بدأت صفحة “مليونية” تحمل اسم وزير الشباب والرياضة أحمد العبيدي، نشاطها منذ فجر السبت. مسؤول الصفحة استهل مشواره بنشر صورة شخصية للوزير وهو يضع كفاً على آخر، وينتصب لالتقاط صورة أمام العلم العراقي، مبتسماً، وبعيون تُحدق في العدسة. لكن مشوار هذه الصفحة لم يبدأ منذ الأمس بل قبل ذلك بكثير.. قبل أن يُفكر العبيدي بتولي وزارة الرياضة، وبالتأكيد قبل أن يتفق ائتلافا الفتح وسائرون على ترشيح عادل عبدالمهدي رئيساً للوزراء، خارج الضوابط الدستورية التي تحتم تحديد كتلة أكبر، لتولد كابينة عبدالمهدي بشخوصها الذين من بينهم الوزير العبيدي.
طموح رقمي متصاعد
بالعودة إلى ملف “النشاط الفيسبوكي” لوزير الرياضة والشباب، ظهرت صفحة على فيسبوك، في (15 كانون الاول 2018)، حملت اسم ” د . احمد رياض” لكنها لم تحصد حتى الآن سوى 151 ألف اعجاب، وهو رقم لا يبدو أنه يلبي الطموح. في اليوم التالي (16 كانون الاول 2018) ظهرت صفحة أخرى باسم “وزير الشباب والرياضة العراقي الدكتور احمد العبيدي”، ورغم مرور نحو عام على توليه الوزارة، لم ينضم للصفحة أكثر من 19 الف شخص. لكن محاولات وضع قدم في مربع الصفحات المليونية، لم تتوقف. حيث دخلت صفحة جديدة باسم الوزير إلى الخدمة، السبت (7 أيلول 2019) حملت اسم ” المكتب الاعلامي لوزير الشباب والرياضة”، على يسارها، أكثر من مليون وربع المليون مُعجب!. وُلِدت عملاقة..اقتحمت الصفحة المليونية الجديدة عالم فيسبوك، ، لم تكبر وتترعرع شأن صفحات الفيسبوك التقليدية، بل وُلِدت عملاقة، بـ مليون و300 ألف مُعجب، لكن مراجعة السجلات، كشفت أن الصفحة التي حملت اسم الوزير منذ 24 ساعة، يتجاوز عمرها في العالم الأزرق 4 سنوات، حيث تم انشاؤها وفقاً للسجلات عام 2014!.
“حياة ما قبل الاستيزار في فيسبوك..”
و”عاشت” الصفحة الجديدة التي تحمل اسم العبيدي، في “حياتها السابقة”، بعيداً عن السياسة، حيث حملت اسم ” Worry Ends when Faith begins88″ أي “ينتهي القلق، حين يبدأ الإيمان”، ويبدو أنها كانت مخصصة لنشر المواعظ أو الحكم الدينية، كما تُظهر السجلات أنها مازالت تُدار من “مسقط رأسها” في مصر!. ويبدو أن منشئ الصفحة، كان قد أنشأ نسختين، الاولى عام 2012، حملت الإسم (ينتهي القلق حين يبدأ الإيمان)، كما انشأ أخرى عام 2014 حملت الإسم ذاته، خصصها للبيع، وكانت من نصيب المكتب الاعلامي للوزير العبيدي. خبير في مجال التواصل الاجتماعي، قال إن إشارة فيسبوك إلى ادارة الصفحة من مصر، قد يتعلق بأن الموقع يستغرق فترة طويلة ليحدث بيانات المدراء الجدد، ويستبدل مواقع اقامة المدراء السابقين في مصر، ببيانات المدراء الجدد، في العراق.
صفقة خاسرة!
الخبير التقني،قال إن “الوزير أو مكتبه الإعلامي، ربما أبرم صفقة خاسرة، فرغم أن الصفحة تحمل مليون معجب، لكنهم مُعجبون مصريون، وهم بالضرورة لا يكترثون لأخبار وزارة الرياضة العراقية، وتدريجياً سيحجبون الأخبار غير المهمة بالنسبة لهم التي تأتي من الصفحة، وتلقائياً سيكون هذا العدد من المُعجبين، بلا فائدة، على مستوى التفاعل، وربما يُمكن الاستفادة منه من أجل “البرستيج” حيث يتضايق الكثير من المسؤولين حين يلاحظون ان صفحاتهم لا تحوي عدداً مليونياً يناسب مقاماتهم”!. يضيف “على الأرجح، تم شراء هذه الصفحة بالطرق المعروفة، حيث يزدحم مزاد فيسبوك بآلاف الصفحات المعروضة للبيع، والتي يرتفع او ينخفض ثمنها تبعاً لأعداد المعجبين، وكذلك جنسياتهم، وهو ما يبدو أن الجهة التي كلفت بترتيب هذه الصفقة، لم تلتفت إليه، فالصفحات التي تحمل اعجابات من متفاعلين مصريين لا تناسب الاستخدام في العراق، والعكس صحيح، لذا فإننا ننصح بأن ينتبه المسؤولون او الأشخاص الذين يرومون شراء صفحات مليونية لتمنح متابعيهم شعوراً بالأهمية، أن ينتبهوا إلى مصادر زوار الصفحة المُراد شراؤها”.