يمکن القول بأن المعارضة الايرانية الفعالة والمتواجدة في الساحة ونقصد بها تحديدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، قد نجحت والى حد ملموس في إخراج مشکلة النظام الايراني ورفض الشعب الايراني له من داخل الإطار الايراني وجعلها مشکلة إقليمية ودولية، وهذا يعني إن مشکلة مواجهة النظام الايراني وتغييره ليست مهمة مقتصرة على الشعب الايراني وإنما هي أکبر وأوسع من ذلك ويجب أن تشمل دائرة أکبر لأن النظام الايراني لايشکل خطرا وتهديدا على الشعب الايراني وإنما يعتبر أيضا تهديدا جديا على بلدان المنطقة والعالم وهو السبب والعامل الاکبر وراء عدم إستتباب الامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الاسباب والمبررات التي قادتها المقاومة الايرانية لإثبات حقيقة إن مهمة مواجهة النظام الايراني وإجراء التغيير الجذري في طهران ليست مهمة خاصة بالشعب الايراني رغم إنه المعني الاساسي بها، تتجلى في کون إن هذا النظام قد إستفاد من علاقاته السياسية والاقتصادية مع دول العلام وقام بتوظيفها ضد الشعب الايراني وهو إستمد ويستمد القوة والاستمرارية على البقاء من علاقاته الدولية والانفتاح عليه، خصوصا وإن بلدان العالم لازالت تنأى بنفسها عن دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية کما إنها لازالت لم تعترف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة رسمية کممثل رسمي عن الشعب الايراني على الرغم من إن هذا المجلس قد کان له دور إيجابي بالنسبة لدول المنطقة والعالم ولاسيما عندما قام بفضح مخططات ومٶامرات هذا النظام ضدها وقام بکشف الکثير من المعلومات بالغة الخطورة بهذا الصدد ويکفي أن نشير الى دوره في فضح الجانب العسکري من البرنامج النووي وکذلك تدخلاته في بلدان المنطقة وشبکاته الارهابية التخريبية في المنطقة والعالم.
تقديم أکثر من 120 ألف قربانا من أجل الحرية من قبل المقاومة الايرانية خلال مواجهتها ضد هذا النظام يثبت للعالم العزم الراسخ لهذه المعارضة الوطنية التي أثبتت ومن خلال البرنامج ذو النقاط العشرة التي أعلنتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، کونها تٶسس لإيران حرة مسالمة تٶمن بالتعايش السلمي بين الشعوب وتسعى من أجل إيران خالية من الاسلحة النووية، کما إنها ومن خلال دورها القيادي في الانتفاضة الاخيرة ونشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة داخل إيران، بأنها قوة سياسية مٶثرة وفعالة يعتد بها في المعادلة السياسية الايرانية القائمة وإن دعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية وفتح مکاتب لها في بلدان العالم، وفي نفس الوقت سحب الاعتراف بهذا النظام، قد صارت خطوات لابد من القيام بها من جانب المجتمع الدولي بإعتبارها أفضل خارطة طريق للجم وتحجيم هذا النظام وسحب البساط من تحت أقدامه.