.
عائلة صدام ..
( مقتطفات من كتاب : استجواب الرئيس )
(تأليف : جون نيكسون مكتب.التحقيقات الامريكيه ) ..
??كان صدام يمتنع عن التحدث عن زوجته بما يتجاوز الإعراب عن تعلقه بها. سألته عن مكان وجودها ولكنه قال: لن أطلعكم على ذلك. ..ثم حين سألته عن زوجته الثانية، سميرة الشهبندر بدت عليه معالم.الانزعاج. كان صدام قد أوجد شرخا خطيرا في عائلته لدى ارتباطه بزوجة ثانية، الأمر الذي يقره الدين الإسلامي. كان صدام يفضل صحبة سميرة على صحبة زوجته (الرسمية) ساجدة، السيدة الأولى في جمهورية
العراق. شعرت ساجدة بألم عميق، بعد أن كانت تغض النظر عن.غرامياته المتكررة. وأسفر الأمر عن التنافر بين صدام وأقربائه من آل.طلفاح الذين مكنوه من تسلق السلم السياسي. قال صدام: لن أتحدث عنهم. لدينا مقولة مفادها أن النساء منعزلات. لا تحدث عنهن ولا علاقة لهن بالشؤون السياسية.
??كما كان الموضوع قد أثار غضب عدي الذي كان مقربا جدا من والدته، وكان يشمئز من أي شخص أو أي شيء يؤذيها. وقام عدي بقتل خادم صدام الشخصي، كامل حنا، في أواخر الثمانينيات، وكان البعض قد تكهن بأن عدي قد أزعجه قيام حنا بجلب.النساء ليعاشرهن صدام. قلنا لصدام إننا نتعاطف معه ولكننا كنا ملزمين بطرح هذه الأسئلة. ذكرته بأن نجل سميرة من زوجها الأول كان يتدرب على الطيران في
الولايات المتحدة في التسعينيات. وحين اكتشفت وسائل الإعلام هذه الصلة، بادر الصحافيون على الفور إلى التكهن باحتمال الأمر حلقة مفقودة في اعتداءات الحادي عشر من أيلول. أوضحت له بأننا على علم بأن سميرة كانت مضيفة وأن زوجها السابق كان رئيسا للخطوط الجوية العراقية، وكان من الطبيعي لدى العائلات العربية أن يتبع الابن الأكبر مهنة والده، فقال صدام إن هذه هي الحقيقة. ..
??ثم سألته عن الشائعات القائلة إنه قد أنجب ولدا من سميرة اسمه علي. عندئذ كانت ملامح صدام تشير إلى شعوره بالألم الشديد كما بدا أكثر انزعاجا من ذي قبل، ثم قال: إن أقريت بذلك فهل ستقتلونه كما قتلتم عدي وقصي ؟؟
نظرت إلى الدكتاتور العراقي وأخبرته بأني لم أقتل أحدا. ثم عدت بإصرار إلى سؤالي، فقال صدام أخيرا: لدينا مقولة عربية مفادها أن الذين ينجبون أطفالا نعتبرهم متزوجين، سواء تم عقد القران أو لم يتم. والذين لا أطفال لديهم نعتبرهم غير متزوجين. هذا كل ما سأقوله.
فسرنا ذلك على أنه تأكيد بأنه وسميرة لديهما بالفعل ولد اسمه علي. ..قد لا يبدو ذلك ملفتا في الوقت الحاضر، ولكن كوني قد تابعت شأن صدام لسنوات عديدة، سررت إزاء تأكدي من أن الشائعات كانت صائبة. يبدو أن سميرة الشهبندر فعلت كل ما في وسعها لحماية ابنها من. التقلبات السياسية في العراق، ولا بد وأنها كانت تدرك بأن هنالك احتمال لجوء من تبقى من حزب البعث إلى الاتصال بعلي كي يواصل
عمل والده. كما كان ممكنا وجود عدد من الجماعات الشيعية الراغبة بالقضاء على آخر وريث ذكر لصدام. ولكن علي، كما فعلت والدته، يبدو أنه تمكن من الإفلات من قبضة التاريخ، لحسن حظهما….
??قال لي صدام إنه كان فخورا بعدي وقصي مع كونه واقعيا حيال جوانبهما السلبية، وكان أحيانا يجد نفسه مضطرا لمعاقبتهما. وكان عدي بشكل خاص مصدرا للمشاكل، وروي كيف ثار غاضبا حين علم بأن عدي كان يحتفظ بسرب من سيارات بنتلي ومرسيدس وجاغوار في مرأب
ببغداد كان محاطا بحماية عناصر من الحرس الجمهوري، ومضى صدام معلقا: ما هي هذه الرسالة التي أرسلناها إلى الشعب العراقي الذي كان يعاني من العوز في ظل العقوبات؟
أمر صدام بحرق السيارات، وذلك قبل فترة قصيرة من قيام عدي باستفزاز صهر والده حسين كامل إلى حد جعله ينشق ويفر إلى الأردن.في 1995، وقد كان وزيرا للصناعة التصنيع العسكري….
??كان عدي مُمِلا” وفاقدا” السيطرة على نفسه حين ذهب لحضور حفلة في منزل حسين كامل، حيث تشاجر مع صدام كامل، شقيق حسين كامل. تغلب صدام كامل على عدي في الشجار، ما دفع عدي إلى الإمساك بسلاح أطلق به النار في أرجاء المنزل، فأصاب الأخ غير الشقيق لأبيه، وطبان. ثم في أعقاب ذلك الحدث توجه الشقيقان مع زوجتيهما – وهما ابنتا صدام – إلى الأردن. انشقاق الأخوين كامل وبصحبتهما ابنتا.صدام وأحفاده، هز كيان النظام وأحدث شرخا في دائرة المقربين من صدام، وأمام أنظار العالم….
??المرة الوحيدة التي أظهر فيها صدام مشاعره العاطفية طوال فترات حواري معه كانت نتيجة تحدثنا عن ابنتيه، رنا ورغد. مرت لحظة تجمعت خلالها الدموع في عينيه وارتجف صوته، ولم يقل غير: أفتقدهما كثيرا. كنت أتمتع بعلاقة رائعة بهما. كانتا تحبانني جدا كما كنت أنا أحبهما كثيرا”..
أما في ما يتعلق بزوجيهما فكانت نظرته معتمة تجاه من كان يشك بولائه أو من كان يسرق المال منه، وكان يعتبر الأخوين حسين وصدام مذنبين في كلتا الحالتين. بعد فرارهما قال صدام إنه لا يريد غير استعادتهما وأحفاده. كان يخشى ما كان قد يصيبهما في بلد أجنبي بعيدا عن.حمايته. وقال صدام إنه لم يوعز بقتل الشقيقين لدى عودتهما إلى العراق في
1996 ولم يسمع عن مقتلهما إلا في وقت لاحق. وقال إنه كان لتوه قد وقع وثيقة تخول عودتهما حين بلغته أخبار تبادل إطلاق النار الذي أدى.إلى قتلهما، فأضاف إلى الوثيقة (سيف العدالة قد عاقب الأشرار). ..
??سألت صدام عن كيفية سماعه خبر مقتل ولديه عدي وقصي، فقال إنه سمع النبأ بالراديو من هيئة الإذاعة البريطانية. ..
وكيف كان شعوره إزاء.مقتلهما؟ فقال صدام: لقد توفيا وهما يقاتلان من أجل تحرير بلدهما …قال صدام إنما قُتلا ليس لكونهما ولدي، بل لكوهما عراقيين. وقال إن القائد الذي يهتم بأبنائه بدرجة تفوق اهتمامه بشعبه لا يمكن احترامه ..
.
??كان صدام يعرف أنهما كانا معا” لدى وفاتهما، ولكنه أنكر بأنه أوعز لهما بذلك. قال إنما تعرضا إلى الخيانة، كما تعرض هو، ووصفهما بأنهما شهيدان. سألته إن كانا بصحبته لدى فراره من بغداد، فأجاب صدام: ربما.
عدي وقصي كانا قد توجها إلى الموصل واختبئا في قصر أحد.الشيوخ، وهو أحد أقربائهما وكان ملزما بشرفه بتوفير الملاذ لهما. بعد مرور بضعة أسابيع أصيب الشيخ بالتوتر حين باشرت فرقة المشاة الرابعة الأميركية بتسيير دوريات في منطقة القصر، فسأل نجلي صدام عن نواياهما في ما يتعلق بمغادرتها. ويبدو أن قصيا قال له إنهما أصحاب القرار في ذلك وعليه أن يصمت، فلقد قدما له مبلغا كبيرا من المال مقابل مكوثهما لديه. عندئذ ترك الشيخ ضيفيه في المنزل حيث كانا قد أمضيا أسابيع وهما.يلعبان ألعاب الفيديو، وتوجه إلى نقطة تفتيش تابعة للجيش الأميركي، فسأل إن كانت هناك جائزة لمن يقدم معلومات عن ابني صدام، فأخبروه بوجود جائزة. شرح الشيخ للجنود هوية المقيمين لديه وطلب من قوات.الجيش أن تأتي لتأخذهما. قامت القوات الأميركية بتطويق المكان واندلع إطلاق نار قتل فيه كل من عدي وقصي ومصطفى نجل قصي وأحد.الحراس الشخصيين.