بسم الله الرحمن الرحيم
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ويستمر الإفك في كل يوم وأسبوع وشهر وسنة ولم يتعلم القوم من الدروس العملية)(165 أل عمران).
(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً) (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
ويحاصر الأقلام مدة فيضاق بهم الأرض وأنفسهم لعلهم يتلقون درساً، هم يرون ويسمعون عسى وعلا يفهمون ويفهمون ولا يلقون أنفسهم رغبة عن نفسهم.
هذا حال المثقف الشرقي في تعاملهم مع خصمهم وأتباعهم، لا تطور ولا علاج مع أنفسهم أولاً وحل مشاكلهم الداخلية بين أفرادها، والخارجية مع من يضعون العراقيل، إن نهج القلم الحاقد عملياً مبنياً على الحقد والكراهية، ولم يكن يوماً ما نظرياً.
قلم المثقف الشرقي لم يقدم يوماً شرحاً ووجهة نظر ورؤية للمستقبل، إنما كثير الصمت يعمل ويفسد لذاته اللعينة ولا يتكلم بشكل حضاري وواضح.
تراهم ميزتهم من المواقف لا يميزون بالمعرفة الذهنية ولا بأصوات العامة، فأي معتقد، دروسهم العملية والنظرية لا تكاد تعرفهم إلا من إذاعتهم(أفواههم) وقليل تتعرف عليهم من سمائهم وأفاعلهم.
جلهم يرفعون شعارات يرفعها الجميع وينامون تحتها مكتفين بمجرد الانتساب للعمل الثقافي، ويرفعون الشعارات ويتعصبون لها ويقولون نحن له وغيرنا تنك مصدي.
إذاً ما هو المطلوب حين تعرضون ثقافتكم على العموم والخاصة فينا، وأن ننبههم على أمر واضحة المعالم وأن نقف مع كل حدث وبدعوة جادة، وأن لا يكون المفاهيم نظرية، بل من الواقع.
وليكن طاعتنا سمعاً وتسليماً بكل ما جاء به هذا القلم حبره من ماء دجلة والفرات ومن ملاين العيون النابعة من الأرض، سوف نقول لهذا القلم السمع والطاعة والاقتداء به واجتناب ما ينهى عنه، هو السبيل.
انبهر العالم بحضارتهم وغرنا تقدمهم ولغتهم وطريق عيشهم، انبهرنا بعقولهم وطريق تفكيرهم واختراعاتهم، انبهرنا بحبهم الخاضع لجميع الأمم والشعوب والناس وحتى البهائم.
نعم انبهرنا بحلاوة لسانهم عن الحرية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير يا أصحاب الأقلام المغرورة، قل ما تشاء وافعل كما تشاء، لأن العامة من شعبك لا يهمك، ولا دين يحكمك ولا دولة ولا قانون يضع لك الحدود، فهل تدرون من أنتم.
تضحكون على عقول من الضعفاء لأنهم على الفطرة وحبهم للسلام والعيش كما يعيش الآخر بالفطرة، وتقولون بأنكم أعطيتموهم الأمان وأقنعتموهم بالكلام فصدقوكم وأنتم تعلمون ما تخططون، ولا تعكسون الأمر في بلادكم وعلى شعبكم الجائع وتظهرون لهم قوتكم وأن شعبكم في أحلى معيشة وحياة جميلة وردية، وتخفون حقيقة جرائمكم وفسادكم التي تخجل حتى البهائم منكم.
تخفون حقيقة حريتهم ولا تحسبون يوماً ينقلب عليكم، وتخادعون في القال والقيل، لكن الآن كفى لكم، وأقولها بصراحة لنفسي ولغيري من الأحرار أولاً، ألا يكفينا انقياداً وطاعة لكم، ألسنا معجبون بعلمنا البسيط وعقولنا المحدود، هل تدرون ما تفعلون تمثلون وتغنون وتلبسون على أنغامهم وتتركون وتلحقون بالجديد الفاسد، ألا تدرون بأنكم تجرون خلفهم كالأنعام، متى تعودون لطموحات أجدادكم.
أنتم في بدايتكم بهذه الشكلية فكيف نهايتكم، عليكم العودة بدون خجل ولا تخشون من شيء، فكل ما تراه ولا ليغرك سيتبرأ منك الأقارب وحتى أباك وأخيك وأمك وزوجتك وأولادك، فما بالك اليوم وضعك المفسد.
عد يا فهمان يا شاطر يا فهلوي يا مغرور لنفسك ولشعبك والأقربون فحبك وطاعتك لهو خير من الدنيا وما فيها، عد للشهامة أجدادك عد للأرض وأزح الترب الكريهة من على جسدك وأكمل مشوار العظماء، هم طلبوا العزة والنصر واحقاق الحقوق، فانصر نفسك ثم مناديك بالوعد الصادق الأمين.
أخي أختي وإلى أصحاب الأقلام عودوا لرشدكم وتجنبوا النجاسة، وأزلوها بتراب وماء وطنكم، أقصد ما في القلب والعقل، ولا تكن دمية يحركونك كما يشاؤون، أين عزتك وكبرياءك فأنتَ وأنتِ لا تسمحوا لأحد يتحكمون فيكم كالأنعام، أفيقوا أفيقوا.
12-9-2019م