يحتوي الدم على ثلاثة أنواع أساسية من الخلايا هي كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، والصفيحات الدموية، وتتولى كريات الدم البيضاء مهمة الدفاع عن الجسم ضد أي عدوان ميكروبي يحاول خرق دفاعات الجسم.
* أعراض وعلامات لا يجب إهمالها
ولكن أياً كان نوع سرطان الدم فإن هناك بعض العوارض والعلامات التي تلوح في الأفق يجب أخذها على محمل الجد وعدم تجاهلها، وهي تشمل:
1- الحمى أو القشعريرة
وهي من الأعراض غير الشائعة جداً، ولكنها وجدت في ربع حالات الإصابة بسرطان الدم الحاد، لكنها قد لا تشاهد في النوع المزمن منه، ووجود حمى خفيفة غالباً ما يشير إلى وجود عدوى، وإلى جهاز مناعة ضعيف قد يكون له علاقة بسرطان الدم.
2- الضعف والإعياء والتعب
وهي من أكثر الأعراض مشاهدة في سرطان الدم مهما كان نوعه؛ وفقاً للدكتور مارك ليفيس مدير برنامج مكافحة المرض في جون هوبكنز، وتحصل هذه العوارض جراء الإصابة بفقر الدم، ومن مميزات المرض أن حالة المصاب تزداد سوءاً مع مرور الوقت.
3- الإصابة بالكدمات
تحدث الكدمات فجأة ومن دون التعرض لأي رض يذكر، وهي تشاهد في كل أنحاء الجسم، ولكنها تكون أكثر حضوراً في الأطراف، وفي هذا الإطار تقول باميلا كريللي مديرة قسم الأورام الطبية في المنطقة الشرقية لأميركا، إن تلك الكدمات غير الناتجة عن أي صدمة رضية يمكن أن تكون علامة لسرطان الدم، أما الدكتور ليفيس فيشرح قائلاً: “إن الظهور غير العادي للكدمات ناتج عن انخفاض عدد الصفيحات الدموية أو جراء اضطرابات في عملية تخثر الدم”.
4- ضيق التنفس
وهو الآخر قد يكون عرضاً من أعراض الإصابة بسرطان الدم، ويشعر المرضى به كلما تقدم المرض، وكلما زادت المعاناة من التعب والإعياء، ويرجع السبب بشكل رئيسي إلى فقر الدم، أو إلى تشكل ثانويات سرطانية في أنسجة الرئتين.
5- النزف غير العادي
وينزف المريض من جسمه بشكل مبالغ فيه، وقد يحصل النزف في أي مكان مثل اللثة، والأنف، والرئتين، وجهاز الهضم وغيرها، ويرجع السبب الأساسي إلى تدهور عدد الصفائح الدموية.
6- ظهور نمش أحمر تحت الجلد
وهي عبارة عن بقع حمراء صغيرة تظهر تحت الجلد، وتبدو وكأنها رسمت بقلم الرصاص، وتنتج بسبب نزف من الشعيرات الدموية الواقعة تحت الجلد، وتكون غير مؤلمة وغالباً لا تثير الانتباه بسبب صغر حجمها وموقعها في أسفل الساقين، وتشير إلى قلة عدد الصفيحات الدموية.
7- تورم اللثة
ويعد هذا التورم من أبرز أعراض سرطان الدم، فوجوده بالتزامن مع أعراض أخرى يجب أن تدفع المصاب إلى استشارة الطبيب للقيام بالفحوصات الضرورية، وقد لا يشعر المريض بالألم جراء التورم، ولكنه يحس بالضيق وعدم الراحة نتيجة انتفاخ اللثة.
8- الطفح الجلدي
يظهر على جلد المريض بأشكال مختلفة ومتنوعة لا يرافقها أي حكة، ويتوزع الطفح في جميع أنحاء الجسم، وفي كل يوم يرى المصاب أشكالاً من الطفح تختلف عن تلك التي رآها من اليوم السابق، وكلما تطور المرض ظهر الطفح بشكل أكبر وانتشر إلى مساحات أوسع من قبل.
9- ألم في الجزء العلوي من البطن
يمكن لتضخم الطحال أن يسبب أحياناً ألماً في الزاوية العلوية اليسرى من البطن حيث الطحال.
10- الشعور بالشبع المبكر
إن تضخم الطحال هو إحدى علامات سرطان الدم المزمن، وأحياناً سرطان الدم الحاد، ويمكن للطحال المتضخم أن يضغط على المعدة، ما يجعل المريض يشعر بالشبع المبكر بمجرد بلع لقيمات قليلة من الطعام.
11- الصداع
قد يعاني بعض المصابين من نوبات حادة من الصداع الذي يعود سببه إلى وجود فقر في الدم، أو إلى حدوث نزف داخل الجمجمة نتيجة مرض سرطان الدم.
12- الشحوب الشديد
وهو يدل على وجود فقر الدم، أو إلى أن المرض وصل إلى مرحلة متقدمة لدرجة أن المصاب يشكو من التعب المبالغ فيه بحيث يصاب باللهاث من دون أن يبذل أي مجهود يذكر.
13- التعرق الليلي
وينجم عادة عن العدوى التي تكون مرتبطة بسرطان الدم، ولهذا فعلى كل شخص يعرق ويبلل أغطية فراشه أن يستفسر عن السبب.
14- ألم العظام
يمكن أن يكون في العمود الفقري أو الأضلاع أو في المفاصل، وهو نادر نوعاً ما، ولكن حصوله ممكن في كلا النوعين من سرطان الدم الحاد والمزمن، وهو عارض مثير للقلق، لهذا فمن المهم التحدث مع الطبيب في شأنه مهما كانت شدة الألم.
15- تضخم العقد اللمفاوية
تورم غير مؤلم في الغدد لا يتراجع حجمه، في مناطق مثل الرقبة، وتحت الإبطين، ويستدعي الاستشارة الطبية دون تأخر.
16- تكرر الإصابة بالعدوى
يسبب سرطان الدم نقصاً في عدد كريات الدم البيضاء؛ لذا يعاني الشخص المريض من تكرار العدوى في بعض أماكن الجسم مثل الأذن والحلق والجلد والرئة، وهذا يشير إلى أن الجهاز المناعي لا يعمل بالكفاءة المطلوبة، الأمر الذي يستدعي إجراء التحريات اللازمة خصوصاً إجراء فحص كامل للدم.
17- نقص الوزن
إن فقدان الوزن من دون مبرر واضح يمكن أن يكون إشارة إلى مرض سرطان الدم، فعلى كل شخص يقل وزنه باستمرار، من دون حدوث أي تغيير في عاداته الغذائية والبدنية، أن يأخذ رأي الطبيب من دون تردد.
هذه هي باختصار الأعراض والعلامات التحذيرية لسرطان الدم الذي يتسلل إلى الجسم من دون ضجة تذكر، ومن هنا أهمية الوعي بهذه الأعراض والعلامات، وزيارة الطبيب على الفور حال القلق بشأن أي واحد منها، وخصوصاً عند وجود عوامل خطر مثل التعرض للمواد الكيماوية، ووجود تاريخ عائلي، والبشرة البيضاء، والتقدم في السن، والتدخين، فالتشخيص المبكر للمرض يعتبر اللبنة الأساسية في العلاج والشفاء منه.