بحزاني نت
في10/9/2019
وقد جاء ذلك في بيان ورد لبحزاني نت ذكر فيه: لطالما كانت العودة إلى الدين الايزيدي معضلة تواجه المجتمع الايزيدي، وتحديدا الذين أرغموا في وقت سابق للخروج من الدين الايزيدي، حيث تم الاقرار وبا الاجماع بترحيب عودة هؤلاء , لدينهم التاريخي (الدين الايزيدي). كما اقروا بتشكيل هيئة دينية الايزيدية عفرين لمتابعة وإدارة أمورهم الدينية ، واتخذوا العديد من القرارات .
وهذا النص الكامل للبيان
خطوة تاريخية جريئة من ايزيديي عفرين نحو الحفاظ على الهوية الايزيدي
تعرض الإيزيديون على مر العصور للعديد من الويلات و الإبادات الجماعية ،التي كانت دائما غاية الغزاة منها اقتلاع الوجود التاريخي لأبناء هذه الديانة التوحيدية المسالمة. التي قدمت الكثير للبشرية عبر مراحلها التاريخية الطويلة من ثقافات وقوانين والتعامل الحضاري والانساني والتعايش السلمي المشترك لابنائها مع كل من حولهم من باقي مكونات المنطقة ، ورغم تكرار هذه الإبادات إلا أنها فشلت في إنهاء الوجود الإيزيدي وإرثها التاريخي والروحي والانساني وظلت تعاليم هذه الديانة تتوارث عبر الاجيال واستطاعت ان تحافظ الايزدياتي على ميثيولوجيتها وخصوصيتها التاريخية والروحانية والانسانية بكل صدق وأمان , فبقيت الروحية الانسانية واحترام قناعة الاخر , من انبل الاركان الدينية لدى الايزيديين محتفظين بها ،روحا وعملا..
فنظرا الى مستجدات العصر والاوضاع الحالية للايزيديين وتشتتهم في انحاء العالم ، بات من الضروري مواكبة هذه الأحداث والتغييرات وتقييم تاثيراتها التي فُرضت نتائجها علينا وخاصة بعد الاحداث الدامية الاليمة التي حدث للايزيديين في سنجار بعد , 03.08.2014على يد العصابات الارهابية التكفيرية وبعد الاحداث الاليمة لإيزيديي سوريا وخاصة ايزيديي منطقة عفرين بعد الحرب المدمرة في سوريا منذ 2011 مما ادى الى تشتت قسم كبير من الايزيديين في بلدان العالم وخاصة الى المجتمعات الاوربية التي فيها المتغيرات المخيفة تفرض نفسها على جميع نواحي الحياة مما يهدد وجودنا الديني و التاريخي ان لم نحسن التعامل معها ،مما يفرض علينا ذلك الواقع الجديد الجرئة والشجاعة والعقلانية لحماية انفسنا من خلال الاحتواء والتعامل الايجابي مع المستجدات .
فضمن كل هذه المتغيرات ,وكما يورد في ادبياتنا الدينية, بان العقل هدية من الله علينا ان نفكر ونتحاور به للوصول الى ماهو الافضل والانسب في معالجة مشاكلنا وتشخيص المخاطر التي تهدد وجودنا ,والاستفادة من المستجدات الايجابية التي تفرض علينا , لنزيد هذه الديانة قوة وتاثيرا وانتشارا ونمضي به بثقة اكبر نحوا المستقبل وتامين الحماية الكافية لوجودها وديمومتها واستمرارها و الحفاظ على هرمها الروحي والاجتماعي وتعريف الاوساط العالمية باالايزدياتي بشكل صحيح لقطع الطرق امام مفاهيم مسيئة و ابادات مجددة .
لذا ارتئينا نحن كايزيديي منطقة عفرين المنتشيرين في انحاء العالم وخاصة في البلدان الاوروبية والاسكندنافية ان نشارك آلام ومخاوف شعبنا و تراثنا الديني بتحمل مسؤلياتنا التاريخية في هذا المجال , فبعد مشاورات طويلة مع شريحة واسعة من ايزيديي منطقة عفرين في كافة اماكن تواجدهم من رجال الدين والمثقفين والقانونيين والناشطين في الشأن الايزيدي وخاصة المرجعية الايزيدية في منطقة عفرين (الشيخ محمد خليل كالو) ومعه جميع رجال الدين الايزيدي في عفرين .
فبعد مباركة الجميع لهذه الخطوة التاريخية التي كان لابد منها ,وبعد العمل والتحضيرات والنقاشات البينية لشهور طويلة .
وبمبادرة خاصة من الشيخ عصمت بريمو وبجهود بعض من الاخوة النشطاء في الشان الايزيدي تمت وبدعوة خاصة نخبة من ايزيديي منطقة عفرين الى هذا الاجتماع التشاوري .
أقيم هذا اللقاء في مدينة بون الألمانية بتاريخ 20.07.2019 وبحضور 35 شخصية ايزيدية دينية واجتماعية وقانونية من معظم البلدان الاوروبية و15 شخصية اخرى بمشاركات صوتية من الذين لم يحالفهم الحظ في الحضور من المتواجدين في داخل منطقة عفرين وفي تركيا و كردستان العراق و لبنان وسويسرا والدانمارك .
تم افتتاح هذا الاجتماع التاريخي بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الايزيدية عبر التاريخ الى يومنا هذا وعلى كل الارواح التي ازهقت من اجل قيم الانسانية اينما كان , ثم بتراتيل دينية من الشيخ علي بريمو , وبعدها تم وضع جدول العمل وتحديد المواضيع التي من الواجب مناقشتها في هذا اللقاء بشكل جماعي.
حيث تم البحث والنقاش مطولًا حول المشاكل التي تواجه المجتمع الايزيدي وتهدد بقاءه في مناطقهم التاريخية أو في البلدان التي هاجروا إليها. فبعد مناقشات اخوية غيورة وحضارية وديمقراطية والشعور العالي بالمسؤولية التاريخية تجاه هذا الدين وتراثه الانساني الكبير والتي تعتبر خطوة تاريخية اولى من نوعه يقدم عليها الايزيديون في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تعصف بهم , تم الخروج بالتوصيات والقرارات التالية .
1- االعودة لمن يرغب الى ديانته الاصلية ( الايزيدية)
لطالما كانت العودة إلى الدين الايزيدي معضلة تواجه المجتمع الايزيدي، وتحديدا الذين أرغموا في وقت سابق للخروج من الدين الايزيدي، حيث تم الاقرار وبالاجماع بترحيب عودة هؤلاء لدينهم التاريخي (الدين الايزيدي) ,مع قبول واحترام رغبة هؤلاء العائدين طوعا لان اللقاء مجددا مع تراث اجدادهم هو واجب انساني وتاريخي لان الحفاظ على الخصوصية الذاتية والمثيولوجية الاثنية حق مشروع تقره جميع القوانين الانسانية مع احترامنا لكل الشعوب بخصوصياتهم ومعتقدادتهم على ان يكون مسالما و يحترم حسن الجوار . واغنى المجتمعون آرائهم بنصوص دينية ايزيدية عديدة واضحة ,وأخذوا بعين الاعتبار الواقع الجديد الذي أنتجت عنه حالات كثيرة لأشخاص يرغبون بالعودة للدين الايزيدي ولا يريدون ان يتحملون ذنوب آبائهم أو أجدادهم حين ارغموا بالخروج من الدين الايزيدي تحت ظروف كانت تشبه إلى حد ما الظروف التي مرّ بها الايزيديون أثناء هجمات داعش وقبلها من الابادات الجماعية والفرمانات التي الحقت بهم .
لذا سوف يتم تشكيل هيئة دينية لتنظيم امورهم الدينية لاحقا.
2 – إشكالية الزواج من خارج الدين الايزيدي
فيما يتعلق بالحالات الفردية الخاصة للزواج من خارج الدين الايزيدي , أكد المجتمعون انهم ليسوا مع هذه الخطوة ولا يشجعون هذه الحالات، ولكن حالات خاصة اذا حدثت عنوة عن الاهل والقوانين الايزيدية المتبعة ، أكد المجتمعون بان صاحب العلاقة يتحمل مسؤولية تصرفه الشخصي وليس للمرجعية الدينية علاقة بذلك مع التاكيد على اهمية عدم قطع صلات التواصل مع هذه الحالات الخاصة و احتضان شبابنا وبناتنا قدر الامكان ومنعهم من الضياع ,وخاصة مع تزايد ظهور هذه الحالات الزواجية في المجتمعات الاوروبية وهي تتسع مع الوقت.
3 – التزواج بين أفراد الطبقات الدينية والحالات الخاصة
نظرا لوجود هذه الحالات الخاصة منذ حوالي سبعون عاما تقريبا داخل المجتمع الايزيدي في منطقة عفرين, فكان جل اهتمامهم وتفكيرهم انذاك ,في كيفية حماية هويتهم الدينية من الاضمحلال والضياع , بعد انحصارهم في وسط جغرافي ضيق واضطهاد ديني مستمر من الآخر كاد يهدد وجودهم . لذا وقف المجتمعون بشكل مطول وجدي عند هذا الموضوع و اهمية تنظيمه بشكل يحمي الوجود الايزيدي لهذه الحالات , لذا تكمن الاهمية هنا في احترام الهوية الدينية للهؤلاء وتنظيمهم ضمن التعامل الايجابي مع هذه الحالات الخاصة التي فرضت عليهم ,لاستحالت العودة منها بعد هذه الفترة الطويلة من تداخل زواج الطبقات بين ابنائها واحفادها ,وخاصة اذا ادركنا بان حالات جديدة ومتزايدة سيفرضها التطور التاريخي علينا باستمرار وباشكال مختلفة.
. لذا يفرض علينا استمرارية الحياة لديننا بعدم ترك ابنائنا من الابتعاد عن الايزيدياتي بسبب هذه الحالات الخاصة او اخطاء داخلية ان حدث ,فتم التاكيد والاقرار بالاجماع على احتضانهم كايزيديين على ان يكون اصل (الطبقة الدينية) للاطفال يعود للاباء حسب ما يرد في نصوصنا الدينية .
4 – الايزيدية والزارادشتية .
كون الايزيدية ديانة قديمة , تشعبت منه عبر التطور الطبيعي للتاريخ الكثير من الاديان والمذاهب والاعتقادات ومن ثم تحولوا الى اديان مستقلة مع تطور الزمن ومجريات التاريخ ومنها الزرادشتية مثالا .
فأكد المجتمعون أن الديانتين الايزيدية والزرداشتية لديهما أركان وقواعد دينية مختلفة .رغم تواجد نقاط يشترك بها الكثير من الاديان فيما بينها. وخاصة ان الزرادشتية هي ديانة حسب الكثير من المصادر ومنها النقوش الاثرية الاشورية بان الزرادشتية قد شاعت في ميديا بحوالي سنة 714 قبل الميلاد .. اما الايزيدية حسب نصوصنا الدينية والكثير من المصادر التاريخية هي من اقدم الديانات التي ظهرت على الارض حيث تواجدت مع التواجد البشري يتجلى ذلك واضحا في نصوصنا الدينية وخاصة في قول الخليقة ( أفراندنا دنيايي ) و قولي (زبوني مكسور ).
5 – الديانة الايزيدية وهويتها القومية
ان الديانة الايزيدية جزء لايتجزء من الشعب الكردي بكل آلامه وآماله ،بل انها ديانته التاريخية والجغرافية ,وان التراث الديني الايزيدي من خلال العادات والتقاليد والنصوص الدينية كان ومازال كالقلعة التي حافظت على الهوية التراثية والميثيولوجية الكردية من الضياع على مر العصور وان كانت هذه الهوية تعرضت الى الكثير من الويلات والابادات من قبل الكثيرين من اخوتهم الكرد ايضا , بعض ان اعتنق دينا اخر واصبح لهم ساجدين و لكن التراث الديني الايزيدي علمنا دائما بان الانسانية فوق كل شئ ولايستطيع احد ان يقتل فينا هذه الانسانية مهما فعلوا .فبقي الايزيديون محافظين على المفهوم الانساني لديانتهم رغم كل الماسي التي حلت بهم .فقط ظلوا محافظين على التعايش الاخوي وحسن الجوار واحترام الاخر .
وانطلاقا من هذا المفهوم الانساني للدين الايزيدي راى المجتمعون بانه من الواجب عدم تسييس الدين وخضوعه لولاءات سياسية او حزبية من اي طرف كان ويجب الحفاظ على استقلاليته وقيمته الاهوتية مع كامل تقديرنا واحترامنا لكل التنظيما ت السياسية والفكرية.
وضمن هذا الاطار الانساني العام للدين الايزيدي واستنادا على نصوصنا الدينية راى المجتمعون وبالاجماع بانه من المناسب لديننا وتطورنا البشري والتطورات التي حصل على المستوى العالمي للاديان عامة , ان نرحب بعودة كل من يرغب العودة الى جذوره الاصلية (الايزيدياتية ) وبذلك يكون العودة المقدسة والصحيحة للاصل والتاريخ وانعاش التراث الديني الكردي الاصيل من جديد.
كما رأى المجتمعون ان الايزيدية كانت دائما ديانة تؤمن بالحوار وبتعدد الاراء والافكار ضمن الاطار الديني العام المسالم , لذا راى المجتمعون احترام الرغبة الشخصية للهوية القومية او الدينية لكل فرد حسب قناعته هي محل احترام وتقدير على ان يرى فيه الانسان الايزيدي نفسه من اي موقع كان خادما لتراثه الديني العام وجامعا لشمل ابنائه وناشرا لثقافته السمحاء.
6 – الشخصيات الدينية وضرورة توجيه سلوكهم في خدمة الدين والمجتمع.
أكد المجتمعون بان قدسية الدين وحماية كيانه وتراثه الانساني , يقتضي ان تكون الشخصيات الدينية لائقة في حمل رسالتها والتعبير عنها واداء وظيفتها , لذا فتنظيم أمور هذه الشخصيات الدينية كل حسب كفائته ووظيفته وطبقته الدينية بما يتناسب مع تراثنا الديني واجب ديني مقدس .كون الشخصية الدينية يمثل دينه في المجتمع والاوساط الاجتماعية العامة , لذا على رجل الدين او من يريد حمل عباءة الدين ان يتحلى بمواصفات وشروط لائقة لوظيفته الدينية من الاخلاق والتسامح والمعرفة الصحيحة للدين وغير مسيس في سلوكه وان يكون ذو شخصية معتبرة للجميع كون رجل الديني الايزيدي كان دائما عبر التاريخ مثالا يقتدى به في سلوكه وتواضعه ونبل اخلاقه وعلمه مما اكسبه مكانة قدسية في مجتمعه .
لذا العالم الديني هو من يخول له النطق بعلوم الدين ويجب على العلمدار نقل ما تعلمه بين الناس بمنتهى الدقة والامان وعدم التلاعب بمضامينه ,لذا كانت المقامات الدينية مرقدا لشفاء الكثيرين من الامراض نتيجة اخلاصهم الصادق وتماسكهم الروحي بتراثهم الديني .
لذا نرى من الاجحاف والاساءة الى الدين ان نسمي الاشخاص بصفات لاهوتية ,ان لم يكن لائقا لهذا المقام ولم يتوفر فيه هذه الصفات ،ويكون بذلك اساءة للدين ومكانته ،فهذا كنا دائما نشجعه ونتمسك به كايزيديي منطقة عفرين حرمة للدين واحتراما لشخصه اللائق للمقام الديني كما ينبهنا على ذلك العديد من النصوص الدينية الايزيدية .
7 – التوصيات اكد المشاركون :
ا – بان الايزيدية بحاجة الى قيادة كفوءة جماعية وان تمتلك روح المعرفة والشجاعة في تحمل مسؤلياتها التاريخية وقادرة على معالجة المشاكل والصعوبات التي يفرزها التطور التاريخي للعصر بمشاركة ايزيديي كل البلدان في قراراتها كباقي الاديان الاخرى .
ب – عدم قيام المجلس الروحاني الاعلى ورئيسه ومستشاريه بجمع وتدوين النصوص الدينية في كتاب واحد الى الان ولحاجة المجتمع الايزيدي القصوى الى ذلك, مما ادى الى كل من اتيحت له الفرصة في جمع وتدوين ونشر مااستطاع اليه بما يتناسب مع اهوائه وافاقه وامكانياته مما اساء بذلك كثيرا الى المكانة الاهوتية للدين ,مع التقدير الكبير لجهود الكثيرين الذين قاموا بهذه المهمة الشاقة بامان واخلاص حفاظا على نقاوة التراث الديني ونشرها.
ث – اقامة علاقات حوارية اخوية مع جميع الاديان والمذاهب والمعتقدات وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها الايزيدييون .
د – تقديم جميع هذه المقررات والتوصيات التي خرج بها الاجتماع التشاوري الى المرجع الديني في عفرين وتوابعها الشيخ محمد خليل كالو لابداء رايه الديني بذلك ومباركته خطواته والمصادقة على مضمونه ليكون نافذا بموجب نصوصنا الدينية .
وبالختام نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من شارك وساهم بهذا اللقاء التشاوري سواء كان بالحضور او المراسلة او النصائح او المباركة او الكتابة وخاصة الاخوة الذين قطعوا مسافات طويلة من البلدان الاوربية للمساهمة في تنوير هذه الخطوة التاريخية كما نستميح العذر من الاخوة الذين لم يحالفهم الحظ في الحضور او الدعوة على امل اللقاء في المرات القادمة لان خدمة الايزدياتي يجب ان يكون مستمرا .
فبعد مباركت المرجع الديني الايزيدي ومعه جميع رجال الدين الايزيدي في عفرين وتوابعها لجميع القرارات والتوصيات التي خرج بها هذا اللقاء التشاوري صدر هذا البيان الختامي التاريخي كخطوة جريئة لابد منها للحفاظ على الهوية الدينية الايزيدية وديمومة استمرارها وتقوية مكانتها .
داعين الله وطاوسي ملك ان يبارك اعمالنا ويسدد خطانا بما نقوم به في خدمة الايزيديين و الايزدياتية .
المصادقة من المرجع الديني الايزيدي في عفرين وتوابعها.
الشيخ محمد خليل كالو
06.09.2019
عن اللقاء التشاوري الشيخ عصمت بريمو
في جميع الحالات الأكراد جميعاً (الئيزدي والمسلم) هم في نفس الكفة سياسياً وعسكرياً, بالنسبة لغير الكورد خاصةً في تركيا التي تحتل عفرين علناً وشمال العراق سراً حالياً , فعودتهم أو عدم عودتهم أو قل دمجهم أو عدم دمجهم, لن يزيد أو ينقص من معاناتهم , وفي النهاية فكلهم ئيزديون زرادشتيون أسلموا في أوقاتٍ متأخرة مثل البهدينان الذين فرض عليهم الإسلام بعد الشيخ عدي خاصةً في العهد العثماني , وكل كوردي أو فارسي خارج دائرة الإسلام الحقيقي الآن هو داسني , حتى لو لم يكن قد تعرف على الشيخ عدي مثل الكاكئيين والكلهور والمستعربين الدروز , فالعودة إلى دينهم الحقيقي الزرادشتي الممثل اليوم بالئيزديين ، ليس شيئاً غريباً . ولا مشكلة في تجاوز بعض الأفراد في الزواج بعد الإضطهادات المريرة ولا بأس من التوقف عنها وعدم تكرارها للمحافظة على الهوية ولا يجوز الإنقطاع عنهم بل توفر لهم كل التسهيلات لمن إضطر لذلك
الكيفية والشروط : أن تكون الشمس هي القبلة ومحور الدين عدا الهوامش الأخرى , لنا شهادة تضم الفقرات الاساسية في الدين الئيزدي أهمها التعميد وضمان غسل المتوفي بيد الشيخ والبير المعروفين بالوراثة مع إختزال الرسم السنوي , الذي بدأ إنتقاده بين الئيزديين الآن بل ستكون زيارة أُخوّة سنوياً , ولهم أبيار من مجتمعهم هم وهم يعرفونهم بإمكانهم إتخاذ بير الغسل الديني (الرسم) منهم , ولا أعرف نوع العلاقة بين الابيار والكرمانج
بالنسبة للنقطة الرابعة : لا توجد أية إختلافات بين الدين الداسني الئيزدي والدين الزرادشتي ، الركائز هي نفسها ( الشمس والنار والثور) لا يُمكن لأحد أن يثبت غيرها, والثوابت هي نفسها تقديس ((الماء والزاد والنار)) ((دُر , سُر , نور) + التعميد , عناصر الطبيعة هي من فم زرادشت نفسه ( الماء , التراب , الهواء , النار ) …….الخرقة المقدسة من أبي مسلم الخراساني الساساني الزرادشتي ,
في 714 قبل الميلاد لم يكن زرادشت قد ولد, إنما كان الدين المزديسني الذي لا يزال حياً حتى اليوم داسني الذي عرف بالئيزدي بعد الشيخ عدي وبعد 630 هجرية فقط وليس قبلها بيوم , وهو نفسه الدين الميثرائي الباقي حتى اليوم تتسمى به عشيرة سنجارية إسمها جوانا ميهركان , أما تعليمات زرادشت التي أضيفت إليها فقد حدث في زمن دارا الأول 500 قبل اليلاد واستمر ديناً رسمياً للدولة حتى الغزو الغسلامي , والإختلافات الكثيرة الهامشية بين الئيزدية ولزرادشتية فهي بسبب البعد الجغرافي والزماني بين طوائفها بعد الإسلام وحتى قبل الإسلام فلا يمكن أن تكون معتقدات أفغانستان وسورية والعراق متشابهة تماماً
خطوة مباركة …أرجو أن تلقى صداها على اختلاف اطياف الإيزديين لكي ندفع بالدين بالتكيف مع الظروف والضوابط الإجتماعية والإبتعاد أخيراً عن القوقعة الي تؤدي إلى إندثار إرثنا الديني والحضاري