توفي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، اليوم الخميس، عن 83 عاماً، وفق ما صرح به محاميه.
بن علي رحل بالسعودية بعيداً عن الأضواء منذ الإطاحة به، بعد أن حكم تونس بقبضة من حديد طيلة 23 عاماً.
في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني 2011، وبعد شهر من المظاهرات المعارضة له والتي قمعت بقوة، غادر بن علي إلى جدة برفقة زوجته ليلى الطرابلسي وابنتهما حليمة وابنهما محمد زين العابدين، تاركا السلطة. في حين غادرت ابنته نسرين بن علي مع زوجها آنذاك صخر الماطري إلى قطر ثم جزر سيشيل قبل أن يتطلقا لاحقا.
ومنذ انتقاله إلى السعودية، نادرا ما تسربت معلومات عن الرئيس التونسي السابق. وكان يكتفي محاميه اللبناني أكرم عازوري بإصدار بيانات صحفية للرد على تقارير تتناوله، في حين أن لا معلومات حول طريقة عيشه والموارد التي يستفيد منها لتغطية نفقاته.
وفي السابق ومنذ استقراره في السعودية ظهرت بانتظام شائعات حول تأزم مفترض لوضعه الصحي وحتى أنباء كاذبة عن وفاته. وأعلن منير بن صالحة الذي يقدم نفسه محاميا لبن علي في 12 سبتمبر/أيلول 2019 أن الأخير «مريض جداً»، ليعود وينفي لاحقا كل الإشاعات التي تم تداولها بخصوص وفاته، مبينا في تصريح لإذاعة تونسية خاصة أنه «لم يمت ولكن حالته الصحية صعبة. خرج من المستشفى ويعالج في بيته وحالته مستقرة».
ومنذ هروبه إلى السعودية صدرت أحكام قضائية عديدة بحقه ولا سيما في قضايا فساد. كما أنه محكوم عليه بالسجن مدى الحياة في قضية القمع الدموي للمتظاهرين ضده أثناء الثورة (أكثر من 300 قتيل).
وفي عام 2011، قدم بن علي روايته عن فراره عبر محاميه، موضحاً أنه كان ضحية مخطط وضعه المسؤول عن أمنه الجنرال علي السرياطي الذي قال له بأنه كانت هناك تهديدات باغتياله، ودفعه إلى المغادرة لنقل عائلته إلى مكان آمن، ثم منعه من العودة إلى البلاد.
ويؤكد بن علي أنه لم يعط أبداً «أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين». وتفيد حصيلة رسمية أن 338 شخصا قتلوا في قمع الثورة التي قامت ضد حكم بن علي.
ولد زين العابدين بن علي في مدينة حمام سوسة الساحلية في الثالث من سبتمبر/أيلول 1936 في عائلة متواضعة، إذ كان والده حارسا في مرفأ مدينة سوسة.
التحق سنة 1958 بالجيش التونسي حديث النشأة، وتم اختياره ضمن مجموعة من الضباط الشبان للالتحاق بمدرسة “سان سير” العسكرية الفرنسية لتكوين النواة الأولى للجيش الوطني التونسي.
بعودته إلى تونس سنة 1964 شغل بن علي منصب مدير الأمن الوطني لعشر سنوات ثم الملحق العسكري في المغرب ثم في إسبانيا. وتابع ترقيه ليصبح سفيرا لتونس في بولندا حتى سنة 1984 ثم وزيرا للداخلية.
وفي سنة 1987 أصبح زين العابدين بن علي رئيسا للوزراء في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد شهدت مواجهات دامية مع المعارضة النقابية وخاصة الإسلامية التي انتهجت المقاومة المسلحة ضد حكومة الحبيب بورقيبة.
في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1987 استند رئيس الحكومة التونسية زين العابدين بن علي إلى تقرير طبي لأطباء الرئيس الحبيب بورقيبة لإثبات عدم قدرة الأخير على تسيير البلاد. وتولى بموجب الدستور التونسي، مقاليد الحكم في ما تسميه السلطة بـ «الثورة الهادئة» ويسميه البعض بـ «الانقلاب الطبي».