بعد هجمات شهري ايار وحزيران على ناقلتين سعوديتين وسفينة إماراتية وناقلة نرويجية، تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وقامت الأولى بسلسلة تهديدات بضرب ايران، انتهت بدون فعل . كما لم تكشف التحقيقات المحلية والدولية عن شيء او مضت كتحقيقات حرائق الوزارات العراقية.
بالامس عادت لغة التهديد مجددا، واستبعد مسؤولون امريكيين تنفيذ الحوثيين للهجوم “الخطير والكبير والذي اوقف 5% من انتاج النفط العالمي” واتهموا ايران بالتورط في العملية مباشرة اوعبر اذرع عراقية وانطلاقا من العراق. والمح الرئيس الامريكي الى انه يعرف الدولة الفاعلة وتوعد بالرد اذا أثبتت التحقيقات السعودية ذلك. وقال ترامب:”هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني، ونحن جاهزون للرد على الاعتداء اعتمادًا على التحقق أولا .. لكننا ننتظر أن نسمع من السعودية حول من تعتقد أنه سبب هذا الهجوم، وكيف سنمضي قدما!”
السؤال الكبير هو: هل ستنتهي التهديدات الأخيرة كسابقتها؟… ام سيكون هناك رد امريكي؟ وحينها سيكون السؤال: اين سترد امريكا؟ هل ستوجه ضربات مباشرة لايران؟ وهذا ما سيهدد بتوسيع المواجهة وتعميقها في المنطقة؟، أم ان امريكا سترد من خلال الساحة العراقية وستستهدف اذرع ايران القوية في العراق، وحينها ووفق المؤشرات الحالية سيواجه الامريكيون مشكلات كبيرة في العراق وقد يخسرون ما بقي من نفوذ لهم فيها، اذا لم يكن هناك قرار استراتيجي بالتدخل واستعداد لمعركة كبيرة حاسمة مع الفصائل الموالية لايران داخل العراق، وهو امر مستبعد.
ونفى العراق، يوم الأحد، استخدام أراضيه في شن هجمات على منشأتي النفط السعوديتين. وجرى يوم الاثنين اتصال بين رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، دون توضيح ما جرى مناقشته.
الهجمات على منشآت ارامكو كانت هذه المرة خطيرة، والعالم شعر بان أمن الطاقة العالمي مهدد تماما في اي لحظة وببضعة هجمات تنفذ بصواريخ او طائرات مسيرة. ومع افتتاح الاسواق العالمية عقب عطلة الاسبوع سجلت أسعار النفط قفزة تاريخية، إذ سجل خام برنت أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ بداية حرب الخليج في عام 1991. وقفزت العقود الآجلة لخام برنت ما يبلغ 19,5 في المئة إلى 71,95 دولار للبرميل خلال تعاملات الاثنين في أكبر مكسب منذ 14 يناير/كانون الثاني 1991، وفق رويترز.
وتلك الارتفاعات القياسية تؤشر حجم المشكلة التي قد تحصل في حال توسيع المواجهات، التي قد ترفع اسعار النفط الى ما فوق الـ100 دولار وهي ما يعجل بحصول ركود اقتصادي يخشى منه العالم، وهو ما دفع الصين والمانيا وبريطانيا والعديد من الدول الى ابداء قلقها الكبير والدعوة للتحقق وضبط النفس.
وفي مؤشر على ضعف الاستعدادات السعودية وغياب خطط الطوارئ، ذكرت مصادر تجارية ان شركة أرامكو السعودية تطلب منتجات نفط للتسليم الفوري (شحنات ديزل). وقال مصدر ان الشركة قد تكون اشترت شحنتين من وقود الديزل.