ويرتبطون بعائلتها بصلة القرابة يسكنون محلة قلعة اربيل، عندما يتطرق من خلالها الى اصل قصة هذه الفتاة الحسناء مسجلا : وتأخذ القصة طابعاً رومانسياً ان الفتاة انبهر بجمالها الضابط الانكليزي حين رآها وهي تكنس عتبة دارهم، وبعد وساطات كثيرة مع الوجهاء، وبعد اسلامه، تزوجها ثم اخذها الى انكلترا، حيث كانوا يعيشون بسعادة ورخاء، وتخفيفاً لشوق اهلها، استعان زوجها بفنان ليرسمها ، وفد ادهش جمالها الرسام، فابدع تلك اللوحة، وارسلها زوجها الى اسرتها ليخفف عنها لوعة الفراق عندما قامت شركة طباعة بريطانية بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع، لتزدان بها بيوت قلعة اربيل وبمن ثم باقي المدن الاخرى، وقصة اخرى تقول: اغرم بها ضابط انكليزي، فخطفها وهرب بها الى انكلترا.
ولفريد ثيسجر الرحالة الإنكليزي الشهير يبحث عن الفتاة الجميلة الفاتنة المسماة بنت المعيدي وموناليزا العراق، وقد أحبها حين رأى صورتها في مقهى ببغداد، تأخذه الحيرة والمتاهات بين الحكايات التي تدور حولها وبين الكثيرين الذين يريدون أن ينسبوها لهم فهي معيدية عربية، تركمانية، كردية، آشورية! لكنه يقضي زمناً في الأهوار باحثاً عنها بين من سماهم عرب الأهوار، والكاتب الذي يعود من المنفى بعد فراق لوطنه استمر قرابة ثلاثين عاماً مستذكراً الحب القديم، وحبيبته الحسناء التي هجرته، معتقدا أن كل شيء قد انقضى؛ لكن ما ينهض من رماد الحب والحنين والهجران لا يمكن التكهن به!.
ان ما هو مرجح بأن قصص او روايات اللوحة كلها حقيقية، لكن الصورة هي لواحدة فقط سواء كانت، ” بنت المعيدي”، او “كيجي كافروش”، او “صمانجي قيزي”، او “بنت الخياطة” او “بنت الحدباء”، والمرجح هي لوحة فاطمة بنت صمانجي قيزي ابنة التبان، او كيجي لافروش، التي ينسجم بياض بشرتها مع اهل الشمال، فهي تبدو سيدة في مطلع العشرينيات تتألق على جيدها ثلاثة عقود جميلة، الأول من حبات لؤلؤية صغيرة تشكل خمسة أطواق ينسجم بياضها مع بياض البشرة الناعمة، والثاني من خرز لؤلؤي أكبر حجماً، بينما يبدو العقد الثالث ذهبياً تتوسطه جوهرة كبيرة الحجم تتدلى على الجزء الأعلى من صدرها، وبطريقة ملكية بهية، تعلو رأس صاحبة الصورة قبعة على شكل تاج، تتألق في قمتها تشكيلات زهرية مصنوعة من قماش الدانتيلا والمصممة على هيئة عقال عربي.،تغرق هذه التفاصيل المدهشة ببحر من خصلات شعرها البني التي تنتشر متموجة بغزارة على كتفيها لتغمر جزءاً من ثوبها الأحمر المطرز بخرز وأقراص لماعة، هي رمز للجمال العراقي الصارخ الحزين، التي عشقها العراقيون نصف قرن منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى سبعينياته، ظلت تلعب هذه الوحة دورا جماليا وثقافيا مدهشاً في مخيلة العراقيين، كانوا يعلقونها على جدار غرفة الضيوف، إلى جانب صورة صاحب البيت، أو بموازاة صورة الملك غازي ثاني الملوك أو من تلاه من حكام العراق بوصفها ملكة تتربع على عرش الجمال بلا منافس، حتى اصحاب المقاهي، والباعة في دكاكينهم الصغيرة، واصحاب الحمامات العامة، والمطببون الشعبيون، وصاغة الذهب، لا تعييهم الحيلة في ايجاد مطرح مناسب يليق باللوحة، يتباهون بتعليقها أمام انظار زبائنهم، اثارت مخيلة الناس قديما وكانت مضرب المثل في الجمال، تتجلى صورة المرأة نموذجاً للجمال الانثوي القوي البدائي الساطع الذي يجمع بين المنعة عن الوقوع في شراك الحب بسهولة، وإمكانية أن يستسلم للحب الحقيقي، بطريقة دراماتيكية، كما انها تعطي اللوحة نكهة وحياة، كونها سراً من أسرار الكونية.
وخير ما فعل في الوقت الحاضر الفنان التشكيلي محمود فهمي عندما استدع الذاكرة الحية باعتماده من خلال تفصيل مركبات عناصر هوية الحدث ومكوناته التي تعتمد ترتيب الشخوص على وفق سردها الحكائي، وإعادة تمثيل ما محته ذاكرة بعد السبعينات من القرن الماضي، مثل ما يحدث مع إعادة رسم ( بنت المعيدي)،

كما ان الاستاذة الدكتورة المرحومة وسماء الاغا الفنانة التشكيلية اعادت رسمها لتبقى حاضرة بعد ان طواها النسيان، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular