اثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” و وعوده لناخبيه بضم مستوطنات الضفة الغربية و شمال البحر الميّت و غور الاردن الى دولة اسرائيل، اثارت ردود افعال غاضبة في المنطقة و في كثير من دول العالم، وسط انباء تفيد بأنها مجرّد تصريحات لكسب الاوساط الأكثر تطرفاً و عنفاً في اسرائيل لعزوف نسبة كبيرة منهم عن المشاركة في الانتخابات، اثر خساراته الفادحة في كسب الرأي العام هناك بسبب تُهم الفساد التي تلاحقه . .
في وقت يرى فيه مراقبون و محللون مستقلون بأن تصريحاته ليست دعاية انتخابية كما يُتصوّر، لأنه هو الذي سار على تحطيم كل الاتفاقات بين المنظمات الدولية و الفلسطينية و إسرائيل، الداعية الى السلام و الى ضمان حقوق الشعب الفلسطيني العادلة. و قد برز ذلك السلوك علناً منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق “اسحاق رابين” عام 1995 على يدي قاتل صهيوني متطرف و كانت اصابع الإتهام كلّها توجّه الى نتانياهو الذي كان منافسه الأكثر عنصرية و تطرفاً . . “رابين” الذي نادى بدولة ديمقراطية علمانية و اشتهر قوله : ( لقد ارتكبنا اخطاء كبرى . . اننا لانواجه صحراء خالية، اننا نواجه شعوب لها حضارتها).
نتانياهو الذي اشتهر بجهوده المحمومة في محاولة القضاء على اهداف : دولة ديمقراطية مدنية واحدة للجميع، دولتان متساويتا الحقوق اسرائيلية و فلسطينية . . و اصراره و طاقمه على الدولة الدينية العنصرية اليهودية، التي تستفز ديانات الآخرين في المنطقة، و التي سببت و تتسبب بظهور افكار و منظمات تشدد و تدعو الى الدولة الدينية و الاصرار عليها، اسلامية كانت او مسيحية او غيرها.
بل و واصل ذلك بفتحه المستشفيات الإسرائيلية لعلاج جرحى داعش الإرهابية الإجرامية بحق شعوب المنطقة كما تناقلت حينها وكالات الانباء و عرضت مقابلات على الشاشات مع جرحى داعش في تلك المستشفيات. ثم قيامه بتشريع قوانين تجريد غير اليهود من كثير من حقوق المواطن في اسرائيل ، الأمر الذي اثار النقمة عليه ليس من اصحاب الديانات غير اليهودية فحسب، بل و من عديد من المنظمات اليهودية داخل و خارج اسرائيل، التي تضم محامين و رجال علم و ادب، موظفين و كسبة و عمال، طلبة و نساء و دعاة سلام و حقوق الانسان .
و يحذّر سياسيون و مثقفون من السعي المحموم لنتانياهو لإشعال حرب مهما تكن شاملة في المنطقة لتجيير بقاءه على كرسيه باعلان حالة طوارئ تمدد ذلك البقاء، و تستجيب لمصالح المجمعات الصناعية العسكرية و مجمعات الطاقة الإسرائيلية و الدولية التي تدعمه، و التي له و لطاقمه الحاكم حصص كبيرة فيها تدرّ عليهم اعلى الأرباح، و بسلوك يشابه و يتواصل مع سلوك الرئيس الأميركي ترامب، الذي تصفه اوساط محايدة مطّلعة كثيرة بخطورة ذلك الثنائي.
و تحذّر من استغلال ثنائي ترامب / نتانياهو الذي ينضم اليه مؤخراً بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الجديد . . تحذّر من استغلالهم لأية ثغرة او تصرف احمق او منفلت في الرد سواء على ضربات الطائرات الإسرائيلية دون طيار على اهداف في ثلاث دول عربية، او على تصريحاته الانتخابية بتمدد اسرائيل، التي دون تهيؤ و تحشيد الرأي العام الداخلي و الدولي، قد تتسبب باضرار اكثر جسامة و كما سيأتي. (يتبع)
17 / 9 / 2019 ، مهند البراك
ناثان ياهو ذكي ووسيم وليس قبيحاً