الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتتهديدات للإستهلاك الاعلامي فقط : منى سالم الجبوري

تهديدات للإستهلاك الاعلامي فقط : منى سالم الجبوري

بين کل فترة وأخرى، يلجأ القادة والمسٶولون الايرانيون الى إطلاق تهديدات غير عادية بإستهداف أهداف عسکرية دولية أو ضرب دول ومنشئات حيوية في المنطقة والعالم، الى جانب تهديد آخر صار”متآکلا” من کثرة ترديده وهو إغلاق مضيق هرمز، وهذه التهديدات التي يبدو إن العالم لم يعد يأبه لها بعد أن صارت تتکرر بصورة ملفتة للنظر ولکنها لاتتعدى أکثر من کونها مجرد زوبعة في فنجان!

التصريح الجديد الذي أدلى به أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني يوم الاحد الماضي وذلك بعد يوم من هجوم على منشأتين نفطيتين لشركة “أرامكو” السعودية والتي تشير أصابع الاتهام الى تورط النظام الايراني بها بصورة أو أخرى، والذي قال فيه: “على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأميركية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى 2000 كيلومتر من إيران تقع في مرمى صواريخنا”، مع تأکيده بحسب مانقلته وکالة تسنيم الايرانية: “لطالما كانت إيران مستعدة لحرب شاملة”، لم يلفت الانظار إليه بصورة غير معهودة کأي تهديد جدي بهذا الصدد، خصوصا بعد أن أکدت الاوساط العسکرية والسياسية المختصة بأن أية حرب قد تندلع بين واشنطن وطهران ليس لن تکون لصالح الاخيرة فقط وإنما قد تحدد نهايتها ومصيرها أيضا!

هذه اللغة التصعيدية التي يحرص النظام الايراني على اللجوء إليها بين الفترة والاخرى، لايزال يعتقد بأن هناك من يصدقها ويأخذ بها من أجل جعلها سببا للمناورة والمزايدة وجر الطرف أو الاطراف الاخرى الى نقطة يمکن الحصول على مکتسبات منها کما کان يحدث خلال عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما، لکن لايبدو إن هذا السيناريو أو المشهد المسرحي المفتعل يجدي نفعا ولاسيما  بعد أن نجحت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في إيصال البلدان الغربية الى قناعة بأن کل مايفعله النظام من حيث إطلاقه للتهديدات والتصعيد إنما هو من جراء إحساسه بالضعف وهو من أجل خداع الاطراف المناوئة له وجعلها تقدم تنازلات له تساهم بتدارك أوضاعه المزرية، ولکن النظام الايراني ومثل الکذاب الذي يواصل کذبه على أمل أن يصدق به الناس، يستمر في هذا الاسلوب الذي صار مکشوفا ولايمکن أن يخدع أحدا.

الاوضاع المزرية التي يواجهها النظام الايراني على مختلف الاصعدة والتي جعلته في مواجهة أزمة عامة خانقة لامجال للخلاص منها من دون المبادرة الى تقديم تنازلات ليس موجعة فقط وإنما حتى قاصمة لظهره أيضا!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular