حتى الأسبوع الماضي، كانت الداعشية الألمانية أميمة عبدي (34 عاما)، تعمل مترجمة ومنظمة للفعاليات في مدينة هامبورغ الألمانية، وتعيش حياة هادئة ومستقرة ، لكن كل ذلك تغيّر عندما انتهى الهاتف الذكي الذي استخدمته في توثيق يومياتها في مدينتي الرقة وحمص وفقدته هناك ، إلى أيدي صحافية عربية ، ليفضح رحلتها مع تنظيم داعش في سوريا وعلاقتها مع أبرز قادته، ويرسلها إلى السجن.
أرملة لداعشيين
واعتقلت السلطات الألمانية، أميمة عبدي، وهي أرملة اثنين من أشهر قادة تنظيم داعش الألمان ، ووالدة لـ 3 أطفال ، بعد حوالي 5 أشهر من التحقيق، على خلفية نشر صور وثّقت رحلتها من ألمانيا إلى أراضي التنظيم بسوريا عام 2011، وكشفت تفاصيل عن حياة أميمة داخل التنظيم وعلاقتها بأبرز قادته.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الأربعاء، إن أميمة عبدي قد شوهدت أثناء نقلها على متن طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة على أيدي ضباط ملثمين الأسبوع الماضي.
مترجمة ومنسقة حفلات
وتفجرت قصة أميمة التي كانت تعمل مترجمة ومنسقة حفلات وتعيش حياة هادئة في ألمانيا، عندما وقع الهاتف الذكي الذي كانت تستخدمه أثناء انضمامها إلى تنظيم داعش بسوريا وأضاعته، في أيدي الصحافية بقناة الآن التلفزيونية جنان موسى، التي نجحت في فتحه واستخراج كنز من المعلومات، يكشف الجانب المظلم من حياتها التي نجحت في إخفائه على سلطات بلادها منذ حوالي 3 سنوات بعد عودتها من سوريا.
واحتوى الهاتف على عشرات الصور والوثائق التي تفضح علاقتها بالتنظيم ، وثقت لرحلة التطرف التي بدأت من ألمانيا وانتهت فيها أيضا ، حيث ظهرت وهي تتوسط أعلاما سوداء وملصقات دعائية وعمائم داعش وثيابه، وفي صور أخرى وهي حاملة لبندقية كلاشينكوف، كما ظهر أبناؤها في صور يلبسون عمائم داعش ويرفعون رايات التنظيم ويلعبون بالسلاح ، وابنتها الكبرى (8 سنوات)وهي تلبس الحجاب، ثم تطور الأمر وبدأت تلبس النقاب، بعد أن انخرطت في مدرسة تابعة لداعش .
من أصول تونسية
وبدأت حياة أميمة وهي من أصول تونسية، مع التطرف، عندما تزوجت شخصا يدعى نادر حضرة ، الذي انتقل لاحقا إلى سوريا، وتبعته رفقة أولادها الثلاثة، لكنه لقي حتفه في جبهات القتال ، فتزوجت الداعشي الألماني الشهير مغني الراب “ديزو دوج” الذي تحول إلى مقاتل في التنظيم ، لكنه قتل في مطلع عام 2018 ، وعادت المرأة إلى ألمانيا برفقة أطفالها الثلاثة ، من دون أن يكتشف أحد أمرها ، وتسترجع حياتها الطبيعية ، بعد أن نزعت النقاب ودخلت سوق الشغل .
إلا أن السؤال يبقى بعد كل تلك الخبايا، كيف تمكنت أميمة من الإفلات من العقاب، والعيش بسلام في ألمانيا دون أي ملاحقة؟!